أقلامهم

عبدالله خلف: الشيخة صوغية..صاحبة التاريخ الطويل

امرأة تحكم قبيلة عربية كبرى

عبدالله خلف
بنو معين هم شيوخ لقبيلة عربية منيعة هاجرت من الحجاز ونجد إلى الساحل الشرقي للخليج العربي وسكنت جنوب بوشهر ثم استقرت في جزيرتي قشم وهرمز التابعتين لبندر جمرون. كتب أحد أهالي الإحساء عام 1169هـ عن بداية هجرتهم بسبب القحط والجفاف الذي حلّ بالجزيرة العربية سنة 1007هـ، وكان عدد القبيلة المهاجرة 8000 فرد يرأسهم الشيخ عطية بن علي، وتنقسم القبيلة إلى ثلاثة أفخاذ:
-1 الجواسم من آل محمد.
-2 الأحامدة.
-3 الحناحنة من آل عبدالرحمن.
المرجع: كتاب «شقائق النعمان في تاريخ الخليج والكويت وإيران والإمارات وعُمان» المؤلف الدكتور محمد إسماعيل دشتي تقديم د.أحمد العقيل- «هجرة بني معين صفحة 67..».
يتصل نسب بني معين إلى الشيخ حرب من شيوخ جزيرتي قشم وقيس، حيث كانتا مركزين للقواسم وتُشير الآثار إلى مصكوكات نقدية عليها اسم معن بن مالك من شيوخ بني معين الأوائل وكانت هجرتهم الإولى إلى بندر سيراف عسلوية مركز القبائل والعشائر العربية، وتقع هذه البلدة الساحلية جنوب مدينة بوشهر، مركز دولة العيلاميين العرب، واسمها القديم «ليان» ثم أصبحت مركزا لقاعدة نادر شاه البحرية..
بعد مضي فترة نشبت الخلافات فانتقلوا إلى بلدة «تخيلو» القريبة من عسلوية.. وفي البداية أرادوها مقطنا للعيش دون الادعاء بالامتلاك وبعد أن تُوفي الشيخ عطية بن علي اعتبروا «تخيلو» مركزا لبني معين.
آلت رئاسة بني معين إلى الشيخ علي بن عطية، وبعد عمر مديد سلم رئاسة القبيلة إلى ابنه الشيخ محمد بن عطية الكبير الذي تنازل عن الرئاسة عند شيخوخته إلى ابنه الشيخ صالح وأراد اتساع نطاق موطنهم، بينما المناطق الإيرانية كانت في صراعات وخلافات.. في هذه الفترة احتل الاستعمار البرتغالي مسقط عُمان وهرمز، والمملكة الصفوية ممزقة، استغل الشيخ صالح المعيني تلك الظروف وضعف الحكومة المركزية وعدم مراقبتها تلك الحدود النائية فوسع نفوذ قبيلته من «تخيلو» إلى بندر كنغ،و كان ذلك في سنة 1123هـ عند اشتعال المواجهات الإيرانية البرتغالية والحاكم هو الشاه عباس الصفوي الذي طرد البرتغاليين وحول اسم بندر جمرون إلى بندر عباس.
وفي ظل الاضطرابات وضعف الحكومة المركزية ظل حكم قبيلة بني معين مسالمة بأخلاق عربية إسلامية وبعد وفاة الشيخ صالح ورث حكم القبيلة الشيخ محمد الثاني ثم ابنه الشيخ صالح الثاني، ثم ورث القبيلة الشيخ سرحان ثم الشيخ عيد بن سرحان الذي قاد قبيلة بني معين بحكمة وعدل وكان على السلطة المركزية الإيرانية كريم خان زند.. وهنا قويت قبيلة القواسم أو الجواسم وصار لها مئات القوارب البحرية الضاربة ضد الانجليز والبرتغاليين فأطلق عليهم الأوروبيون الغزاة مُسمى القراصنة وكانت قواعد البحرية للقواسم رأس الخيمة والرمس والشارقة، وشيخ القواسم هو قضيب بن سعيد، وامتد الصراع بعد ذلك بين القبائل العربية في الساحل الإيراني الشرقي.. 
وبعد الحوادث المريرة صار الشيخ عبدالله المعيني حاكما على زند، ثم جاء دور رئيسة القبيلة «صوغية» زوجة الشيخ عبدالله القشمي المعيني وكانت خير معينة له.. حتى غدر بزوجها ابنه الشيخ سرحان فقتله، وجاء دور الأم القوية الصارمة التي أمرت الأخ الأصغر الشيخ صقر بأخذ الثأر والقصاص بقتل أخيه، وقامت بالإشراف على القتل لإحقاق الحق فتولت هي منصب رئاسة القبيلة.
وحكم الشيخ صقر جزيرة قشم والشيخة صوغية هي أول امرأة تترأس قبيلة عربية كبرى كقبيلة بني معين صاحبة التاريخ الطويل.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.