غرور الأغلبية
أحمد المليفي
ان تكون لديك اغلبية برلمانية فهذا امر جيد ولكنها لوحدها لا تكفي مالم تكن لدى الاغلبية اجندة واضحة وخارطة اصلاح متكاملة لا تقف فقط عند اصدار القوانين او تقديم الاستجوابات. بل تتجاوزها الى تحقيق رقابة فعلية على السلطة التنفيذية تعالج من خلالها الخلل الاداري والمالي في اجهزة الدولة المتعددة فتعينها وتحميها ان هي احسنت وتحاسبها ان هي اخطأت او قصرت في عملها.
الملاحظ على الاغلبية البرلمانية أنها غير مصدقة بان لديها اغلبية وبالتالي اصابها الانحراف في الاستخدام والغرور في الاداء، كلنا نتذكر النائب مسلم البراك عندما صرح في مواجهة استجواب الاقلية بأنهم اذا ارادوا ان يتعلموا كيف يستجوبون فان الاغلبية على استعداد لاعطائهم دروساً في ذلك. تبعه قبل ايام تصريح صادر من النائب فيصل المسلم موجه للاقلية بأن يتعلموا من استجوابهم المقدم لوزير المالية كيف تكون الاستجوابات. فماذا حصل؟
هذا الغرور بالعدد صاحبه اهمال في التخطيط وتمادٍ في الممارسة حتى ادى ذلك الى الخروج على احكام اللائحة الداخلية. ففوجئ النواب بموقف الحكومة ووصل الامر الى شبه طريق مسدود والى اختلاق ازمة لم يكن لها مبرر لولا غرور الاغلبية وتماديها وعدم احترامها للحكومة التي مدت لها يد التعاون فهي في النهاية شريك معها في النجاح او الاخفاق لا قدر الله.
المطلوب من الاغلبية ان تعود الى رشدها وتعيد حساباتها ولا تتمادى في استخدام عضلاتها في مواجهة الحكومة فمن صالح الاغلبية وكل اغلبية اذا كانت صادقة وراغبة في الاصلاح ان تكون هناك حالة من الاستقرار.
نأمل بأن تنتهي هذه الازمة على خير وان تكون درسا جيدا للجميع بأن اساس التنمية والانجاز هو التعاون بين السلطات.
أضف تعليق