الشعب يريد تأميم البلد!
مشاري العدواني
ممكن تفهمونا ايها المتباكون على المال العام ، وعلى المليارين اللذين تبخرا بصفقة الداو التي استقتل من استقتل في يومها عليها رغم انها مخالفة لكل القوانين ومنها عدم جواز وضع شرط التحكيم الدولي ، في الاتفاقيات التي تبرمها الكويت ، اين انتم من بلاعي البيزة ممن يسمونهم جوازا «تجار»؟!
اذا كان الامريكان والروس والطليان والألمان وغيرهم من الشركات العالمية، يريدون مص دماءنا ومص دماء اي دولة من دول العالم ، فهذي هي صنعتهم وبالنهاية هم ليسوا بكويتيين!
لكن بلانا ليس بأولئك الغزاة الاقتصاديين العالميين ، بلانا وخراب الديرة وسرطانها الواجب قلعه ، هم (بعض) تجار هذا الوقت !
بلانا بأناس وطنهم الدولار ، وانتماؤهم وولاؤهم للفائدة السنوية الاعلى ، ودينهم وعبادتهم جمع الاموال وتضخيم الارصدة!
هذا بلانا الحقيقي وهذا بلاء الكويت المستمر منذ بدأ شيء اسمه النفط يعطي الحق لبعض الشيوخ بمنح هؤلاء جزءا من الكيكية … كيكة المال العام!
قصة التجار بنوا الديرة والتجار لهم اياد بيضاء على الكويت صحيحة ، لكنهم ليسوا بتجار السنوات الاخيرة ، من الآخر ليسوا هم التجار المتصدرين للمشهد التجاري والسياسي!
غاب التاجر الذي يعين ويعاون ربعه وأهله وديرته ، وأصبح يجلس بالصفوف الخلفية! ويتصدر الصفوف الامامية ، تاجر بلا ذمة ولا اخلاق ولا ضمير ، تجار واحدهم يطعن الثاني ، باتوا يتفننون في كيفية محاربة بعضهم البعض،وفي كيفية الوصول لكل دينار مال عام ، ولكل دينار مال خاص من جيب المواطن الكويتي!
ولأن في الحروب كل شيء مباح ، فإنهم استخدموا اما بحكم القرابة او بخشم الدينار والشراكة …. شيوخا ، ووزراء، ومسؤولين ، وحكومات، ونوابا ، ووسائل اعلام ، كل ذلك في سبيل الوصول لأهدافهم ، والخاسر الاكبر هي الكويت ، استقرارها ، سمعتها ، مالها العام ، وحتى مال الشعب الخاص ، كانت حروبهم القذرة ، طوال السنوات ، على الاقل العشرين الاخيرة ، ومنها تفتيت المجتمع ….. هي حرب استنزاف للكويت شعبا وسلطة!
هؤلاء التجار اليوم يرتعبون خوفا من شيء اسمه ديمقراطية ووسائل اعلام اجتماعية ، والاهم من مجلس الامة الحالي، بعد ان تيقنوا بأن الشعب تغير ، وبأن المجلس الحالي بكل نوابه ايضا قرارهم ليس بأيديهم ، بل بيد الرأي العام الذي قد يثور بأي لحظة وهو يرى كيكة المال العام تقطع وتسرق ، فيثور لثائرته النواب!
بعض التجار الذين تعودوا على الاكل من الكيكة الحرام! باتوا يخشون على اموالهم وعلى مشاريعهم التي حصلوا عليها بالغش والدس باسم قانون المناقصات سيئ الذكر، وعلى اراضي الدولة التي اجّروها بافلاس ، وعلى الشركات والوكالات والخدمات المحتكرة!
باتوا يخافون من ترديد الرأي العام الكويتي قريبا لشعار «الشعب يريد التأميم» هذه هي اصل الحكاية ومنبع كل ما نحن فيه ،اما الشيوخ وصراعاتهم فهؤلاء الشيوخ بكل ما يفعلونه لم يصلوا لجزء من ذرة الذكاء والدهاء ، الذي يملكه التجار المتناحرون …. وقريبا متحدون ضدنا جميعا!
أضف تعليق