آراؤهم

من يشعل النار في الكويت ..؟!

في السنوات الأخيرة لا يكاد يمر يوم في الكويت دون وقوع حريق هنا وآخر هناك  حيث انتشرت الحرائق بطريقة مخيفة وطالت المنازل والمحلات والسيارات ولم يتوقف الأمرعند هذا الحد بل رأينا أن الحرائق تمتد إلى الأراضي الفضاء لتسرح النار وتمرح على مساحات واسعة مثلما حدث في حرائق رحية وأمغرة التي خلفت ورائها كوارث بيئية جسيمة أضرت بعدد كبير من المواطنين وكذلك حريق مبنى وزارة التربية بمنطقة السرة والذي أتي على ماتم إنجازه في هذا المشروع قيد الإنشاء والذي طالت مدته حيث لم ينجز منه سوى 40% خلال 3 سنوات.


وقد أشارت إحصائيات رسمية منذ أيام قليلة إلى نمو الحرائق بأنواعها المختلفة في الكويت بنسبة 13 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي 2012 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي وأن نسبة الحرائق في الأماكن غير السكنية زادت بنسبة 42 في المائة في الربع الأول من العام الحالي أيضاً مقارنة مع الفترة ذاتها من العام المنصرم كما أظهرت الإحصائيات أنه خلال يوم واحد من شهر أبريل الماضي اندلعت ثلاثة حرائق كبيرة كانت خسائرها المادية فادحة فضلا عن الحرائق الكارثية المتعددة التي وقعت في منطقة أمغرة مؤخراً.


ورغم كثرة عدد الحرائق إلا أن الفاعل ظل لغزاً في كثير منها وتحمل “التماس الكهربائي” مسؤولية بعضها وقيد البعض الأخر ضد مجهول فيما وجهت أصابع الاتهام لبعض الأشخاص في بعض الحرائق مثل المواطن الذي اعترف تحت تأثير الخمور بأنه وراء حرائق السكراب أو الشخص الذي تم القبض علية أثناء اشعالة النيران في إحدى حاويات القمامة والذي قيل أنه وراء حرائق رحية وأمغرة ولكن كل ذلك بقي مجرد معلومات صحفية يتم تداولها وتظل الحقيقة غائبة وغير معروفة على وجه التحديد.


وهناك عدة تساؤلات تدور بين الكثيرين حول من الذي يشعل النار في الكويت هل هي درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد في فترة الصيف؟ أم هل هو الإهمال في إتباع إجراءات الأمن والسلامة؟ أم أنه تقصيرمن قبل الجهات المسؤولة في البلاد وعلى رأسها وزارة الداخلية؟أم أن هناك أيادي خفية تعبث بالكويت وتريد إلحاق الأضرار بها؟ أم أن هناك من يريدون تصفية الحسابات مع بعضهم على حساب حياة وصحة المواطنين؟ أم أن الحكاية كما يردد البعض محاولة لإشغال الرأي العام في قضايا هامشية وإبعاده عن القضايا السياسية المصيرية التي تمربها البلاد وهذه الأسئلة كلها مشروعة وربما تساعد الإجابة عليها في تحديد هوية من يقف وراء إشعال الحرائق المتكررة في الديرة ومن ثم الوقوف على الأسباب ووضع الحلول التي تحد من هذه الظاهرة الخطيرة.


وفي حقيقة الأمر إن ظاهرة الحرائق التي أصبحت لافتة للنظر بشدة تحتاج إلى اهتمام أكبر من الجهات المسؤولة لمعرفة الأسباب ومحاولة علاج القصور وكذلك تحتاج إلى تكاتف الجميع بحيث يكون هناك دور لأصحاب الممتلكات من حيث الالتزام بشروط الأمن والسلامة وأيضاً وضع حراس على الأماكن المفتوحة التي تستخدم كمخازن أو خلافه كما أن الكويت تحتاج لتفعيل قوانين التأمين ضد الحرائق والاستعانة بالخبرات المتخصصة في مجال مقاومة الحرائق وإخمادها كذلك ينبغي على المسؤولين وجوب التفتيش والفحص الدوري للمؤسسات وأماكن العمل وضرورة التأكد من وجود مستلزمات الوقاية من الحرائق داخل تلك المباني فهذه الإجراءات تحد من المخاطر وتقلل الخسائر وتحمي الأرواح والممتلكات .. الله وثم الوطن من وراء القصد وعاشت الكويت سالمة من كل مكروه.


تويترات :
– رغم أن الحرائق المتكررة تثيرعلامات استفهام كبيرة حول من يقف ورائها إلا أنها في نفس الوقت تكشف حجم جهود أبنائنا من رجال الإطفاء البواسل الذين يبذلون الغالي والنفيس ويضحون بحياتهم من أجل الكويت فكل الشكر والتقدير لهم.


– نضال البدون وسعيهم إلى الحصول على الجنسية وقيامهم بالعديد من التظاهرات للمطالبة بحقوقهم يحتاج إلى اهتمام أكبر من الجهات المسؤولة والنظر بعين إنسانية إلى معاناة هذه الفئة الكبيرة التي خدمت الكويت لسنوات طويلة. 


– من بعد فوات الأوان يخرج الأسد ليعلن أسفة للأساليب العنيفة القمعية الناتجة عن مقتل الآلاف من الأطفال والرجال والنساء على أيدي عصاباته المسلحة ولكن كما يقولون بالنهاية أن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد .


meshari.almutrekka@hotmail.com