أقلامهم

مرزوق الحربي: بسبب عدم حل قضية البدون وبسبب تحويلها الى قضية معلقة يستفاد منها سياسياً قتلنا احلام المئات بل الالاف من الطلبة البدون

متفوقو الطلبة البدون..لكم الله
مرزوق فليج الحربي
(أهدي نجاحي الى وطني الغالي الكويت والى والدتي واخوتي، وأناشد معالي وزير التربية بقبولي بجامعة الكويت حتى استطيع ان اشعر بالنجاح والتفوق وأطمح بأن ادخل كلية الطب، وانا متوقعة ان احصل على نسبة اكبر من هذه النسبة ولكن شاءت الاقدار بوفاة والدي قبل الامتحانات بشهر) الرسالة السابقة هي للطالبة انوار طالبة من فئة البدون حصلت على نسبة %98.68 في الثانوية العامة ولم يتم تكريمها في حفل اعلان نتائج الثانوية العامة في وزارة التربية.
المعاناة لم تكن خاصة بالطالبة انوار فقط بل بجميع الطلبة البدون خاصة المتفوقين منهم الدولة صرفت عليهم أموالا طائلة وعندما حان وقت قطاف الثمار ووقت التخرج ووقت الاستفادة منهم سحبت البساط من تحت اقدامهم ولم تقبلهم بالجامعة او اي من الكليات التطبيقية مهما كانت نسبهم وتركتهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، ولم تكتف وزارة التربية بهذه المعاناة بل بالغت في زيادة معاناة الطلبة المتفوقين من فئة البدون فحرمتهم من التكريم بسابقة غريبة وكأنهم غير متفوقين وقامت بتكريم ما عداهم من الطلبة الكويتيين والوافدين كأنها تتعمد حتى من حرمانهم من فرحة التفوق.
عندما نتكلم عن الطلبة البدون فإننا نتكلم عن الجيل الثالث والرابع من فئة البدون الذين لم يعرفوا وطناً غيرالكويت وان كان اجدادهم واجداد ابائهم لهم انتماءات خارج الكويت فإن تلك الفترة الكل له انتماء سواء للمملكة العربية السعودية او العراق او ايران او دول اخرى اليوم نتكلم عن جيل من البدون رعته الدولة ونمته وفتحت له المجال بالتعليم وعندما انهى مراحل التعليم العام تخلت عنه ليس هذا العام فقط بل على مدى اعوام، يا ترى كم من طالب وطالبة من فئة البدون توقف عند هذه المرحلة واصبح عبئاً على الدولة وكم من طالب وطالبة تفوق ولديه قدرات كبيرة ومن الممكن استثماره وتنميته ولكن بسبب النفس العنصري الذي اصبح عقبة في تعديل أوضاع البدون أصبح عاطلاً عن العمل وعن الدراسة وذهبت احلامه ادراج الرياح وكم من الطلبة البدون المتفوقين الذين لم يقفوا عند هذا الحد بل ضغطوا على انفسهم وبأمكانياتهم المتواضعة سافروا وتغربوا ودرسوا وحصلوا على اعلى الشهادات العلمية واصبح يشار لهم بالبنان حرمت منهم الكويت ومن ابداعاتهم وامكانياتهم في دول اخرى لا يضعون اعتباراً لانتماء كثر اعتبارهم لاهمية الانسان وقدراته ومدى تفوقه مثلهم في ذلك مثل ألاف العقول العربية الفذة التي هاجرت لدول اوروبا وامريكيا لان هذه الدول تقدر الانسان وعلمه وقدراته ولا تفكر بجنسيته ودينه ومرجعيته الثقافية والجغرافية بل فقط تفكر بكيفية الاستفادة منه في تنمية البلد وتطويرها.
وبسبب عدم حل قضية البدون وبسبب تحويلها الى قضية معلقة يستفاد منها سياسياً قتلنا احلام المئات بل الالاف من الطلبة البدون ولو فكرت الدولة وبحسبة بسيطة ان هذه الفئة باقية في الكويت شئنا أم أبينا نعم البعض عدل اوضاعه ولكن الكثيرون ليس لهم وطن اخر فهم باقون بالكويت وبعضهم ليس من اليوم بل من اربعين سنة، لو فكرنا قليلاً لكان من الممكن ان يستفاد من قدراتهم بدل الكثير من الوافدين الذين حولوا الكويت لبقرة حلوب فهم يستفيدون منها مادياً ولا يفيدونها لا باستثمار ولا بتنمية والكثير منهم عمالة رخيصة وكفاءتها بسيطة ومشاكلها كثيرة.
ولساهمنا في حل مشكلة التركيبة السكانية وحللنا مشاكل كثيرة خاصة بالعمالة والوظائف والتنمية والتركيبة السكانية وغيرها كثير واذا كانت الحكومة لا تريد استثمار فئة البدون فعلى الاقل فتح المجال للجمعيات واللجان الخيرية لعمل صندوق لرعاية المتفوقين البدون على الاقل من باب تقدير الكفاءات العلمية واستثمار قدراتهم العلمية.