رياضة

“دل بوسكي” .. محتار بالمهاجم الصريح

بات المدير الفني للمنتخب الإسباني “فيسينتي دل بوسكي” مطالبًا بتغيير خطته الهجومية عندما يلتقي المنتخبان الإسباني والإيطالي في نهائي “يورو 2012” في كييف.
وبعد خوض المنتخب الاسباني 5 مواجهات في البطولة، لم يصل المدير الفني بعد إلى الخطة والتشكيلة المثالية للفريق التي يستطيع من خلالها تحقيق الفوز دون معاناة، رغم أن الفريق فاز في 4 لقاءات وتعادل مرة واحدة، لكنه لم يكن مقنعًا لعشاق المنتخب الإسباني الذي عانى في كل لقاءاته باستثناء مواجهة إيرلندا التي انتهت برباعيّة إسبانيّة.
التجربة والخطأ
خاض المنتخب الاسباني لقاءه الأول في دور المجموعات أمام إيطاليا بلا مهاجم، ما أثّر بشكل سلبي على أداء أبطال العالم وأوروبا.. خصوصًا بعدما فاجأ “برانديللي” المدير الفني للمنتخب الإيطالي الجميع بطريقة لعب جديدة على الطليان، عندما اندفع إلى الهجوم مع إغلاق الخط الخلفي بشكل مميّز.
في ذلك اللقاء، شاهدنا أغلب هجمات اسبانيا تخلو من الخطورة، في ظل غياب مهاجم يتواجد في منطقة عمليات إيطاليا، ما سهل كثيرًا مهمة المدافعين، الذين كانوا يشاهدون أمامهم سير الكرة وانتقالها بين اللاعبين الإسبان، دون الخوف من تحركات مهاجم خلفهم يشتت تركيزهم.
وحاول رجال “دل بوسكي” الاعتماد على الكرات العرضيّة بعد فشل كل محاولات الاختراق من العمق، لكن صلابة الدفاع الإيطالية وطول قامة اللاعبين، وفي ظل غياب لاعب إسباني قوي البنية يمكنه أن يزاحم “كيلليني” ورفاقه، حالت دون تشكيل أي خطورة على مرمى “بوفون”.
وانتظر المنتخب الاسباني طويلاً حتى انتصاف الشوط الثاني للوصول إلى مرمى “بوفون” عندما مرر “سيلفا” كرة متقنة إلى “فابريغاس” الذي أودعها الشباك محققاً هدف التعادل.
أمام آيرلندا.. توريس موجود
أدرك “دل بوسكي” خطأه واعترف بذلك صراحة، وواجه أيرلندا بمهاجم صريح هو “توريس”، الذي استطاع التسجيل قبل مضي خمس دقائق من الشوط الأول، وعاد ليسجّل هدفًا آخر ليقود بلاده لفوز عريض برباعية.
ورغم أن آيرلندا ليس الفريق الكبير الذي يمكن القياس عليه، إلا أن وجود “توريس” كان مربكًا لخط الدفاع، الذي كان حائرًا بين مراقبة المهاجم الذي ينتظر كرة خلفهم، وبين لاعبي الوسط القادرين على الاختراق من العمق، والنتيجة كانت فوزًا كبيرًا.
اللعب بلا مهاجم مرة أخرى
عاد “دل بوسكي” ليكرر نفس السيناريو مرةً أخرى، مباراة بمهاجم وأخرى بدون، والنتيجة معاناة إسبانية كبيرة قبل تحقيق الفوز، ولو انتبه المدرب الإسباني إلى لقاء البرتغال الذي دفع بـ”نيغريدو” الغائب في البداية، ثم أخرجه ولعب بلا مهاجم، لوجد أن فريقه لم يشكل أي خطورة على الإطلاق على مرمى البرتغال.. باستثناء كرة “إنييستا” في الشوط الإضافي الأول.
الدفاع الإيطالي يحتاج إلى مهاجم
وفي ظل الأداء الإيطالي المميّز في هذه البطولة، دفاعًا ووسطًا، فإن الزجّ بمهاجم صريح يبدو ضرورة ملحة من جهة إسبانيا، خصوصًا في ظل خوض الأتزوري المباريات بمهاجم صريح هو “بالوتيللي”، ما يعني أن تكدّس لاعبي إسبانيا في الوسط بات بلا معنى، فلماذا تواجه خمسة لاعبين زرق في وسط الميدان بستة حمر؟ فتمريرة بينية من بيرلو إلى “بالوتيللي” كفيلة بإنهاء اللقاء.
وليس من الحكمة على الإطلاق، أن يعيش الخط الخلفي للمنتخب الإيطالي براحة نسبياً في ظل معرفتهم شبه التامة بطريقة تسيير انييستا وتشافي ورفاقهما لكل الهجمات، والشكل المتوقع لإنهاء الهجمة.