آراؤهم

“التربية” بحاجة إلى تربية ..!!

مفارقة عجيبة حقيقة .. فحينما يتم أخبار طالب ثانوية بأنه أجتاز أخر سنه دراسية بنجاح ونسبته تجتاز الـ 98% ويعتبر من الأوائل في الدولة فيبكي ..!! فأول ما يراودنا حينها أن تلك الدموع دموع الفرح ولكن حينما يكون من المتفوقين ويبكي حزاً فهنا نقف أمام تلك المفارقة ..!!


فحينما يجتهد الطالب في الدراسة ويبذل قصار جهده على أمل النجاح والتفوق وجني الثمار والمحصود الذي بذلوه على مدار سنه كاملة وتعب سنوات سابقة، فيأتي ميزان وزارة التربية يكيل بـ”مكيالين “، وأستغرب وأتعجب بأن منتسبين التربية لا يعاملون بالمثل ..!! هل هناك فرق بين الطلبة والطالبات في وزارة التربية والتعليم، هل العلم والتفوق له جنس أو نوع أو لون أو ديانة ..!!


ما يحزنني أن أسم وزارة “التربية والتعليم” يبدأ بكلمة “تربية” التي سبقت التعليم فهل وزارة التربية بحاجة إلى تربية ..!! وهل ما فعلته من إقصاء لأسماء شريحة موجودة في المجتمع يعتبر نوع من أنواع ” التربية ” وهل الكيل بمكيالين يعتبر نوع من أنواع ” التربية ” وهل التفرقة بين طلابها تحت إي مسمى كان يعتبر نوع من أنواع ” التربية ” ، هل الظلم نوع من أنواع ” التربية ” .


تحت أي بند وتحت أي قرار وتحت أي ذريعة يتم إقصاء أسماء المتفوقين من أبناء (غير محددي الجنسية )، كيف لأب التربية أن يرضى بهذا التصرف وهذا الفعل فإن كان لا يعلم فتلك مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة أعظم كما يُقال.


وأذكر هنا أسم الطالبة مآثر الفضلي والتي تفوقت بنسبة  98,14% ، ولم يتم ذكر اسمها، في حين تم ذكر أربعة أسماء أقل منها نسبة، فقد كنت أعتقد أنه سقط الاسم سهوا ولكن يبدوا أن هناك أشخاص آخرين تم إسقاط أسمائهم أيضا، في ظل الظروف التي يعيشونها أبناء فئة (غير محددي الجنسية ) وفي ظل إمكانياتهم المادية والمعنوية إلا أنهم أتوا بمراتب متقدمة وأثبتوا أنهم عنصر فعال وناجح في المجتمع الكويتي رغم تهميش الحكومة لهم إلا أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي.


ليس هكذا تورد الإبل يا وزير التربية والتعليم، ليس هكذا يعامل الطلاب يا وزير الطلاب، يبدوا أن الفساد تفشى في جميع القطاعات ويبدو أن أصحاب الدماء الزرقاء والعنصريين وصولوا إلى وزارة التربية، فما حدث وظهر شيء وما خُفي وغاب أشياء.


أرسلها من هنا مدوية يا وزير التربية والتعليم العالي الدكتور نايف الحجرف، لم نسمع عنك إلا كل خيراً، ما حدث “غير أنساني ” فإن كان هناك قرار يمنع ذكر أسماء أبنائك الطلبة من فئة غير محددي الجنسية أتمنى إزالته وإرجاع الحق إلى نصابة، فالطلبة جميعهم سواسية في وزارة التربية والتعليم.


وقبل أن أختم مقالتي أود مشاركة أخوتي وأخواني طلبة الثانوية العامة “جميعاً” وعلى رأسهم المتفوقين الذين تم “إقصائهم” من الكشوفات، فأنتم رجال ونساء المستقبل فنحن والكويت نفتخر بكم فالكويت بحاجتكم جميعاً فقد أعطت وأعطت الكثير والكثير وجاء اليوم الذي تعيدون لها ما قدمت من طيب على أبنائها فنجاح الكويت بكم وبنائها بسواعدكم.


وأهدي وزارة التربية أبيات للشاعر أبو العتاهية حينما قال:


ما بالُ يَومِكَ لا تُعِدُّ لَهُ ……….. فَلَيَقدَمَنَّ عَلَيكَ قادِمُهُ
رَقَدَت عُيونُ الظالِمينَ وَلَم …….. تَرقُد لِمَظلومٍ مَظالِمُهُ
وَالصُبحُ يُغبَنُ فيهِ لاعِبُهُ  ……..  وَاللَيلُ يُغبَنُ فيهِ نائِمُهُ
وَمَنِ اِعتَدى فَاللَهُ خاذِلُهُ ……..  وَمَنِ اِتَّقى فَاللَهُ عاصِمُهُ


Twitter:@talal_alzafeeri