فن وثقافة

فنانون أحيوا مع سبر الذكرى الثانية لرحيل الفنانة رباب

– أنور عبدالله: ظلموها عندما منعوها من دخول الكويت  

– نبيل شعيل: ظلت وفيه لنا حتى آخر لحظة في حياتها  

– عبدالكريم عبدالقادر: فنانة بكل ما تحمله المفردة من معنى
اليوم تمر الذكرى الثانية لوفاة المطربة العراقية رباب..  هي عراقية الأصل والجنسية ولكنها كويتية الانتماء، خليجية الوجدان والتواجد.
بعد سنوات مشبعة بالغربة والالم فقدت الساحة الفنية “رباب” الصوت الشجي الذي أثر وتأثر في محيطه الإنساني والسياسي والاجتماعي ثم آثر الرحيل بصمت بعيداً عن المكان الذي نشأ وترعرع فيه وشهد البواكير الأولى لانطلاقه.  
من ينسى أغنية المقدمة لمسلسل الغرباء: “زمان يا أحلى زمان.. من يوم ما حكم الغريب، غير موازين البشر، والشر على الأرض انتشر” .. لتأتي المفارقة بعد 6 أعوام وتنطبق كلمات هذه الأغنية على واقع الحال الذي عاشته الكويت عندما تعرضت للاحتلال العراقي.
من ينسى كذلك أغنية “جبرني الشوق” و “وقت وعدّا”  و “أتت الظروف” وغيرها الكثير الكثير..
لكن المؤلم أن يسدل الستار على حياة رباب وهي بعيدة منسية مهملة بينما اللهفة تغمرها أن تعود إلى الكويت ولو لأيام لتتذكر سنواتها الأولى.. بيد أن القدر كان الأسبق، فقد رحلت عن الدنيا وهي في إمارة الشارقة (منفاها الاختياري) ولم يتحقق لها ما أرادت.  
 والحديث عن الفنانة رباب هو حديث عن مشوار عامر بالعطاء والتضحيات، وقبل كل هذا وذاك بالخلق الانساني العذب، فمن عرف رباب وتعرف عليها عن قرب، يعرف دماثة خلقها وايمانها الدائم بالقضاء والقدر.
وعلى الرغم من صوتها الشجي وقدراتها الفنية الا انها عانت من تجاهل الإعلام في العقدين الأخيرين، كما عانت كثيراً في إنتاج ألبوماتها بعد حرب الخليج الثانية وظلت المعاناة تتلقفها أينما رحلت، إذ بقيت بلا وطن، لتستقر أخيراً  في الشارقة،  في دوله الامارات العربية، وتنتقل من أحد مستشفياتها إلى الباري عز وجل بتاريخ الثالث من يوليو عام 2010 عن عمر ناهز 56 عاماً.
قصة البداية
رباب ولدت في مدينة البصرة بالعراق وبعدها غادرت مع عائلتها عندما كان عمرها ستة أشهر إلى الكويت ونشأت وترعرت فيها.
وفي عام 1977 تقدمت إلى برنامج موهوبين في تلفزيون الكويت ونجحت كافضل صوت واعد وبعدها دخلت كورال مسرح التلفزيون الكويتي عام 1978 ونالت جائزة أفضل كورال، وبعد ذلك تهافتت عليها شركات الإنتاج لتنتج لها البوماتها، وفي ذلك الوقت لم يكن للنساء النصيب الكبير في النجومية ماعدا زميلتها عتاب وابتسام لطفي وتوحة من السعودية.
وتمثل مرحلة مطلع الثمانينيات نقطة الانطلاق الحقيقية لشهرة رباب بعد أن قدمت ألبوم «اجرح» في العام 1980م لتستحوذ على الساحة وقتها وتنال شهرة كبيرة ومنافسة، وتقتحم الساحة بعد ذلك بألبوم «لا تنادي» و«رباب»1981م ثم الأغنية الرائعة «جبرني الشوق» في العام التالي.
كانت حصيلتها في العشر سنوات التي سبقت الغزو العراقي للكويت عشرين ألبوماً وهو ما جعلها تتربع على عرش الفن النسائي الخليجي بلا منازع وتنال شهرة واسعة على المستوى العربي بعد غنائها «الأطلال» لأم كلثوم.
عادت بعد حرب الخليج لتغني «فدوة» و«لا يهمك من يقول» وكان المقصود به الكويت فهي دائماً تحنّ للكويت وتُردد ذلك في كل لقاءاتها وحتى قبل وفاتها بأيام حينما ظهرت على قناة أبوظبي في برنامج «هلا وغلا» بعد خروجها من المستشفى في المرة الأولى،عادت لتؤكد حبها وانتماءها للكويت، وقد حظيت في تلك الليلة بعدد من الرسائل والمكالمات التي أبكتها على الهواء وكانت النسبة الاكبر من تلك الاتصالات قد وصلتها من الكويت واهلها الكرام الذين بادلوها المحبة.
