أقلامهم

حسين الراوي: أقلامُنا سيوفنا … ولك يوم يا حرامي

أقلامُنا سيوفنا
 


حسين الراوي



بعد أن كتبت في مقالي السابق عن الفساد الكبير المستشري في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبالذات في مشروع الميكنة التابع لها، حصلت هناك أمور كثيرة منها أن أهل الفساد الإداري هناك اهتزت قلوبهم وارتدعت أعضاؤهم واختلطت أوراقهم واخذ كل واحد منهم يلوم الآخر ويتحاورون عن مستقبلهم وما بعده في مشروع الميكنة. أقول وباختصار شديد ان كل فاسد هنا أو هناك لن يفلت من قبضة العدالة بمشيئة الله تعالى.


ملف مشروع الميكنة لن نُغلقه ولو أُغلق مشروع الميكنة وانتهى، لأن هناك أشخاصا معروفين بالاسم متورطون بأعمال خطيرة قاموا بها، فيها سرقات ومناقصات غير قانونية وتجارة اقامات وشركات وهمية وتجاوزات قانونية تقذف بمرتكبيها في «أبو زعبل» وهم مسؤولون كبار ومستشارون وافدون وموظفون تابعون للوزارة وموظفون من شركات خاصة. فقط قليلاً من الوقت وسيقف القانون والشعب الكويتي على بلاوي زرقا لأهل الفساد هناك.


الله ما أروع الأقلام حينما تدخل في تحدٍ مع أهل الفساد والباطل، حينها فقط تزيد قيمتها المعنوية، وترتفع اسهمها الفكرية، وتكون أقطع وأمضى وأسرع في حركتها وشراستها وقوتها في وجه من سرق ونهب وانتفخت جيوبه ثم نسي نفسه وطغى وتجبر حتى بُثت في داخله الراحة والطمأنينة في أنه يقدر أن ينتهك الأعراض ويسرق ويضرب ويعطل مصالح المواطنين على هواه ومزاجه، لكن والله الذي لا إله إلا هو لن يُفلت هذا الذي كبر وسمن وخرجت أنيابه التي غرسها في لحم الكويت النظيف الطاهر. نحن الكُتاب أقلامنا إن كتبت لوجه الله تعالى ثم لوجه أوطاننا والشعوب التي نحن من أبنائها، لن تكون أقلامنا مجرد أقلام، بل ستكون سيوفاً حادة مُهلكة لا ترحم، تهوى على ظلمة الباطل والفساد فتمزقه لمليون قطعة فتظهر من يختبئ تحت ذلك الظلام الحالك الذي يمارس فيه فساده العميق أخلاقياً وإدارياً. ولك يوم يا حرامي!