محليات

الجعفر: استخدام مركّب جديد عن طريق الوريد لعلاج نقص الحديد الوراثي بــ”الأميري”

قال  استشاري أمراض الدم في مستشفى  الأميري د.حسن الجعفر إن أنيميا فقر الحديد  قد تكون وراثية وهي معلومة جديدة في الطب قد تم تداولها في مؤتمر أمراض الدم الأمريكي الذي شاركنا به في ولاية سانديجو بالولايات المتحدة الأمريكية . 
 
وبين د.الجعفر أن مرض نقص الحديد الوراثي ناتج عن طفرة وراثية في الجينات المسئولة عن نقل الحديد في جسم الإنسان ، والمهم في الأمر أنه كثيرا من المرضى لا يستجيبون للعلاج بمركبات الحديد عن طريق الفم ويتم علاجهم الآن بمركبات الحديد الجديدة عن طريق الوريد وتستخدم حاليا فقط في مستشفى الأميري في دولة الكويت ، حيث أن الدواء يستخدم لمرضى معينيين لحاجتهم الماسة له حاليا . 
 
وسيصل هذا العلاج عاجلا لعموم مرضى نقص الحديد في جميع مستشفيات دولة الكويت ، وسيختصر هذا الدواء فترة العلاج من حوالي سنة كاملة  إلى ربع ساعة فقط حيث يأخذ المريض الجرعة خلال دقائق  فيرتفع الدم للمستوى الطبيعي خلال ايام ، وقد يحتاج المريض لتكرار الجرعة كل ستة أشهر إذا كان المرض وراثيا . 
 
كما أضاف د.الجعفر أن هذا العلاج قد يكون ضروريا بعد عمليات تكميم المعدة خاصة خلال السنة الأولى بسبب استهلاك الجسم لمخزون الحديد بالإضافة لنقص الامتصاص بسبب تحزيم المعدة . 
 
وأكد ان هذا العلاج يغني عن نقل الدم قبل العمليات الجراحية اذا كان سبب الانيميا الحادة هو نقص الحديد وذلك لسرعة استجابة المريض لهذا العلاج مع تاجيل العملية ايام قليلة حتى وصول الدم للمستوى الملائم للجراحة فيتجنب المريض نقل الدم واعراضه الجانبية .
 
علما بأن الحديد يدخل في جميع مكونات جسم الإنسان وليس فقط في الدم ، ولذلك فإن المريض بعد العلاج يشعر بتحسن نشاطه وحركته وذاكرته ونفسيته ومن هنا تأتي أهمية هذا الاكتشاف العلمي بأن نقص الحديد قد يكون وراثيا وينعكس كذلك ذلك على جميع أجهزة جسم المريض كالقلب والعضلات والمخ والاعصاب وغيرها .
 
 وبلا شك إن دخول مثل هذه العلاجات المتطورة جدا في المستشفيات الحكومية في دولة الكويت قبل المستشفيات الأخرى في الشرق الأوسط فإن ذلك يعتبر ذلك مفخرة كبيرة لوزارة الصحة في الكويت السباقة لخدمة المواطن والمقيم على أرض الوطن العزيز ..
وفي لقاء خاص مع أول مريضة تلقت العلاج هـ.م 46 سنة قالت إنها كانت تعاني من ضعف عام في الجسم مع خفقان في القلب وضيق بالتنفس عند المشي لمسافات قصيرة ، كما أنها كانت تشتكي من فقدان الشهية للأكل وقد استخدمت علاج نقص الحديد عن طريق الفم لعدة سنوات ولكن لم تستجب للعلاج ، وفي الفترة الأخيرة تم علاجها عن طريق المركب الجديد وخلال ربع ساعة فقط من العلاج عاد دمها للمعدل الطبيعي بالتدريج خلال أيام وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي وبإقبال سعيد في المنزل والعمل .