كتاب سبر

حسبي الله على إبليس ” الغبي ” !

لا يخفى على أحد التطورات الأخيرة على المسرح السياسي الكويتي منذ هيمنة أقطاب الفساد على مقدرات الوطن والمواطنين، والذي كان إحدى حلقاتها افتضاح أمر ” القبيضة ” والتحويلات والإيداعات المليونية ، مما أدى إلى تفشي المظاهرات واستعار الاحتجاجات والاعتصامات ، وما تلاها من دخول أو ” اقتحام ” مجلس الأمة حتى وصل الأمر إلى استقالة الحكومة وحل المجلس ، وانتخاب مجلس جديد وتعيين رئيس حكومة جديد ، ومن ثم انحطاط لغة الحوار والخطاب في مجلس الأمة وبشكل دون ” الشوارعي ” أحياناً، كما انكشفت – من خلال العديد من لجان التحقيق المستحقة – ” بلاوي ” لا تتحملها حاملات الطائرات ولا ” البعارين “من باب أولى ، وأخيراً وليس آخراً ، حكم المحكمة الدستورية ببطلان عضوية مجلس الأمة 2012 وشرعية أعضاء 2009 … ولا يزال مسلسل ” الرعب ” مستمراً  إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
   نعتقد – والله أعلم – أن بطل مسلسل ” الرعب ” هو إبليس اللعين والشيطان الرجيم،  حتى ولو كان متصفا بكثير – وليس بشيء – من الغباء ، فهذا ” الملعون ” لا هم له إلا نفسه وذاته وهواه وليذهب الجميع إلى الجحيم ، وليذهب البلد وأهله إلى جهنم وبئس المصير ، ما دام يحقق غاياته الخسيسة والغبية في آن واحد!
   ولا شك أن لهذا الشيطان الغبي قصصا حقيقية وحكايات واقعية وليست من نسج الخيال أو مما حدث في الأحلام ، فقد عرّض السلم الأهلي للخطر الماحق بإشعال البلد فتناً واحتقانا وتأزماً بشكل دراماتيكي وغير مسبوق ، كما فرّخ ” جوقة ” من ” النابحين ” بعواء عابر للحدود والقارات للدفاع عنه والتغني بعهده الميمون ” البائد ” ، كما أهدى هذا ” رئيس الأغبياء ” خصومه أوراقاً وآليات أخذ بعضهم يزايد بها ويتكسب منها بالحق أحيانا – وللإنصاف – بالباطل أحياناً أخرى ، حتى أضحوا ” نجوماً ” في السياسة من حيث لا يدري هذا ” الغبي الشرير ” الذي أصبح مطية للمزايدين والشعبويين ، والذين أوغلوا في فضحه وتعريته أمام الملأ والعالم بأسره ، وبذلك استعرت الحرب بين ” النابحين ” و” المزايدين ” وبعض من نحسبهم من المخلصين ، والضحية الوطن والمواطنين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
   ومن بلاوي ” الشيطان الغبي ” إذكاؤه الفتنة بين أطياف المجتمع الواحد ، فاستقوى بشريحة ضد شريحة أخرى ، وجر الوحدة الوطنية إلى واد سحيق ومنزلق خطير ومصائب  لا يعلم مداها إلا الله ، كما أمعن في تقطيع أوصال الوحدة الوطنية وهتك ومزق النسيج الاجتماعي للشعب الصغير الواحد والبلد الدافئ الآمن ، وأخذ هذا الحرامي الكبير والخطير يفتك بأموال الشعب وحلاله من خلال منح المناقصات لفريق من المطبلين أو الساكتين على الأقل ، كما وهب المناصب لفريق آخر ، وأغدق الهدايا والعطايا بملايين الدنانير الكويتية ، ناهيكم عن الحقائب النقدية المليونية التي جعلت بعض مؤسساتنا المالية الوطنية التي كنا نفتخر بها ” غسّالات مركزية ” للأموال المحرمة والقذرة ، وبرعاية ومباركة ” أبوية وحنونة ” من بعض الجهات الرسمية المراقبة والناظمة ، ليس بالكلام فحسب ، وإنما بالوثائق والمستندات وردهات القضاء أيضاً ، إضافة إلى التحويلات الفلكية المليونية في كل أصقاع العالم ، ولا ننسى أكداس الرزم النقدية التي تئن من تخزينها ” كبتات الأمهات “!
   ولم يقتصر شر  هذا ” الشيطان الرجيم ” على تدمير الوطن المسكين من داخله لمآربه ” السلطوية والخبلية ” فحسب ، بل تعدى الحدود وخرّب علاقتنا مع أشقائنا وعزوتنا ، في مقابل تقويتها مع أعداء الوطن ، السافر عداؤهم لنا والمعلن حقدهم علينا والمكشوفة مؤامراتهم ضدنا وضد أحبابنا.
 
    لقد بلغ السيل الزبى مع هذا ” المخرب المخبول ” وجحافله المجحفلة من المرتشين والساقطين والمنحطين والانتهازيين ووضع البلاد على كف ” عفاريت ” وليس ” عفريتاً ” واحدا ، حيث أثار الشجار والتلاسن والأحقاد حتى داخل البيت الواحد، وفوق هذا وذاك ، فقد قام هذا ” المدمر الفاجر ” بإتلاف العنصر البشري الكويتي إلا من رحم الله ، وذلك بتكريس ثقافة ” القبض ” والأخذ دون العطاء وانحلال مؤسسات الدولة والإجهاز على مقومات الوطن والعبث بثروة البلاد والعباد ، وتحويل مخرجات الأجهزة الحكومية إلى ” سوق ما صلى ” ، ومعناه ” أي كلام ” لغير الناطقين باللجهة الكويتية ، ومن نتاج حالة ” البربسة ” مراسيم الحل والاستقالة والتعيين الخاصة بمجلسي الأمة والوزراء التي أدخلت البلد في دوّامة و” حيص بيص “، والتطبيق ” المهزلة ” لنظام التداول الجديد ” أبو الـ 18 مليون دك ” في البورصة ، وأزمة مفوضي هيئة أسواق المال وكارثة ” الداو ” المليارية بلا مواربة ومن دون مبالغة…. ونحن بانتظار المزيد من ” مخرجات ” الشيطان الرجيم .. والعياذ بالله.
  نقول – مرة أخرى – إن هذا هو إبليس من النوع ” الغبي ” لأنه أحرق نفسه أولاً ، فقد ذهب – بإذن الله – من غير رجعه بغباءه المفرط وجهله المطبق ، لكنه سيظل ” إبليساً “، حيث أحرق وفضح من حوله و زبانيته و” دمبكجيته ” بانكشاف نباحهم وبهيميتهم ، لكن المصيبة التي يجب أن نعترف بها أنه نجح – أو يكاد  – في حرق الوطن وتدمير الشعب وإشعال الفتنة في الماضي والحاضر وربما في المستقبل أيضا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
   وللإنصاف ، فقد سجّل هذا الشيطان على كاتب هذه السطور ” نقطة كبيرة ” وربما ضحك عليه أيضا باستدراجه لاستخدام لغة أو مفردات يمكن تسميتها بـ ” غير لائقة ” لم يستخدمها قط في حياته،  وربما تكون أقرب إلى لغة ” الصراخ ” من هول الحسرة والألم … فهل من أمل؟!!