أقلامهم

يوسف عبد الرحمن: من ينصف اسمهان توفيق «ابنة» الكويت البارة؟

أسمهان.. هل تنصفها الكويت؟ 
 
يوسف عبد الرحمن


 «الكويت في القلب وهي الحبيبة والدار» هذه كلمات من عبارة قالتها الممثلة القديرة اسمهان توفيق في تصريح صحافي، والتي تتنقل اليوم من عاصمة الى اخرى من الكويت الى الرياض فالدوحة وابوظبي، وقد هزتني عباراتها لأنني أشعر بانها «صادقة ووفية» وهي بكل صراحة تستحق منا نحن اهل الكويت نظرة تقدير لانها قضت زهرة شبابها عندنا تمثل على ارضنا وفوق مسارحنا والكويت، وان صدق ما قاله شاعرنا الكبير فهد بورسلي ـ رحمه الله ـ:


دار يعيش فيها القريب منعما


وتعيش فيها ام احمد العجافة


هذا والله لا ينطبق على الفنانة الكبيرة اسمهان توفيق التي لاذت بالصمت واظهرت الوفاء الحقيقي للكويت والشرعية أثناء الاحتلال العراقي، وما بعد التحرير قامت بأدوارها دون منة وأرى من واجبنا ان نشير الى هذه الفنانة التي انتقلت للاقامة في الكويت وعمرها لا يتعدى الـ 15 عاما وبدأت مع فرقة المسرح العربي ثم مسرح الخليج العربي الذي كانت من مؤسسيه وهي بلا ادنى شك رائدة من رائدات الفن حيث تتلمذت على يد زكي طليمات رحمه الله.


عندما كنا صغارا بمنطقة القادسية فرحنا جدا عندما اشترى لنا والدي ـ رحمه الله ـ تلفزيون «اندريا» من احد محلات حولي وكان التلفزيون يبث في اوقات محدودة لا تتجاوز الساعة 11 مساء وبالابيض والاسود، منذ ذاك التاريخ ارتبط في عقولنا ونحن في بداية اعمارنا ان كل من يلبس غترة وعقالا ودراعة وعباءة هم «كويتيون» وكبرنا وعرفنا ان فهمنا هذا خاطئ لان الجنسية امر آخر وهي قضية سيادية وليس لها علاقة بمن يلبس او لا يلبس الزي الوطني غير اننا اليوم ايضا عرفنا ان هناك «شغلة» اسمها «الاعمال الجليلة» ومن يملك الشروط والمواصفات تعطى له ومن جنسوا ليسوا بأفضل من هذه المنسية؟!


واسترجعوا الذاكرة: هل شعرتم يوما وانتم تشاهدون اسمهان تمثل انها لفظا وسلوكا ليست كويتية؟


والله لا اعرف الفنانة اسمهان توفيق ولكنني مواطن كبر وهو يشاهد هذه الفنانة تقوم بأدوار تفرض عليك الاحترام وهل هناك كويتي من عمري من المخضرمين ينسى لاسمهان دورها «في الى ابي وامي مع التحية ورقية وسبيجة وعلى الدنيا السلام ومدينة الرياح وعلى هامان يا فرعون» وغيرها الكثير لانني لا استطيع حصر ادوارها غير انني رأيتها مع الفنان سعد الفرج وحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح ومنصور المنصور ومحمد المنصور وجاسم النبهان وعلي المفيدي واحمد الصالح وابراهيم الصلال وخالد العبيد وحياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الغضبان وطيبة الفرج وعائشة ابراهيم.


انني أتوجه الى من يملك القرار وبيده الامر ان ينظر الى ملف هذه الفنانة التي لم نشاهدها يوما الا في حالة من الاحترام والتوقير فقد اعطت جهدها للحركة المسرحية والفنية لاجيال متعاقبة ومازالت ذاكرتنا تذكر لها اعمالا جمعت فيها بين التمثيل والكتابة للمسرح وحصلت على الكثير من الجوائز وهي عصامية بنت نفسها بنفسها وهي عاما بعد عام تؤكد لنا رقيها وبصمتها المقرونة دائما بالاحترام والالتزام والمحافظة ولا اعتقد ان نمر على الدراما الكويتية ونتخطاها فهي بحق لها نجوميتها وتاريخها كممثلة او كاتبة وهي مجتهدة وفي حالة تجدد دائم رغم مرور اكثر من اربعة عقود من الزمان وهي تمثل وتنجح.


ومضة: يا اسمهان.. اعلم انك كويتية حتى النخاع وان رمزك هو صقر الرشود وكبار الحركة الفنية المسرحية في الكويت وانك تحفظين لبلدي الكويت المحبة، انا اقولها عن جيلي والله انك تستحقين كل خير من الكويت وآن الاوان لتكريمك حية وفي بلدك الكويت فأنت في قلوبنا وكل من في الدار الوفية يذكر لك ماضيك وحاضرك ونأمل ان نسمع من معالي وزير الاعلام الشيخ محمد المبارك، هذا المبادر الرائع دائما بخطوة في هذا الاتجاه فما قدمته «اسمهان توفيق» لنا ولأجيالنا محفور في ذاكرة التاريخ يا ام «وفاء».. والوفاء جعلني اخط لك هذه الكلمات فنحن شعب نعشق الوفاء ونحب الاوفياء امثالك في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وضاع الاوفياء، فمن ينصف اسمهان توفيق «ابنة» الكويت البارة.