أقلامهم

إقبال الأحمد: كلمة الحق دائما تقف فى الحلق… لانها كبيرة!

كلمةالحق تخنق



إقبال الأحمد


كلمة الحق دائما تقف فى الحلق… لانها كبيرة.


ولان كثيراً من الحلوق صغيرة لا تتسع لكلمات الحق الكبيرة.. فكثير من الناس يختنقون منها ولا يطيقون قولها او حتى سماعها.


وغالبا ما يكون قائل كلمة الحق قويا لا يخشى شيئا.. فلا مصالح خاصة ولا مصالح ذاتية ولا شيء يخسره.. فهو اكبر واقوى من كل المؤثرات التي يمكن ان يخاف منها الصغير والتافه والضعيف.


فاذا خاف الانسان من الاجدى به الا يقول ولا يتحدث.. اما اذا قال فيجب الا يخاف.. وهذا هو الحق الذي غالبا ما يقوله العظماء.. وقد يكونون صغارا بالسن والخبرات.. بسطاء في الحياة والثراء.. اما سر العظمة فيهم فيكمن بالحق الذي يعلو فيهم الى قمم جبال الاخلاق والقيم.


ولان الحق بات اليوم عملة نادرة فالعظماء ايضا اصبحوا عملة نادرة.. وكلمة الحق غالبا، واكرر غالبا، ما توجع لان الخلق للاسف تعود غيابها.. وسماع نفاق الكلام وحلوه.. فتعودت حلوقهم الصغيرة الضيقة على تمرير ما يتشكل ويتلون حسب احجامها.. اما اذا جاءت كلمة الحق.. فهي خانقة لهم لا يمررها شيء.. مهما تعددت مسهلات البلع.


فعظمة الحق.. غالبا ما تخلق لك الاعداء.. لانهم لا يؤمنون انك عظيم لقولك الحق.. بل انك مؤلم لهم.. ولذاتهم الهشة.. وهذه العظمة نفسها يمكن ان تخلق لك المحبين والاصدقاء الذين يؤمنون مثلك ان الحق قد يكون مؤلما ولكنه كالماء الذي يبعث الدخان بعد اطفاء النار لفترة فتغبش الرؤية.. ثم يصفى كل شيء وتموت النار.


فالحقيقة تؤلم دائما من تعود الاوهام والنفاق ومسح الجوخ… فقط!