كتاب سبر

الجراد

تكاثر غبار الجراد علينا حتى سد عين شمس نهارنا وجدع انف قمر ليلنا واحدث ثقبا فى ” موازيننا ” الوطنية..وتوالد وتكاثر حتى ارهق احتباسنا “الحواري ” لتتلبد من تغيراته ” الخلافية”  سماؤنا بسحب العنصرية والطائفية التى ارعدت برعود الحقد وابرقت ببروق البغض وامطرت سيلا من انهار الكراهية فاضت منها بحور” مشاعرنا”  وتسببت فى تصدع سد وحدتنا الوطنية الذى ان تهدم يوما سيحل ليل الجراد المظلم الطويل ..وعندها وفى الليلة الظلماء الجرداء تفتقد ” الكويت ” !! 
فى الزمانات كان اهل البلاد من عيال ” وطنها” يتحاشون الجراد ويحسبون حسابه .. فترى ” ابو دعيج ” حاضرا يقف على لبنات دروازة السور ينادي بأعلى صوته ” صاحي ” ..فيتردد عبر بحر رمال الصحراء صدى صوت ابو مطلق المتكئ على شداد ” ذلوله” فى البوادى ..” صاحي”.. ثم تتردد بعدها نغمات ” صايى” ابو حسين عبر درجات السلم الموسيقى لمطرقته التى تعزف ألحانها على نوتة مسامير ” البتيل” المتكئ على كتف  “جال “السيف .هذا هو سر خلطة المجتمع الكويتى وسر صموده فى الماضى, فهذا المجتمع كان يعرف دائما كيف يضع ” نقاط” وحدته الوطنية على حروف الكويت وكان فرسانه الثلاثة هم المستحيلات الثلاثة التى تقف فى وجه طموح الجراد الاصفر . 
ودارت كواكب ايامنا حول مدار النجم الاسود للمصالح الفاسده لتنتعش احلام الجراد الجرداء حينما وجد ثلمة فى جدار “السور ” احدثتها معاول “جاهل”  عبرت منها اسرابه وتقافزت عبر سطوح ” الدار” تلو ” الدار” فى غفلة من عين “صايى” الساهرة لفرساننا الثلاثه ..وليستسبع  الجراد بعدها ويتجرأ على قضم اوراق تاريخنا الندية  لتتحول الى صحف صفراء خالية من دسم ” المصداقية ” ويهب لنبش قبور شهدائنا ومضغ نسيج اكفانهم البيضاء وترك اجسادهم عارية نازفة فى مهب الريح ” الاقصائية” المدمرة التى ما ان هبت يوما على مجد وطن الا احالت قاع امجاده الى قاع جرداء صفصف خاوية!!
مليارات الاوارق الخضراء “البنكنوتية” لاكتها افواه طمع  ذاك الجراد , ومليارات الاحلام التنموية تحولت الى كوابيس ترواد مستقبلنا عن نفسه !! ومليارات الاهات تلاطمت فى صدر الحاضر الذى بكى على ضياع عرق جبين الماضى سدى !! ومليارات الدموع فاضت بها عيون  بنات افكار الدستور حزنا على فوات قطار زواجها من امل شعبها الذى احبها واحبته !!…فيا ايها الجراد القذر كم من ” المليارات” ترتكب باسمك !!
هذا هو الجراد باختصار فنصيحة لله يا قوم ان اردتم ان يعود لوطنكم نبض قلبه الاخضر فجهزوا ” القدر ” الذى لا يقف الا على ثلاث الكويت ثم الكويت ثم الكويت, وتأكدوا انه حتما سيكون قدر سراب طائفية وعنصرية اسراب الجراد ان تشوى على نار ” وطنيتكم ” التى ” قبسها ” نور وجه كويتنا الجميلة.. واعلموا يا رعاكم الله ان ابتسامتكم فى وجه وطنكم الواحد ” صدق” لن تغلبه أبدا اكاذيب الجراد .