كتاب سبر

خلود الخميس ترد على جهاد الخازن: إهدأ فالأيام دول.. وهي الآن لدولة الحق

خّصت الكاتبة خلود عبدالله الخميس سبر بمقال ردت به على الكاتب اللبناني في جريدة الحياة جهاد الخازن، الذي كان وجه عبر زاويته (عيون وآذان) انتقادات للكويتيين، وطالبهم بأن يكفوا عن اختلاق المشاكل ويتفرغوا للصوم والعبادة.

وأسدت الخميس للخازن نصيحة بأن يهدأ ويستكين، فالأيام دول وهي الآن لدولة الحق، نافية عنه صفة “الكاتب العريق” بل هو كاتب قديم (حسب وصفها).. أو “أنتيك” مثل السيارات الأثرية تدفع فيها مبالغ كبيرة لامتلاكها.

وقالت الخميس في ردها إن الشعب مصدر السلطات حقاً, لا مادة مفتراه في دستور ببلد ميليشيات, فيه جيشان الأول جيش دولة والثاني جيش عصابة تدير الدولة بقوة الطائفة والدولة تعجز عن نزع سلاحة حتى لا تُنتزَع !

هنا مقال الخميس كاملاً.. والتعليق لكم:

أهل الكويت أدرى برجالها يا ” خازن ” !

