آراؤهم

يا حق .. يا بطيخ

فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة .. وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم ” الامام ابن القيم رحمه الله “
كلامي اليوم واضح أوجهه بكل صراحة ردًا على بيان الجمعية الكويتية لحقوق الانسان، فقد قرأت البيان وتفاصيل الرصد وكان الأمر بالنسبة لي صدمة، فكأنهم يقولون بأن البدون المعتصمين ممن سبق لهم بأن يهدوا الورود ويتبرعوا بدمائهم شرذمة غير أخلاقية وعابثة مثيرة للشغب، حيث ذكروا في بيانهم: “وبعدها قامت مجموعة أخرى بعمل تجمهر آخر أمام البيوت فقامت القوات الخاصة بعمل صفوف أمامية أمام المتجمهرين وإنذارهم بفض التجمهر، ولكنهم رفضوا الانذار فاستعملت القوات الخاصة الماء والقنابل الصوتية لتفريقم ولكنهم أبوا، وقام البعض بإلقاء القوات الخاصة بزجاجات ماء فارغه والتعرّض بألفاظ بذيئه، فقامت القوات الخاصة باعتقال عدد منهم”.. شاهدنا بالفيديو وهو الأمر الثابت والفيصل بيننا عندما كان يردد المعتصمين النشيد الوطني، ثم قامت القوات الخاصة بمباغتتهم مما استدعى تفرق المعتصمين ومغادرتهم للساحة، فعن أي زجاجات ماء تتحدث عنها الجمعية وهنا استوقف لحظة “زجاجات ماء” ان كانوا يقصدون عبوات الماء البلاستيكية التي تستعمل لحفظ ماء الصحة، فلم يوفقوا في دقة الكلمة.. فزجاجات تعني القنينة المصنوعة من الزجاج، وهذا أمر غير دقيق وغير صحيح، وأما بخصوص الألفاظ البذيئة فهذا أمر مضحك مبكي في نفس الوقت، فهل يمكن للجمعية وراصديها أن تقول لنا كيف ميزت الألفاظ البذيئة تحت وقع القنابل الصوتية والدخانية والأمر يستلزم الدقّة، فقد ذكر في ذات التقرير بأن هناك مندسين: “ولاحظ أعضاء الجمعية المراقبين لهذا التجمهر وجود بعض المندسين بين أفراد المتجمهرين لإحداث وقيعه بينهم وبين القوات الخاصة “.. هل من الممكن أن يكون ذات المندسين هم من رمى القوات الخاصة وتلفظوا بالألفاظ البذيئة؟؟
أنا لا أقول بأن البيان في مجمله سيء، ولكنه يحمل أمورًا ايجابية وأمورًا أكثر سلبية، ولعلّ عدم الدقة فيه وضعف صياغته سبب في انتقادنا له، ففي مثل هذه المواقف الحساسة يجب وضع اعتبارات عديدة والخروج ببيان أكثر وضوح ودقة حتى يتناسب مع اسم الجمعية ودورها في المجتمع، وفي ذات الوقت نتسائل من الجمعية وراصديها.. هل سمعتم بأن في يوم السبت أحد المعتصمين تعرّض للدهس؟ وآخر تم ضربه بأداة حادة “رينغ بوكس” على ظهره مما سبب له جرح قطعي في ظهره؟ هل نرى تقرير منصف يوضح مدى التعديات وما تعرض له المعتصمون البدون؟ وماذا عن التعدي على الدكتورة فاطمة المطر؟ فقد ذكرتم بأنها حذّرت ورفضت ولكن أين البقية؟ ونتسائل هل رأيتم الوحشية في القمع هل شاهدتم الصور المنتشرة؟
أيها الاحبة في الجمعية الكويتية لحقوق الانسان أن تقريركم (الهشّ) أوجع المنصفين، فليس هكذا تورد الإبل، وقد يضر مثل هذا التقرير الذي يفتقر للدقة اخواننا المعتقلين، ويستشهد عليهم بالسيئة، فعليكم بتدارك الأمر بأقصى سرعة ممكنة.
أما بقية التيارات الوطنية ولعلي ابتدئ بأقربهم لي شخصيًا.. وهو التيار التقدمي الذي اكتفى بالبيانات، وتقلّص دوره في دعم قضية البدون، نعلم دوركم في إعداد قانون للمجلس، والذي ذهب أدراج الرياح بسبب حل مجلس 2012 بقرار من المحكمة الدستورية، ولكن الأمر الآن يستدعي حضورًا منك أقوى في الساحة، فنحن لا يرضينا الاكتفاء بالبيانات، ونطالب بدعم الحراك الشعبي في قضية البدون، أما بقية التيارات والحركات الشبابية يبدو أن لسانها أكله القط وأن الأمر لا يعنيها.
قلتها وأقولها وأكررها قضية البدون صراع حق مع باطل، فاختر في أي الفريقيّن تكون، فإن أردت الصمت وناديت بالعدل في الخارج والداخل فأقول لك “يا حق يا بطيخ”.