آراؤهم

كارثة عبدالمولى


بتاريخ 10 يونيو 2012 نشرت جريدة الأنباء حوارا صحفيا مع الممثل المقيم للأمم المتحدة والمنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “د.آدم عبد المولى” قبل يوم من مغادرته الكويت إلى سوريا لتسلم مهمته الجديدة هناك, تطرق في الحوار إلى عدد من قضايا التنمية والبيئة وحقوق الإنسان في الكويت ورأيه حولها وكيفية معالجة بعضها.


كل قضية تم التطرق لها في الحوار تحتاج إلى إفراد مقال كامل من أجلها, أو ربما سلسلة مقالات, ولكن ما شدني حقيقة هو ما ذكره د.عبد المولى في آخر الحوار عندما سُئل عن وضع البيئة في الكويت, فقال: “الوضع البيئي في الكويت مقلق جدا حيث قمنا بإجراء دراسة واستقدمنا خبيرا من نيوزيلندا عمل في 17 بلد وأجرى دراسة استمرت على مدى شهرين وجاء بتوصيات تشتمل على 17 فكرة مشروع لتحسين وضع البيئة في الكويت، وأريد أن أشير إلى أن هذا الموضوع ينبغي أن يأخذ أولوية قصوى لدى القائمين على الأمر في هذه البلاد، فهناك 17 مجالا في البيئة ينبغي الالتفات إليها بشكل عاجل جدا، ولا اعتقد أن الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وبلديات الكويت يقومون بما ينبغي القيام به في هذا المجال وستكون الكويت مقبلة على كارثة بيئية على المدى الطويل إذا لم يتم الالتفات للأمر بشكل سريع”. (انتهى الاقتباس).


كانت هذه آخر نصيحة وجهها د.عبد المولى قبل مغادرته الكويت, وانتظرت لأيام حتى أجد تعليقا هنا أو تعقيبا هناك من مسؤول حكومي أو نائب أو ناشط أو كاتب على كلمته حتى نشعر بالأمان بعد القلق الذي تسبب به بتصريحه ولكن للأسف, انشغل الجميع بالصراع السياسي كالعادة والذي يأتي دائما على حساب أهم  حقوقنا الأساسية, وهذا الصمت والتطنيش “المعتاد” يؤكد رأي عبدالمولى أكثر عن أن “الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وبلدية الكويت لا يقومون بما ينبغي القيام به”, ونتيجة هذا بكل أسف -حسب رأيه- كارثة بيئية مقبلة.


الجميع مشغولون بتصحيح الأوضاع السياسية هذه الأيام, والتي لا يعلم أحد إن كانت تحتاج إلى شهور أو سنوات, فنحن على مدى السنوات الماضية نشهد صراعا سياسيا لم ينتهِ وربما لن ينتهي, وبهذا تتعطل الحلول لكثير من القضايا الهامة غير القابلة للتأجيل, فلاحظوا مفردات عبدالمولى المخيفة حول أهمية علاج المشكلة (بشكل سريع – عاجل جدا – أولوية قصوى).


يبدو أن هذه “الكارثة البيئية المقبلة” ستقع لا محالة, وبحكم خبرتنا مع تعاطي المسؤولين مع القضايا الهامة فلن يكون هناك أي عمل جاد من أجل ردها إلا من القلة الذين لا تُسمع أصواتهم, أو غير المرغوب بسماع أصواتهم, ومع وجود حكومة وبرلمان بكامل أعضائه لم يتم تبني الموضوع, فلا أعتقد مع هذه الأوضاع غير المستقرة -ولا بعدها- سيتم تبنيه.


@M3yoof_KW