تعاونت الراحلة رباب مع العديد من الكتاب والملحنين المبدعين وعلى رأسهم الشعراء الأمير خالد الفيصل، الأمير بدر بن عبد المحسن، والشهيد الشيخ فهد الأحمد، الشيخ محمد بن راشد المكتوم، والشهيد الشاعر فايق عبدالجليل، عبد اللطيف البناي، بدر بورسلي والشخ خليفة العبدالله الخليفة، الناصر، مبارك الحريبي. ومن الملحنين قدمت مع الكويتي راشد الخضر أفضل الأغاني وكذلك مع د. عبدالرب إدريس وطلال مداح وغنام الديكان وسليمان الملا وخالد الزايد وأنور عبدالله وعارف الزياني.
وقد نالت المطربة رباب الكثير من التكريم ومنها فقد كرمت في القاهرة 1985 في قرطاج 1986 كرمها بورقيبة 1992 البحرين 2003 قطر 2002 والعديد من الجوائز والالقاب ملكة طرب الخليج فنانة الخليج الأولى أفضل صوت نسائي.
قالوا عنها
سبر جددت الذكرى الثانية للراحلة المطربة رباب والتقت مع مجموعة من الفنانين والملحنين الذين تطرقوا الى الراحلة رباب وحبها وعشقها للكويت ورحلة علاجها في امريكا.
بداية قال الملحن القدير أنور عبدالله ان المطربة رباب هي من افضل المطربات الخليجيات، معتبراً أنها من مطربات الكويت لأنها نشأت في الكويت وبدأت في الكويت وهي بالطبع لم تفارق الكويت بتاتا، ولكن الظروف اجبرتها على المغادرة قبل الغزو وذلك لإجراء عملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة الامريكية، وبعد الغزو حاولت رباب ان تدخل الكويت بشتى الطرق ولكن منعت.
وأضاف عبدالله: “كانت رباب حتى وفاتها تحب وتعز وتعشق الكويت وتذكر فضل الكويت عليها”، مؤكدا أنها ظلمت في حقيقة الأمر ممن منع دخولها، وللعلم ان رباب عملت ألبوماً اثناء الغزو على حسابها الشخصي ونزل هذا الألبوم بعد تحرير الكويت.
وأضاف: انا كنت مشاركا فيه وهي غنت دعماً للكويت ولكن للاسف ان الخير يخص والشر يعم، مشيرا الى انها كانت مجروحة وفيها حسرة نظرا لمنعها من الدخول للكويت، وبعدها عاشت في الشارقة وكنت على اتصال معها وكنت معها لفترة قريبة قبل ان تتوفى.
وأكد عبدالله ان المطربة رباب فنانة كبيرة وطيبة وكريمة ولكن شاءت ارادة الله سبحانه وتعالى ان يأخذ أمانته، موضحا أنه يعتز بلقائه مع المطربة رباب “فبدايتي مع الفنانة رباب قبل أي فنان كبير وأول من غنى لي هي الفنانة رباب وكانت ي مقدمة مسلسل الغرباء .. “كانت مدينتنا ذهب”.
ظلموها
وقال الفنان نبيل شعيل ان المطربة رباب كانت في الكويت وغنت في الكويت وكانت عاشقة ومحبة للكويت ولا توجد اي مشكلة بل كانت وفية للكويت لشعب الكويت.
وأضاف شعيل: انني اعتقد ان الكويت ظلمت المطربة رباب وهي كلمة حق تقال، ووقع عليها الظلم بعد تحرير الكويت فلم يقفوا معها، مشيرا الى ان رباب فنانة ومطربة معروفة ومشهورة ونحن ليس بصدد ان نستعرض حياتها الفنية بل ان افضل شيء نقوله في عدم وجودها بالحياة ان نذكر محاسنها، ونحن بالفعل فقدناها.
وأضاف: إننا كفانين كويتيين نريد ان نقول كلمة حق في حق المطربة رباب فهي كانت وفيه وعاشقة ومحبة جدا للكويت ولأهل الكويت وهذا أفضل كلمة تقال.
شهادة الصوت الجريح
وقال الفنان عبدالكريم عبدالقادر ان المطربة رباب الانسانة الراقية، والفنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكدا ان المطربة رباب اسم له كل التقدير في نفوسنا جميعا، وأشار الى ان المطربة رباب نفتقدها ولكن قضاء الله وقدره لا يرد.
وأضاف عبدالقادر: ان ذكرى رباب في قلوبنا جميعا وجميع محبين الفنانة العزيزة الغالية رباب، وهذا اللي يحضرني الآن من كلمات باتجاه الفنانة العاشقة والمحبة للكويت وللكويتيين فهي فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فشهادتي فيها مجروحة بل الناس تشهد لها في عطائها وعندما نتكلم عن انسانة رحلت عنا فهي عزيزة لدينا.  
 وأعرب الفنان عبدالكريم عبدالقادر عن شكره لجريدة سبر لإحياء ذكرى الفنانة والمطربة رباب التي نكن لها كل التقدير والاحترام.