أقلامهم

محمد الدوسري: معركتنا مع الفساد قائمة .. لن يوقفها رئيس تحرير أفّاق .. ولا تاجر اعتاد على السرقة

معركة الشباب مع الفساد

محمد مساعد الدوسري
 
لا أستغرب البتة من محاولة بعض كتاب المقالات تثبيط همم الشباب ومحاولة الحط من قدرهم، فهؤلاء الكتاب كانوا ممن اعتاش طويلا على كتاباته التي تأتي في ظاهرها للإصلاح، بينما باطنها رجاء صريح للسلطة من أجل احتضانه وشراء ولائه، وهم كثر وتساقطوا كما يتساقط العرق من جباه شباب الساحات الذين استمروا في محاربة الفساد والمفسدين في كل معركة فُرضت عليهم من قبل جهات داعمة للفساد ومحتضنة لهؤلاء الكتاب.
الغريب هو استمرار السلطة في احتضان من يضرب في الإرادة الشعبية ومحاولة الاستثمار فيهم، وهم في ذلك يزيدون من درجة السخط الشعبي والشبابي في كل مرة يشهدون مثل هذا الاحتضان للفساد كما ينظرون له، بينما نجد أن وسائل الإعلام التقليدية لم تعد تحظى بذات التأثير الذي كانت تملكه في العقود الماضية، وتحول التأثير الحقيقي ليأتي من وسائل الاتصال الاجتماعي الحديث، ولعل إطلالة بسيطة على “تويتر” في الكويت تعطي فكرة واضحة لهذا التأثير الذي تجاوز وسائل إعلام لطالما بحثت عن مصالح ملاكها من خلال مساومتهم على قضايا الحريات والحقوق.
الطبقة المتوسطة في الكويت، والتي لم تمتلك وسيلة إعلامية تقليدية في العقود الماضية، تسلحت بوسيلة جديدة لا يمكن السيطرة عليها أو وقفها أو مساومتها، وهي وسائل الاتصال الاجتماعي الحديث التي مكنت هذه الطبقة من الوصول في صوتها إلى كل مكان، وأتاحت لهم التنظيم والحشد ودحض الحجج الواهية وتثقيف الجماهير ووضع أجندة جديدة على التيارات السياسية والسلطة معا، وهذا هو الرعب الذي أثار حفيظة وسائل الإعلام التقليدية التي مازالت تعتقد أنها تملك تأثيرا على الشعب والسلطة.
المعركة المشهودة بين الشباب والفساد، تستمد زخمها من عقود طويلة امتلأت بالجور والظلم والتفرد بإدارة البلاد واستنزاف ثرواتها، بل أنها تأخذ نمطا آخر من خلال محاولة البعض جر الشعب في هذه المعركة إلى معارك وهمية من خلال الزج بالطائفية والقبلية والفئوية، إلا أن الشباب كانوا أوعى منهم بمراحل من خلال عملهم المشترك بمختلف أطيافهم وتنوعاتهم، وهذا الأمر يعطينا فكرة واضحة للمستقبل الذي يضمن نجاح الشباب في معركتهم، بعد أن تجلى وعيهم أمام غباء أساطين الفساد في الوطن، واعتقادهم بالقدرة على إدارة هذه المعركة بذات الوسائل القديمة التي كانوا من خلالها يرهبون السلطة لتحقيق مصالحهم الفاسدة، ولإبقاء سيطرتهم على مقدرات البلاد من خلال السيطرة على مفاصل الدولة المهمة في الاقتصاد.
معركتنا قائمة، ولن يوقفها رئيس تحرير أفاق اعتاش على فتات موائد السلاطين، ولا تاجر اعتاد على سرقة مناقصات الدولة من خلال إرهابها بما يملك من وسائل إعلام، ولا تيار سياسي مصلحي يحاول السيطرة على مناصب الإدارة في الحكومة لتمرير مصالحه الفاسدة، هي معركة بين الحق والباطل، بين النور والظلام، أي أنها جزء من المعركة المستمرة منذ بدء الخليقة، فلا تعتقدوا أنكم قادرون على وأدها يا من سيزول تأثيركم قريبا.