أقلامهم

عبدالهادي الجميل: فلا هلا ولا مرحبا ..لماذا لم تختطفكم إيران مع “حدّاقتنا”؟

فلا هلا ولا مرحبا 
 
عبدالهادي الجميل


 
لست متخصصا في أي نوع من أنواع القانون، إلى درجة أنني لا أفرّق أحيانا كثيرة بين صوت القانون وصوت العود عندما يختلطان في أذني. ليس الأمر مهمّا في الظروف التي نمر بها أو تمر بنا، فعندما تتشابه الأشياء التي لا ينبغي تشابهها؛ يفقد الثمين منها قيمته ويصبح الرديء رائجا. ولهذا يصبح القانون رديئا وتتحول أنغامه إلى نشاز يؤذي الأسماع ويوجع القلوب ويوهن الأجساد الصحيحة.


علاقتي بالقانون هي علاقة حب من طرف واحد، والحب سيّد الإنسان والمتحكم بمزاجه وإرادته، فأنا أحد أفراد الشعب المطيع للقوانين طاعة عمياء وصادقة رغم أنه لا يفهمها أحيانا، لهذا تعوّدتُ عدم الخوض فيها كيلا “آتي بالأعاجيب”، رغم أن أعاجيبي مهما كانت مريعة ومدمّرة فإنها ستكون ككذبات الأطفال البريئة إذا ما قورنت باعجوبة إدارة الفتوى والتشريع التي صنع منها القراصنة واللصوص والمرتشون سفينة سوداء، استقلّوها  للفرار من الكويت بما خفّ حمله وغلا ثمنه من الغنائم، والاختباء في جزيرة الشيطان لمدة 4 أشهر كاملة، انتظارا لساعة الصفر التي حلّت ظهر يوم الأربعاء الماضي، فاستقلّوا سفينتهم السوداء الموبوءة بالأمراض والقمل والفئران عائدين إلينا من جديد وهم يهتفون: “هانحن عدنا من جديد، وبالقانون”.
لماذا لم تختطفكم إيران كعادتها مع “حدّاقتنا” الذين ذهبوا ولم يعودوا؟ لماذا لم تختطفكم كي تساومنا لإطلاق سراح جواسيسها؟


إيران لا تضمر الخير لنا، لذا لم تختطفكم!! وها أنتم تعودون إلينا، فلا هلا ولا مرحبا، الله لا يحييكم ولا يحيي وجوهكم الكالحة وأفعالكم السوداء وتاريخكم المشين. عدتم  كما تعود الغربان والأوبئة والعار والأحقاد التي لا تنطفئ.
هذا زمانكم فاستغلّوه كما يحلو لكم، كل شيء هنا يحبكم؛ الحكومة والقوانين والصحافة والمال العام والقنوات الفضائيّة والوحل والبنك المركزي والأبواب العالية الموصدة. ولا يحتقركم سوى الشعب والشرف، ومن يحتقره الشعب ويزدريه الشرف لا تعزّه ملايين السحت أو بشوت النيابة البرلمانيّة أو القوانين المفخّخة.
 الشرفاء فقط يعرفون ويفهمون ذلك جيدا، ولهذا سيدخلون غدا إلى قاعة المحكمة بذات العزّة والكبرياء والكرامة التي حرّروا بها البرلمان من قبضة الفساد قبل عدة أشهر، في حين ستدخلون أنتم البرلمان بعد غدٍ مطأطئي الرؤوس منحنيي الهامات كما يفعل الأذلّاء، وسأبقى أنا وبقية الشعب نراقب المشهد المختل كي تزداد حيرتنا من الفرق بين العود والقانون!!