آراؤهم

سوريا .. يا دمعة الأحرار !

كتبتُ وسأكتب تلك الفضفضات إلى أن يجيء النصر فيمسح على قلوبنا المكسورة ..
اعذروني على تكرار مواضيع مقالاتي .. لكنني اشعر بهمٍ يثقلني فلا أحداً بعد الله سوى قلمي يؤازرني !
في الفترات القليلة الماضية كنا نشكي أشباه الرجال .. وأن الرجال ما عادوا كما كانوا ..
ولا عادت فزعتهم وحدة .. بل أن “الفزعة” تتغير بتغير المناسبة .. وكلما كانت المناسبة اجتماعية كلما علّت نبرتها وكانت اكثر صيتاً ..
اليوم نشكو شح البشر .. فما عاد هناك من البشر بشراً وما عاد المرء يحمل من الإنسانية إلا ما ندّر .. بل أن الرحمة صارت آراء اعتقادية كلٍ و مذهبه بعضهم يرى جوازها على كل ما يتعلق بأسرته ، عائلته او بعض من اقربائه المقربين والبعض يرى وجوبها و فرضها على طائفته فقط ! والبعض الآخر يستخدمها بحسب أهوائه .. شخصانيته و عنصريته ؛ تارةً ينادي بها صارخاً لأن اخوه الكويتي انقتل .. وتارةً يرى أن القتل مستحق لأن المطعون “هندي ما يفهم” !


صار الناس يصنف إنسانيته بطريقته وعلى هواه ضاربين بعرض الحائط فطرتهم البشرية !!
أنا لا أتكلم عن الدين ولا الإسلام ولا المسلمين ..
لأن الكلام عنهم يزيد حرقة القلب و غصات الألم والحسرة التي تنتابنا كلما شممّنا رائحة خنوعهم وصمتهم المبهم ! رغم ان الله أعزّنا بإسلام لا يقهر !
كلامي للإنسان البشري لذالك المخلوق الآدمي .. لأولئك العامة من الناس .. لكل من يخاف الله وبه قلبٌ ينبض .. لكل من له ضمير حي يرزق !
يا أخي خافوا الله بسوريا !!
انصروهم افزّعوا لهم !! ما الذي ننتظره اكثر ؟
بات المشهد الدموي المروّع والبشع لدى الكثير عادة اعتاد عليها فما صار يهتز لها..
أصبحت الأخبار تشوبها الغرابة إن لم تتضمن خبراً عن مجزرة هنا أو جريمة شنعاء هناك !
حتى أن اشلاء الجثث أضحت علامة تجارية تتضمنها وسائل الإعلام كافة من صور فيديوات ومقاطع..
كل أمر هيّن إلا أن تضيع الرحمة والإنسانية في قلوب البشر فلا يفرق بين الظلم والمظلوم ولا بين الحق والباطل ..
مجازر تلو الأخرى .. يندى لها الجبين و تقشعر لها الأبدان ..
مجازر تعصف بقلوبنا وتزيد أنيننا حسرة وألم  
تصل بنا احيانا لصرخة غضب عارمة لن تدق سوى ناقوس ذاك المجرم البغيّ !
نعم تصله ويسمعها و توّن أذناه من أصوات الأمهات الثكالى والأيتام والمشردين !!
نعم يسمعها بل و يرى كوابيساً تلاحقه حتى في صحوته !
كلما انزعج اكثر راح يحرض زمرته على تخطيط مجزرة ومذبحة جديدة ..
يظن بهذا أنه سيتخلص ممن يسبب له اعياء مزمن .. يظن بهذا انه يخرس تلك الألسن المؤمنة التي تدعو عليه باستمرار ..
والأدهى انه يظن ان سكوتنا نصرا له – وإن كان صمتنا غير مبرر – إلا ان كل تأخيره فيها خيرة ..
سيسقط شر سقطة .. وإن كانت الشمّاتة ليست من شيّم المؤمنين إلا اننا سنتشفى بهزيمته إلى قيام الساعة !
و سنفرح كلنا بنهايته والتي ستختلف بكل تأكيد عن باقي النهايات .. صدقوني


تهاني الرفاعي
www.QanoonKw.com