كتاب سبر

بربسه !!

هناك نكتة روسية تقول ان اذاعة ارمينيا ايام الاتحاد السوفيتى السابق كانت تقدم برنامج ” اسئلة وأجوبة ” تتعهد فيه بان تجيب على اى سؤال مهما كان صريحاً او مربكاً من الناحية السياسية ,وفى احد الايام اتصل سائل بالمحطة ليسألها : كيف نستطيع ان نعرف ان النظام الشيوعى قد بلغ حد الكمال ؟! ..فأجابت المذيعة: تكون الشيوعية قد تحققت بصورتها الكاملة ,حينما يصبح اللحم متوفراً لكل مواطن ولا نعود بحاجه الى الانتظار بطوابير طويلة للحصول عليه . فرد السائل : شكراُ لك سيدتى على اجابتك…ولكن ما هو اللحم ؟!! . 
بالتأكيد الشعب كويتى ليس شيوعيا ,”والوكاد” انه “أسمالى” ..ولكن ليس وفق مفهوم مصطلح الرأسمالية التى تقوم على أساس تنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها وترسيخ مبدأ المنافسه تحت غطاء الحرية  والمساواة …بل وفقاً للمفهوم العامى الذى لا تحتاج الى بروفيسور فى الاقتصاد ليشرحه لك بل تحتاج الى خبرة رجل مزواج على ذمته امرأتان يجعل هداياه ودلعه للثانية المدللة ويكتفى ان يقول للأولى كترضية خاطر فقط  : انت راس المال !! وهذا واقعنا للأسف  ” كُلنا” السياسي يعتبرنا ” راس مال ” ويعدنا فائدة يجنيها من خلال التلاعب بمصائرنا ليهدف فى تسعين مرمى مصالحه المدللة.
الحكومة ترانا كرأـس مال عام تنثره يمينا وشمالا لاكتساب الحلفاء وترسيخ الولاء و “كنقطة ” توزعها فوق رؤوس طبالين وراقصات الاعلام الفاسد  ..نواب المجلس والنخب السياسية يعدوننا مجرد رأس مال يمنحهم السلطة “والايدام” والمشاريب لبناء هرم مقلوب الاوليات يحنط بداخله ” فرعون ” كابوس كنا نعده ايام الانتخابات ” عون ” حلم !!
التجار يحسبوننا رأس مال تجارتهم السحت  فيجعلون بطوننا مخازن لأغذيتهم الفاسدة  ويجعلون رواتبنا مرمى لأسهم بورصتهم ,ويحتكرون  تفسير احلام تنميتنا فيحيلون كل بشارة فيها الى نشاره خشب تكومت وطالت وشمخت فى كل ساحات اقتصادنا بفعل منشار متنفذ  طالع واكل نازل واكل !!
فرضا لو انشئت هذه  المحطة الارمنية فى بلانا  فلن اسالها إلا سؤالاً واحداً هو : كيف نستطيع ان نعرف ان نظامنا الديموقراطى قد بلغ حد الكمال ؟! وطبعا ستجيب المذيعه حسب كتالوج ” البربسة” ”  :تتحقق الديموقراطيه بصورتها الكاملة عندما يصبح الدستور مطبقا بشكل كامل  ولا يحتاج الشعب الى الحلم به لليالٍ طوال، وعندها لن يكون لها فى ذمتى إلا جواب واحد وهو : شكرا لك سيدتى على اجابتك البربسية  ..ولكن ما هو الدستور ؟! .