أقلامهم

محمد الدوسري: في خضم الأوضاع الإقليمية المتغيرة .. فإن ذلك يستوجب خطوات عديدة .. أولها الحل السريع للأزمة الدستورية

الكويت أولا
كتب محمد مساعد الدوسري
 
في خضم الأوضاع الإقليمية المتغيرة بشكل سريع هذه الأيام، ومع التحركات العسكرية في المنطقة على خلفية الثورة في سوريا ضد النظام البعثي الدموي، والآثار غير المعروفة مسبقا للحصار النفطي والاقتصادي على الجمهورية، فإن رفع شعار الكويت أولا غدا مطلبا مهما لا يقبل التأخير أو المزايدة من طرف على طرف آخر، فإن الأمن والأمان الذي نعيشه لا يعوّض بمال، وفقدانه لا سمح الله سيؤثر على الجميع ولن يكون أحد بمأمن له، وعليه فإن ذلك يستوجب خطوات عديدة يجب أن نضعها قيد الاعتبار في المقبل من الأيام.
أولى هذه الخطوات هو الحل السريع للأزمة الدستورية التي تعيشها البلاد، بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بإبطال مرسوم حل مجلس 2009، والذي أدخلنا في دوامة يجب الخروج منها سريعا، فالاستقرار السياسي مطلب أساسي في الأيام المقبلة، وهذا الأمر يتطلب تعاملا عاقلا ورشيدا من الجميع، وخصوصا من قبل الحكومة التي يجب أن تعمل على الانتهاء من هذه الأزمة، بلا أي محاولات للاستفادة منها، أو استفزاز المواطنين بما يؤدي إلى تعظيم الأزمة لا تحجيمها كما نتمنى.
الأمر الآخر هو محاولة السيطرة على التأجيج المذهبي الذي لم يعد يخفى على أحد، ولن نلقي هنا باللائمة على أحد، لأن ذلك سيكون في وقت المحاسبة التي لا تحتملها البلاد الآن بسبب الظروف التي نعيشها إقليميا ودولياُ، وذلك يتطلب وعيا أكبر من وسائل الإعلام المختلفة، وإسكات بعض الشخصيات التي لا تجد لها رادعا رغم استفادتها الكبيرة من شخصيات وجهات حكومية، مع إسداء النصيحة لنواب مجلس الأمة المشاركين بشكل أو بآخر بهذا التأجيج، فالمرحلة تتطلب الهدوء والالتفات لأمن الوطن أولا.
الجهاز الأمني يجب أن يكون متيقظا بشكل أكبر للخطر الخارجي وانعكاسه على الأمن محليا، وأي مجموعات أو خلايا قد تكون مرتبطة بجهات تخريبية خارجية، وهذا أمر طبيعي، والفكرة هنا هو التركيز على هذا العمل بعيدا عن الشأن السياسي المحلي الذي لا يستدعي تفرّغ الجهات الأمنية له، بالنهاية فإن الكويتيين لن يشكلوا خطرا على النظام والدولة بحكم المعرفة المسبقة بسقف مطالباتهم ورغباتهم، وهذا ما يجب أن تؤمن به الأجهزة الأمنية لتتفرغ للخطر الحقيقي والحال على أمن الكويت في هذه الظروف الصعبة.
قد أكون متشائما في هذا المقال، وربما ما كتبته يمثل أبجديات العمل الوطني والحكومي في أي بلد كما في الكويت خلال الأزمات والمحن، إلا أننا يجب أن نذكر بذلك بشكل مستمر، وخصوصا هذه الأيام، فما مرت به الكويت في العقود الماضية، يعطينا فكرة واضحة للحكمة التي تقول «من مأمنه يؤخذ الحذر».