عالمنا هذا مليء بالعجائب والغرائب ، ولا يستصعب على اي إنسان أن يصحو من نومه ويفعل ما يشاء ، وما يتخيله فكره الواسع من تصرفات وأفعال ، اي كانت سلبية أو ايجابية ، فهذا هو عالمنا العربي متعوس الخيال والأفق ، والذي يطير بنا في الأوهام والأحلام المستحيلة وبدون أن نصل إلى طريق له نهاية ، أو مخرج يطمئننا ونحس فيه بالأمان ، فهو عائم وسطحي مما يشدنا إلى التساؤل عن هذا العالم العربي المملؤء بالطرق المحفورة والعميقة وقد تكون اصطناعية من عمل تلك الحكومات المتعطشة لدماء مواطنيها والمملؤء بالاحزان والآلام والتعاسة والفتن الطائفية والثورات التي تصنعها تلك الحفر البذيئة ، هذه هي حفرنا الممتلئة في عالمنا العربي ففي كل كيان أسمة دولة نرى عدة حفر وغالبا ما تكون متشابهة الهوية يملؤها الطغيان السياسي الجبار ، والذي بحد ذاته يسبب الاهتزاز والإرباك لعقل الإنسان العربي الضعيف .
أليس هذا هو المطلوب أن تكون جميع عقول البشر في الوطن العربي مرجوجة ومهزوزة ، وتحتاج إلى إعادة تعبئة من جديد ، ولكن أليس من الضروري والأهمية بان تكون تلك التعبئة من صنع شرقي وبعيدة عن الغرب المشئوم ، فأحلام وأمنيات الغرب أن يسطوا ويسيطروا على عقولنا نحن العرب وبأغلى الأثمان ومهما كلف الأمر ، حتى ولو بإبادة عقولنا المنتهية الصلاحية ، أليس هذا هو مطلبهم وهدفهم اللعين وهو الذي يسعون إليه منذ الأزل .
فعالمنا العربي يحتاج منا إلى وقفة ضمير ويجب على هذا الضمير أن يكون حيا ويرزق وان لا يهاب الموت في وجه الحكومات المستبدة والطاغية وان يكون هذا الضمير مبنيا على الكرامة والعزة ، ويجب أن تكون إرادتنا وعزيمتنا اقوى من هذا الحلم الغربي الفاشل الذي يرمى سمومه علينا وهنا اذكر قول الأسير في السجون الإسرائيلية عندما يقول ” أعدكم بان قضبان السجن ستصدأ قبل أن تصدأ إرادتي وعظامي ” فيا لنا نحن من قوم عندما نقول الحقيقة نسجن ونهان ونعذب ، وعندما ننافق ونكذب نترقى إلى الأعلى فاى عالم عربي نعيش فيه !!
عالم فيه المصالح الدنيوية تفرق بين شعوب العرب ، عالم فيه الحدود اللعينة تقتل أشقائنا العرب ، عالم فيه الخيانة والفتن ونبذ الأخلاق وقتل القيم والمبادئ هي المثل الأعلى ، عالم فيه الشجاعة والحرية هي الجبن والاستسلام والهوان .
اهو القدر الذي جاء بنا في هذه الدنيا الغريبة ويضحك على عقولنا الكادحة والضعيفة والحزينة ليسخر منا ، أم انه النصيب في شهادات ميلادنا بأنه كتب فيها ” عربى ” فالي متى سنبكى على ماضينا الذي ذهب ، فلنصرخ بأعلى أصواتنا ونقول بصوت واحد اصح يا وطن ، واصح يا عالمنا العربي من نومك العميق ، فنحن منذ ولادتنا ونحن نناديك بان تنقذنا من هذا الضياع ، من هذا العالم المستقوى بحكوماته المتعجرفة علينا ، متى ياتى هذا الفرج أيها العالم العربي ، فلنخلق لأنفسنا باب من التفاؤل ولا نيأس فربما ياتى هذا اليوم الذي ننتظره ، وهنا تذكرت قول مفكر المستقبليات المغربي وهو يقول ” انا إنسان تربيت في جو الكرامة ، وسأموت في جو كريم ، ولا احد مهما كانت سلطته يمكن أن يغلق فمي أو يكسر قلمي ” .
فهنيئا لنا نحن العرب بحكوماتنا الجائرة ، والتي سياتى يوما قريبا بإذن الله ونقدم لها العزاء بكل ما اؤتينا من قوة ، ونقول لها بأعلى صوتنا ” عزاؤنا لكم يا حكوماتنا العربية والى وداع لا رجعة فيه ”
أضف تعليق