أقلامهم

سعود السمكه: ماذا يريد أحمد السعدون؟! يضرب يميناً وشمالاً متخطياً منطق الأشياء

ماذا يريد أحمد السعدون؟!

سعود السمكه 
هذا العنوان بصيغة السؤال وجدته اليوم على لسان الكثيرين ممن قابلتهم بعد جلسة الثلاثاء 22 مايو الجاري، والمقرر فيها مناقشة الاستجواب المقدم للأخ الفاضل مصطفى الشمالي وزير المالية: ماذا يريد أحمد السعدون وقد لبت له السلطة كل طلباته ومهدت له الطريق لكي يصل إلى مبتغاه، لم يصل إليه بمجهوده الفردي أو مع فرقته وضميرها الخاوي؟!
أكثر من اثني عشر عاماً وأحمد السعدون يضرب يميناً وشمالاً متخطياً منطق الأشياء ومبتعداً عن معايير الأصول لكل ما كان يظهره للناس من قناعات ومبادئ ينادي بها وتتعلق بضرورة الالتزام بالحد الأدنى بالبلاغة الأخلاقية حين يكون السعي الى هدف ما مهما كانت أهمية هذا الهدف فينبغي الا ينزلق المرء بعيداً عما تحدده المنظومة الأخلاقية بحدها الأدنى!.. ومع هذا لم يستطع أحمد السعدون الوصول إلى هدفه، وهو كرسي الرئاسة!
لقد تحالف مع عناصر أشبه بشوكولاتة «المكنتوش» الشهيرة بتعدد مكوناتها في سبيل الوصول إلى الهدف والغاية، ضارباً عرض الحائط بحزمة القيم التي كان يظهرها،.. تحالف مع السلف والاخوان الشيعة، الذين سرعان ما اكتشفوا غايته فتخلوا عنه، وتحالف مع الاخوان المسلمين، الذين بدورهم، ليس بخافٍ عليهم الهدف الذي يخطط له، ولكنهم أيضاً لديهم هدف أكبر وأبعد، فوجدوا ان من المصلحة مسايرته في مرحلة ما للعبور إلى الهدف الكبير بالنسبة اليهم! وتحالف مع أعضاء ومفاتيح أعضاء ما يسمى «المجلس الوطني»، الذي كان أحمد السعدون من أشد أعدائه حين كان راكباً موجة الديموقراطية والدستور!.. وتحالف – في الوقت نفسه – مع أعداء للديموقراطية والدستور وللدولة المدنية من حيث المبدأ.
كل هذا العمل المضني والمشوار الطويل الذي سلخ من عمر أحمد السعدون أكثر من عشر سنوات لم يوصله إلى غايته وهدفه، على الرغم من تفريطه بكل حزمة القيم التي كان يظهرها والشعارات الرنانة، التي كان يرفعها، لولا الإجراءات التي اتخذت في الفترة التي سبقت الانتخابات، حيث استقالت حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، وتم حل المجلس لتصبح الأجواء مهيأة لأحمد السعدون، لكي يحصل على كرسي الرئاسة، خاصة حين أعلن الأخ الفاضل جاسم الخرافي عدم رغبته في الترشيح الذي اعتلى كرسي الرئاسة أكثر من مرة عن طريق التزكية بوجود أحمد السعدون! لم يكن أن يترشح أمامه، لأنه يعرف النتيجة مسبقاً انها في مصلحة بوعبدالمحسن.
الآن، أحمد السعدون اعتلى الكرسي بعد مشوار طويل، دفع لأجله تحويشة عمره التي وفرها في بداية حياته السياسية المتمثلة في تاريخه السياسي.. ومع هذا، لولا تلك الإجراءات التي عجلت بحل المجلس السابق لما استطاع تحقيق هدفه رغم ذلك المشوار الطويل!
الآن، ماذا بعد؟.. وماذا يريد أحمد السعدون وقد تحقق له ما كان يسعى إليه، ترأس مجلس الأمة في خاتمة حياته السياسية؟!
يتحدث بعض المقربين إليه والذين يعرفون طباعه وسلوكه عن قرب بأنه في الآونة الأخيرة يشعر بالندم على التفريط بتحويشة عمره المتمثلة في تاريخه السياسي، الذي بناه في بداية حياته السياسية، وانه بالغ في نوعية الوسيلة من أجل الوصول إلى الغاية، حيث أصبح يشعر بمرارة الارتهان لمجموعة لا أصل لها في سياق التاريخ الوطني الديموقراطي.. بل على العكس، فهي خليط من مشارب وسلوكيات متعددة، لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية، فهي إما حزبية مؤدلجة لمصلحة الشأن الحزبي، وإما طفيلية لا ترى أبعد من مصلحتها الشخصية، وإما انها موظفة لتنفيذ مشروع ما لآخرين.
لهذا، يحاول أحمد السعدون جاهداً الخروج من هذا المأزق التاريخي الذي وضع فيه نفسه، وفق قول المقربين، ان يقوم بفعل ما يستعيد من خلاله، وفق ظنه، شيئاً من تاريخه الذي أنفقه لحساب الوصول إلى كرسي الرئاسية، وهو يعمل لحل مجلس الأمة حلاً غير دستوري، فيتسلم زعامة المطالبة بعودة الحياة النيابية، أي دواوين الإثنين مرة أخرى.. ونسي السيد أحمد السعدون ان التاريخ لا يكرر نفسه، وان الفاتورة التي تصرف لا ترد في حسابات الزمن!!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.