أقلامهم

منى الوهيب: فلنحذر تذمر الشباب من مخرجات العبث الحكومي

وتصدع التاريخ..!! 
 


منى فهد العبدالرزاق الوهيب


للعبة السياسية مصادر فكرية وخلفيات ثقافية تركز على مفاهيم في داخل الممارسات السياسية الخفية، وعلى مجموعة من التطبيقات السياسية، في حين أن السياسة تقوم وترتكز على ممارسات تُبقي ما يُريد السَّاسة أن يبقوه، وتُخفي أو تُلغي ما يريد السَّاسة أن يُلغوه، ومن أبلغ الوسائل التي يستخدمونها لتحقيق مآربهم وأهدافهم وطموحاتهم هو الجانب الفكري.
للسياسة رؤى، لا يستطيع السياسي أن يتجاوز حدودها، أو يخرج من بوتقتها، إلا في بلدي لا أصول ولا قواعد في السياسة ولا منهجية ولا مصادر نظرية ولا خلفيات فكرية، والسياسي لا حدود تقيده ولا ضوابط تغلله، وذلك لافتقاد الساسة للموازنة المستمرة خلال التفاعل مع حاجة ورغبة المواطنين في الظروف المتدهورة، ان حكومة دولة الكويت عند الإقدام على ممارسة عمل من الأعمال في ما بين ما سنأخذه وبين ما سندفعه، أو بين مضاره ومنافعه، لا تستطيع أن تواجه التحديات التي تقابلها، ولا تحاول البحث عن حلول للمشكلات التي يعاني البلد منها.


نحن معاشر البشر ذوو إمكانات محدودة، وسيطرتنا على بيئاتنا أيضاً محدودة، فسواء كنا في وضعية الموازنة بين الأشياء أو في وضعية الباحثين عن حلول لمشكلاتنا، لا نستطيع أن نصل إلى ما نريد من غير النظر إلى الخيارات المتاحة لنا، كيف بنا نحن أبناء الشعب الكويتي أن ننظر في الخيارات المتاحة إن لم توجد خيارات أصلا؟ وقد أصبحنا على حكم من المحكمة الدستورية ببطلان مرسوم الدعوة إلى انتخابات الأمة 2012وعودة مجلس 2009؟ أي خيار بقي لنا؟! لطالما الحكم نافذ ولم يضع رغبة وحاجة الشعب الكويتي في الحسبان.
فقد تصدع تاريخ الأمة الكويتية إثر زلزال سياسي لم يشهده التاريخ على مرور الأزمنة، والزلزال كظاهرة طبيعية تصيب قشرة الأرض، بحركات زلزالية نظرا لعدم استقرار باطنها إلا أن هذه الهزات المستديمة لا نشعر بها، ولا تحسها إلا أجهزة الرصد.


إن اضطراب التوازن السياسي، واختلال الرأي الحكومي أصاب المجتمع الكويتي بزلزال وذلك لعدم استقرار ورسوخ وثبوت باطن السياسية المتمثل بالبطانة الطالحة التي صاغت سيناريو المجلس المنحل بواسطة عوامل حكومية وبرلمانية، قبلت وارتضت أن تمثل الدور على الشعب الكويتي، واندفعت الأعضاء الحكومية من جوف ورحم الحكومة لتمثيل وتجسيد دور حكومة نهج الإصلاح ودعوة الناخبين لانتخابات جديدة، بل وانصهرت وترسبت في قاع البوتقة السياسية إلى أن عاشت الدور وصدّقت الأكذوبة من خلال مسلسل عرض على الشعب الكويتي لمدة خمسة أشهر، وقد نجحت الحكومة بتعطيل أجهزة الرصد حتى لا نشعر أو نحس بالزلزال القادم.
إن أكبر الخسائر الفادحة الناتجة عن الزلزال السياسي تزحزح وتصدع الثقة ما بين المواطنين والحكومة، والتي قد تؤدي إلى انفجارات عنيفة تثير الشعب الكويتي وتدمر البلاد، والكارثة الجسيمة التي خلفها الزلزال هو اعتراف الحكومة بعدم أهليتها لإدارة البلد، أيعقل لا يوجد بالبلد فقهاء وخبراء دستوريون يؤخذ برأيهم قبل الإقدام على حل مجلس 2009 من حكومة تصريف العاجل من الأمور؟! ودعوة وزارة الداخلية الناخبين لانتخابات جديدة وهي لا تملك الصلاحية حتى بتعيين موظف أو فصل آخر، إلا في الكويت فقد دعتنا وزارة الداخلية لانتخابات ونحن لبينا الدعوة وكنا الكومبارس في مسلسل المجلس المنحل.


فلنحذر تذمر الشباب من مخرجات العبث الحكومي، فإنهم على مرتبة كبيرة من الوعي بمحيطهم، ويمتلكون درجة حسنة من الحيوية العقلية والروحية عما يحاك له في ليلة ظلماء، سيأتي يوما يطلقون ويفرغون الشحنات السلبية التي شحنتهم بها الحكومة لتستقيم الحياة العامة، وتعبيرا عن انزعاجهم من الحكومة التي لا تستطيع أن تدير فصلا بمدرسة فكيف بها وهي تدعي القدرة على إدارة بلد بأكمله؟!