أقلامهم

عمر الطبطبائي: أتعلم بأن الكويت تختنق منك؟…أتعلم بأننا بتنا أغرابا في وطننا؟

 أتعلم؟

عمر الطبطبائي
أتعلم بأن الكويت تختنق منك؟
أتعلم بأننا فقدنا معاني الإنجاز والصدق والأمانة؟
أتعلم بأننا أصبحنا نحلم بأمور تعتبر من مسلمات وأساسيات أي دولة؟!
أتعلم بأننا نطمح فقط بمستشفى حقيقي ومستوى طبي يلائم الإنسان؟
أتعلم أن هناك عقولا محلية تنهض بأمم قابعين خلف مكاتبهم الحكومية يتحسرون على أفكارهم التي ملأت الادرج؟
أتعلم أن أجيال «صندوق الاجيال القادمة» قد أنجبوا أجيالا أخرى؟
أتعلم أن هناك «حلولا» لكل الترقيعات التي تتم؟
أتعلم بأن هناك مستشارين أفضل وأصدق بكثير ممن حولكم؟
أتعلم بأن كل الدول المحيطة تطورت وواكبت التطور ونحن لا نزال نواكب الفساد؟
أتعلم أن قطر حازت على استضافة كأس العالم ونحن الى اليوم لا نملك استادا دوليا؟
أتعلم بأن الواسطة أصبحت لأصحاب الحق!
أتعلم بأن من هم في أعمارنا يقضون عطلة نهاية الاسبوع في اجتماعات حتى يجدوا أفضل الحلول لنهضة هذا البلد؟
أتعلم أن هناك من يردد اغنية وطن النهار لمدة 21 سنة والى الآن لم يراها!
أتعلم بأننا بتنا أغرابا في وطننا؟
أتعلم بأننا تعلمنا الكره في مجتمعنا ولك نصيب الأسد منه؟
أتعلم ان يوما ما ستتأفف الذاكرة عندما تذكركم؟
أتعلم بأن صاحب السمو يطالب بتطبيق القانون في كل خطاب له وانت تخالفه؟
أتعلم بأنك لن تستطيع إيقاف بركان غضب الشباب المخلص لهذا البلد في المقبل من الأيام؟
أتعلم أن دمعتي تغالب شعوري وأنا أكتب لك ما أكتب؟
أتعلم أن رغم كل هذا اليأس الذي بدأ يسكن أرواحنا الا اننا سنحتضن غربة هذا الوطن!
أتعلم بأن رغم فسادكم الذي طمس النور إلا إننا قادرون على أن تعانق شمس إرادتنا سماء وطننا من دونكم!
أتعلم… أن هناك حروفا تدور في فلك الإنسان، تعيش داخل أعماقة مختنقة بأحاسيسه تود الخروج لتستنشق هواء هذه المساحة البيضاء، حروف قدرها أن تكون صادقة وعاشقة لهذه الأرض فلا عشق من دون ألم ولا ألم من دون أسباب ولا أسباب من دون شخص أو عدة أشخاص.
في موطن غربتي الكويت… تختنق الحروف دائما بحبال الفساد والذي بيده هذا الحبل يعلم جيدا بمدى إحكام ربط الحبل حول عنق الوطن لذلك:
«أتعلم» هي رسالة لكل صاحب منصب غارق في بحر الفساد، لكل تاجر قدم مصلحته الخاصة على مصلحة وطنه، لكل مواطن خالف أي قانون مهما كانت بساطته، ولكل وزير ضعيف لا يستطيع تغيير مكان الورقة من قسم لآخر، ولكل نائب قدم مصلحته الانتخابية والمالية على مصلحة المجتمع، ولكل من بيده الفرصة في إصلاح حتى ولو شيئا بسيطا ولم يفعل.
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة:
المزارع والكاتب كلاهما يزرعان في تربة المجتمع، فالأول يجملها بأزهاره والثاني بأفكاره!