أقلامهم

سعد الهاجري: أركد أيها الطبقي ورَكِدْ غيرك… قواعد اللعبة تغيرت

أركد أيها الطبقي

سعد حوفان الهاجري
 
هناك حقيقة مُره صعبة علينا ولكنها واقع لا نستطيع أن نتجاوزه، حقيقة كلما أردنا أن نطوي صفحتها أصر الطرف الآخر إلا التمسك بها وفتح صفحاتها من جديد.
حقيقة كلما أردنا أن نتسامى على جراحها من أجل وطن يعيش فيه الكل، يرفض الطرف الآخر ذلك التعايش.
هناك للأسف الشديد مجموعة ليست بقليلة في المجتمع ترفض فكرة التعايش بين طبقات المجتمع، ترى إلى هذه اللحظة أنها الأحق والأجدر بالبلد ومقدراته… إلى هذه اللحظة لم تستوعب أن قواعد اللعبة تغيرت… لم تتأقلم مع الواقع وترفضه تعتقد أنها الطبقة الوحيد التي يحق له التمتع بخيرات البلد… فئة كلما حاولت إخفاء الكراهية لفئات المجتمع الأخرى نجد تصرفاتها تفضحها، بين فترة وأخرى تظهر على وجهها الحقيقي حاولت لباس قناع الوطنية وأن الناس سواسية في الحقوق والواجبات ولكن سقط القناع في أول مستنقع طبقي فئوي، حاولت التهميش والتحقير للقبائل عندما تغيرت عليها اللعبة السياسية، وأحسوا أن هناك من أقض مضاجعهم وأن عروشهم التي بسطوها على مقدرات البلد بدأت تهتز، فأقدموا على مالا يحمد عقباه عندما أطلقوا إعلامهم وسهامه المسمومة نحو القبائل بالذات في تصرف أرعن لا يقدم عليه إلا شخص لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
عندما انتقلت المعارضة من صفوف مواليهم وأتباعهم  وهي بنظري كانت معارضة “مخملية” لم تصنع في حقيقة الأمر الفارق في تغيير ملامح البلد وأصبحت هذه المعارضة بقيادة الطبقة الوسطى من الشعب ثارت ثائرتهم، لأنهم لا يرضوا فقط بأن يكونوا مسيطرين على أصحاب القرار فقط وأنما يريدون أيضا أن تكون السلطة التشريعية تحت أيديهم وفي ملكهم، وعندما بدأت المعارضة الجديدة بفتح ملفات لم يكن يجرؤ أحد من قبل على فتحها أخذوا باستخدام جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة لوقف هذا الزحف الذي لم يتوقعوه في يوم من الأيام، وأنهم بدأو يشعرون بأن المحاسبة القادمة ستكون لهم، لأنهم فقدوا معارضتهم “المخملية” التي استبدلت بمعارضة من طبقة الشعب الوسطي، عندما تقرأ المقالات التي تكتب في صحفهم تتيقن أن المقصود هم أبناء القبائل لضرب إسفين بينهم وبين باقي الشعب لإيصال رسالة قمة في الخبث أن الغزو خارجي وأنه من أبناء القبائل، يريدون بذلك تقسيم المجتمع حتى ولو وصل الأمر إلى النزاع لا يضر عندهم ما دامت مصالحهم لم يلحقها أذى، نقول لمن يدفع بهذا الاتجاه إن أول من سيدفع الثمن هو أنت، وإنك بإشعالك نار الفرقة والفتنة ثق تماما بأنك أول من سيحترق بنارها، فإذا ما زلت تملك بقايا من العقل “ إركد “ ورَكِدْ غيرك، وإلا ستعض أصابع الندم ما حييت.
 
يقول الشاعر
 
ليس الفتى من قال كان أبي
ولكن الفتى من قال هائنذا

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.