آراؤهم

“تيماء” تذرف الدموع على أمجاد الشيوخ

ما شاهدته أمس في تيماء، من ضرب وتنكيل بدكاترة ومحاميين وقبلهم “البدون” المتظاهرين، أمر مخزي أن يحصل هنا في الكويت، الدولة التي دائماً تتصدر المشهد الدولي بحرية التعبير والرأي ولا سيما انها عضو فعال بجميع لجان حقوق الإنسان في العالم، ولا اعرف ما الضير من ترك من يريد ان يعبر عن رأية بطريقة حضارية بعيداً عن التخريب وبوقت زمني محدد، وبمتابعة رجال الداخلية، ((أن فقدان الهوية ومحاربتهم بجميع أمورهم المعيشية وعدم إعطاءهم حق التعبير عن رأيهم)) هو امر خطير ستكون نتائجه ليست بعيدة، لذا على الحكومة ان تستوعب هذا الأمر وعدم تركه إلى الحل الأمني “الفاشل”.


أن ضرب الدكتورة فاطمة المطر واحد المحاميين، والمتظاهرين البدون من يطالبون بحقوقهم، أمس في ساحة الحرية، هو أمر غير مستغرب على رجال الداخلية، فهم الذين من قبل قاموا بضرب نواب الأمة، فما بالك عزيزي القارئ عندما يتم ضرب “البدون” ومن يساندهم في القضية الإنسانية، فهم ليس لهم معين وناصر سوى الله، لذلك لا يوجد من يردعهم، عن هذا الأمر، فضرب “البدون” أصبح كسلب حقوقهم أمراً عادياً.
 
أن عقدة الخوف إلى الآن تلازم “البدون” وما ان تأتي القوات الخاصة، وتحل رحالها في “تيماء” تشاهد “البدون” يهربون وكأنهم مجرمون، وبرأيي أن هروبهم من مواجهة الحكومة على مدى نصف قرن هو من أهم الأسباب التي جعلت “الحكومة” تتأخر بحل القضية، لان غالبية “البدون” ليس مقتنعين بمطالبهم بحق التجنيس والعيش الكريم، ويحسبونها هبة من الحكومة وليس حق مشروع ضمنه لهم الدستور وقبله الشريعة الإسلامية، وهذا ما أعطى الحكومة القوة ومن يؤيدها بعدم التجنيس، والتأخر في حل القضية وجعلها من أخر أولوياتها.


أمين سر لجنة البدون الكويتيين، نواف البدر قبل كل مظاهرة تجده يطالب، البدون بالحضور إلى تيماء والمطالبة بحقوقهم، وهو لا يحضر، ولا اعرف السبب من عدم حضوره إلى تيماء ؟ وما ان تنتهي المظاهرات، تجده يظهر في القنوات التلفزيونية، وتصاريحه الصحفية في كل مكان ليناقش ويطالب ويستنكر، وكأن الأمر لا يعنيه سوى من بعيد ..! لا اعرف سبباً مقنعاً لعدم حضوره، سوى انه شخص يحب الظهور الإعلامي ويحاول الوصول إلى أمر ما ..!
 
بعض شيوخ القبائل وبعض من كان في لجان التجنيس سابقاً من أبناء القبائل هم أساس مشكلة “البدون”، بعدم تجنيسهم، وخاصة من كان من “البدون” في حينها في السلك العسكري والنفط وحرس الأسواق، فالبدون غالبيتهم من القبائل، وكان باستطاعتهم تجنيسهم، دون أي مشاكل، وبكل سهولة ويسر، لكنهم انشغلوا بتجنيس “قبائل” أخرى وبعضهم انشغل في مصالحه و “تجارته”، وتناسوا قبائلهم، والآن يعودون ليطالبون لهم، ليأخذوا دور “البطولة” المزيفة، محاولين ان يرجعوا قليلا من تاريخ أبائهم وأجدادهم المشرف والناصع بالبياض وبعض من أمجادهم إلى زمنا هذا، متناسين ان “الطيبين ذهبوا” ولن يكونوا على خطى من سبقوهم.
 
“الطيب كايد بس للطيب حزات”
“والفعل صمله والدوادي دوادي”
“واديم الله ماتدوم المقصات”
“تمسي لو تصبح انسان عادي”
الشبرمي