آراؤهم

باجيو .. وبيرلو !

في البداية هل هناك فرق بين ركلة الجزاء وركلة الترجيح ؟ نعم هناك فروقات كثيرة بين ركلة الجزاء والترجيحية ومنها أن ركلة الجزاء تأتي عقاباً للاعب في حال ارتكاب خطأ داخل منطقة الجزاء أما الركلة الترجيحية فهي أوجدت لحسم المباراة . 
عندما يريد اللاعب تنفيذ ركلة الجزاء أو الترجيحية يكون هناك من اللاعبين من يعاني في التنفيذ و كيفية مواجهة الضغط النفسي والمجهود البدني والجماهير وكيف عليه أن يترك كل ذلك جانبا ويركز على الكرة للتسديد والتسجيل ، في هذا الوقت الصعب كأن الجمر تحته يريد التخلص والتسديد بسرعه للتخلص من الضغط الرهيب  ، وهناك من يمتلك برودة الأعصاب وتسجيل الركلات بكل اريحية ، وآخرون رغم نجوميتهم وتميزهم  ولكن وقت الضربات الترجيحية أو الجزاء يصعب عليه تسجيلها ، عندما ذكرت باجيو .. وبيرلو ماذا يخطر ببالك أيها القارئ ؟؟ 
روبيرتو باجيو هذا الساحر .. صاحب الذكاء .. والدهاء .. والإمتاع .. لما يملكه من تاريخ وأرقام ، ولكن هناك مشهداً تاريخياً ونركز عليه ولاننساه لهذا اللاعب في مونديال  1994 الذي استضافته الولايات المتحده رغم تألقه في البطولة لكن أتت لحظة الحسم والعالم أجمع يترقب باجيو يستعد لتنفيذ الركلة الترجيحية، الحارس البرازيلي تافاريل بالانتظار، اطلق الحكم الصافرة، يسدد باجيو الكرة، تعلو العارضة فكانت الختام ليتوج المنتخب البرازيلي بكأس العالم ( يالها من لحظة يا باجيو ) ، كأن تاريخ باجيو اختزل في هذا المشهد . 
الآن لنا وقفه ! بيرلو خبرة السنوات .. عنفوان الشباب .. القوة .. النظرة الثاقبة .. النضج .. المهارة .. ماذا قدمت لنقدم لك هذا المديح ؟ هل أسرفت أم تستحق المزيد ؟ الطليان والإنجليز وجها لوجه في دور الثمانية ينتهي الوقت الأصلي والإضافي سلبيا ليحتكما لركلات الترجيح وحصل ماحصل مع بيرلو ، أي برودة أعصاب .. أي ثقة .. تتأخر بركلات الترجيح وتقوم بتسديد الكرة بطريقة لولبية ضد الحارس جو هارت ، فأبهرت العالم ونلت المديح والوصف البديع وأثبت ان الكرة ليست بالقوة فقط ولكنها عقل قبل ذلك .
 ومن المديح ماقاله ريو فيرديناند للاعب ( عليهم ان يمنحوا بيرلو درجة الماجستير ) وقال بيكيه ( بيرلو هو درس ) وقال تشافي ( بيرلو ظاهرة ) ، ركلة ترجيحية واحدة أنست العالم 120 دقيقة من اللعب لأنها عزفت بأجمل الألحان وسددها الفنان .
هل تعرفون اللاعب بانينكا ؟ وفي أي منتخب كان يلعب ؟ اللاعب بانينكا اشتهر بتنفيذه الركلة الترجيحية ( لوب ) رمى الحارس في جهة والكرة في وسط المرمى معلنا فوز تشيكوسلوفاكيا عام 1976 في نهائي بطولة أوربا ضد منتخب ألمانيا الغربية ، حتى بدأت الركلات التي تنفذ بهذه الطريقة تنسب إلى بانينكا.