كتاب سبر

سيدي العزيز .. ماهكذا تُدار البلد

تعامل مع الواقع بمنطق واستطاع قراءة الحدث ودخل معهم اللعبة معترفاً بقوتهم ولكن ظلت معه الورقة الرابحة، وعندما استشعر الخطر القاها ليقلب الطاولة على رؤوسهم ويثبت للجميع انه الاذكى والاكثر حنكة. 
قالوا السياسة تنسيق ولكنه يراها لعبة يجوز استخدام كل السبل المشروعه لإنهائها لصالحه ولذلك استخدم وسيلة غفلوا عنها بل وأعطاهم تمويهاً بصحتها ولم ينتبهوا لها ليس لأنهم يثقون بنزاهته بل لأنهم رغم أكثريتهم لم يصلوا لذكائه ودهائه وهذا رصيده من سنوات السياسة، فهو يجيد اللعب بيدٍ واحدة ودون الاستعانة بصديق حتى انه اسقطهم بلكمة من حديد شطبتهم واحداً تلو الآخر.
قالوا: نريدها ديمقراطية كاملة،  فقال: الديمقراطية لا تليق بمن ينظر بعينٍ واحدة،  لذلك هم ركزوا نظرهم على نقطة بينما هو كان من يحرك مركز تلك النقطه ويضعها اينما شاء فتتحرك رؤوسهم لحاقاً بها مرغمين لتحقيق اهدافهم وحينما اقتربوا، غير قواعد اللعبة لان النقطة التي لحقوها ليست الا سراباً تشاهده من بعيد ولكنك لن تمسكه
قالوا: سنحاسب صانع القرار،  ولا أعلم هل هم يؤمنون بمسرح العرائس ام لا؟
تلك العرائس التي تتحكم بها اصابع من الاعلى فتظهر امامهم وكأنها جسد وروح ولكن واقعها انه لولا اصابع المخرج لما تحركت فإن كان العرض مميزاً صفقوا له وان كان سيئاً  شتموا تلك العرائس المسكينة.
قالوا نريد ان نسابق الزمن لنبني الوطن فإذا بهم يصحون عائدين سنواتٍ للوراء وباتوا يخافون ان يصحوا ذات يوم فإذا به يعيدهم في حمى بني تغلب وتحت حكم جساس الذي ظلمهم بعد اختفاء الزير!!
سيدي العزيز..
نعترف لك انك اذكى من الجميع فمن يملك هذا الدهاء لن يستطيع احد مواجهته ولكن لتعلم ان كل العباقرة السياسيين انهتهم عبقريتهم لان الذكاء يكسبك جولة وربما جولتين ولكن لن يصمد في مواجهة من يشعر بالظلم وانتهاك الكرامة وحرمة الإنسانية.
سيدي العزيز .. تأمل المشهد وفكر بعمق
شعب يسقط مرتين سيحاول بالثالثه والرابعة والخامسة ولن يمل لانه يريد حقوقه المشروعه فهو يرى انه جرّد من ثروات وطنه وتم التشكيك بولائه واعدام انتمائه وهُمشت مطالباته وليس لديه مايخسره فمن تخرج من الثانوية لم يقبل بالجامعه لانها مزدحمه ومن انهى الجامعة جلس على الرصيف بانتظار الوظيفه حتى قتلهم الفراغ وضاعت احلامهم واحترقت بنيران التجار والبطانة الفاسدة.
حتى القانون لايطبق على من يسكن تلك المناطق في حين انه يُغلظ لغير ساكنيها حتى انك استبدلت المبدأ القانوني القائل :
التمايز في تطبيق القانون مبرر للخروج عليه 
لتجعله :
انا القانون ومزاجيتي هي الخصم والحكم
سيدي العزيز .. الا ابوح لك بسر بيني وبينك.. حتى انا اصبحت مواطنتي منقوصة وجردت من وطني بسبب بيروقراطيتك حتى بت شخصاً شاذاً عن افراد اسرتي فقط لانني لا اروق لك ومع ذلك .. ابتسم
نعم سيدي العزيز .. نحن نتفق
فالشعب عندما يخسر جولتين سيحاول بالثالثه ولكن يجب علينا ان ننتبه ونسأل :
الشعب يُلاعب من ؟؟
وهل عندما يخسر ذاك الخصم سيكون له امل في جولةٍ اخرى؟
إضاءه:
حتى المزرعه ان لم تعدل بمعاملة حُرّاثها سيثورون عليك .. هذه سُنّة الحياة وتضاريس الكرامة
آخر السطر:
صح عليك يافهيد .. هوّشت لهم باليمين وعطيتهم باليسار
@Lawyeralajmi