 خلود عبدالله الخميس
وهي الحقيقة التي أنكدت على بعض الرجال عيشهم وحياتهم, وتسببت لأرصدتهم ” بالنحافة “, وكشفت الموالين على عمى في الداخل والخارج ! إنها الحقيقة التي اختاروها بأيديهم يا ” خازن ” !
إن الحكومات السبع  لابكّاء عليها إلا من مسه جفاف الصنبور برحيلها, وعِجاف الأيام وتبدلها, وضنك العيش شوقاً للإنبطاح تحت أٌقدام الراقصات, وقصر اليد على طاولات الـ ” روليت والبلاك جاك ” ولما دارت عليهم وعليها الدوائر, عقدوا مجالس العزاء في صدور الصحف ووسائل الإعلام والتجمعات النخبوية في البيئات السياسية والاجتماعية والإعلامية, التي فيها يدبرون ” بعض ” الأمور, ولكن غفلوا أن التدبير ” لكل ” الأمور ليس بيدهم.
ونحن أعلم بـ ” شيوخنا ” عن قرب أكثر منك, وليس في قاموسنا ولن يكون ” تأديب قليل الأدب ” لأننا في الأصل مؤدبون جدا و” أوادم “, جمع ” آدمي ” باللهجة اللبنانية, ولأن الشعب مصدر السلطات حقاً, لا مادة مفتراه في دستور ببلد ميليشيات, فيه جيشان الأول جيش دولة والثاني جيش عصابة تدير الدولة بقوة الطائفة والدولة تعجز عن نزع سلاحة حتى لا تُنتزَع !
نحن في الكويت, نتعامل مع الحكام على أرض سواء, ورغم علاقاتنا المتشابكة بأسرة الصباح بين صداقة ونسب وشراكة في التجارة وغيرها, إلا أننا لا نستعرض إعلامياً تلك الروابط معهم وننشر أحاديثنا لهم للتملق والتكسب والبحث عن الشهرة بادعاء رفقة الملوك والأمراء وتبطُّـنَهم, لأنها طبيعية بالنسبة للشعب الكويتي الذي نصّب آل الصباح للحكم مختاراً ولم يُـفرضوا عليه, ولا نحب القيام بدور الطبال وإن قام غيرنا بالرقص للسياسي و ” الهزّ ” في حضرته !
أما بالنسبة لتشخيصك مشكلة الشعب الكويتي بأن البلد الثري لا يجب أن يستشري فيه النكد السياسي فهو كلام ما وجدتُ فيه عقل يُقنِع ولا نقل يُـتَبع ! الغِنى يساوي الاستقرار السياسي الدائم ؟! عجباً ! إذاً برأيك منهجية ” اشغلوهم في لقمة عيشهم حتى لا يفكروا في السياسة والحكم ” مدحوضة بحجتك العبقرية ؟! عجباً مرة أخرى !
ونظرتك للكويتي بأن قمة احتياجاته  يأكل ويسكن وتنصحه أن يسافر بالصيف ويصوم, فأرى أن تصوم أنت وتنتهي عن نصح الكويتيين لأداء عبادة ما, فهم يؤدون عبادات على مدار العام, غير صيام شهر واحد في العام, ولا يجاهرون بها للشهرة, مثلما يخدمون بلادهم بصمت وهدوء, ويعرفون معنى الدولة والوطن والمواطن, خارج سياج الحضيرة, التي كتبت وأنتَ تراهم داخلها, وصحبة الأنعام, والخنوع تحت عصاة الراعي, ومنتظِرٌ للأعلاف, الكويتيون شعب حر محترم عبد لله فقط, وممارسته السياسية حق إلهي في الاستخلاف في الأرض عبر عمارة وطنه, والمشاركة بتكريس الحرية بالحق لإرساء العدل, وحسن إدارة البلاد والثروة ليتم استثمارها بالشكل الملائم ومن ثمة توزيعها ضمن مصالح الوطن والشعب وبإقرار ممثليه في البرلمان, أما غير ذلك, فليس من أدوار البشر !
أما إشارتك الساخرة ولمزك الكويتيين بأنهم يعانون من ” صدام فوبيا ” فالكويتيون قد يكون لديهم ” احتلالفوبيا ” بالفعل لأنهم دولة ” آدمية ” مع الدول, بينما دول كثيرة منها دولتكم تحتضن أحد أكبر أسباب تلك الفوبيا حزب إرهابي هو الحاكم الحقيقي بقوة السلاح, يمارس قطع الطرق والقرصنة السياسية, وولاؤه لدولة أجنبية, فإن لم تصمت يا ” خازن ” حصافةً, فافعل حياءً ! أم ماذا ؟!
قارنت الكويت بتونس والعراق ولبنان والأردن وليبيا ومصر واليمن والسودان وسوريا زجاً بالتجارب بلا بصيص شَبَهْ, وبجهل مركب, ويسمونك كاتب عريق ! أظنك كاتب قديم, فقط, وليس كل قديم عريق ” أنتيك ” كالسيارات التاريخية مثلاً, تُدفع له الملايين ليكون مملوكاً !
الكويتيون ليسوا ثواراً ضد نظام الحكم في البلاد, فالجم إرجافك ومن حولك, بل هم ثاروا عندما انتهك الدستور وهو صمام أمان الحكم, والشعب متاريسه في كل الجهات, وتم التعدي على المال العام ليستأجر أمثالك للتصدي للشرفاء لما يهبوا للدفاع عنه بثمن بخس, فلا تقفُ ما ليس لك به علم, واهدأ فالأيام دُوَل, وهي الآن لدولة الحق, والصنابير جفت والقرار مرفوع للشعب الكويتي الذي ولاؤه للكويت, وإن كان هناك شواذ, فالغالبية الساحقة لهم, هي المعوَّل عليها, وهذا ما يصعب عليكم هناك فهمه !
تقريرك أن الكويتيين ينكدوا عيشهم بأيديهم مردود عليه وأنت تدري أنه غير مستحق, ولكن ماذا يفعل الجائع غير مضغ البرسيم لآخر قشّة ؟!
الذين طبلوا للـ ” خازن ” من الكويتيين ليسوا إلا أتباع, مغررون بفكرة المشاهير ويقومون بدور الصدى المجاني لهم, اعتادوا الجُبْن بلا مقابل !
 ولكن لا لوم لمرضى شهوات القلوب وعقد النقص إن قاموا بتكرار أي قول لشخص منتشِر ليس لمبدأ وخُلق, بل لأنه تم صُنْعه وتغذيته ليخدم في كل مرة أسياداً يدعمون مطبوعه حتى يتدفق بث السموم باسم حرية الرأي, ونَفْخ جيبه باسم الهدايا !
@kholoudalkhames