أقلامهم

ذعار الرشيدي: النظام السوري يوما بعد يوم يحرج حلفاءه الروس والصينيين، بجرائمه

السياسة والأخلاق الضائعة في مذبحة “تريمسة” 
ذعار الرشيدي 
الأخلاق فوق السياسة، لذا ليس من الأخلاق السكوت عن مسلسل جرائم نظام بشار الأسد الذي استمرأ جيشه النظامي شرب دم الأبرياء «على الريق» وإعدامهم نحرا، بالأمس أفاق العالم على مجزرة جديدة في سورية ذهب ضحيتها 300 سوري بريء في قرية التريمسة، والذين وكما ظهر على شاشات التلفزيون ذبحوا بدم بارد، لذا لا دعوة نوجهها إلى العالم أجمع سوى.. اقصفوه.. يرحمكم الله.
***
بغض النظر عن مصالح الغرب، وبغض النظر عن أي حكم ديني مسبق من أي ملة، وبغض النظر عن أنياب ومخالف «فيتو» الدب الروسي، وشريكه التنين الصيني، وبغض النظر عن أي أحكام مسبقة، فإن الصمت عما يحدث في سورية ليس من الأخلاق في شيء، ولا يمت للأخلاق بصلة، الصمت عن المذابح جريمة، والصمت عن القصف العشوائي لمدن سورية على يد جيشها، انعدام للشرف، لذا لا دعوة نوجهها إلى العالم أجمع سوى.. أقصفوه.. يرحمكم الله.
***
الأمر تعدى حدود توازن القوى في المنطقة بل وتعدى حدود التساؤلات عما بعد رحيل نظام بشار، الأمر دخل إلى منازل العالم أجمع، فأناس أبرياء عزل يذبحون يوميا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وهذا الأمر لابد أن يتوقف فورا.. لذا قصف مواقع جيش النظام السوري أصبح واجبا أخلاقيا وليس مجرد ورقة سياسية رهن رياح «الفيتو» أو المساومات السياسية الرخيصة.
***
ما يحدث في سورية هو نسخة كربونية طبق الأصل لما حدث في سربرنيتشا عندما قتلت القوات الصربية أكثر من 5 آلاف مسلم بوسني وشردت عشرات الآلاف، وقبل العمليات العسكرية التي شنها «الناتو» كان الموقف الروسي أكثر تشددا منه اليوم، بل وصل التهديد إلى نشر أسلحة نووية في روسيا البيضاء لمواجهة الحملة العسكرية للناتو التي انتهت بحماية الابرياء من يوغوسلافيا، لذا في تصوري أنه سواء نجح الغرب في استنزاع قرار حول سورية تحت الفصل السابع أم لا خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن الغرب يمكن أن يتحرك وبشكل مفاجئ لاستخدام القوة ضد جيش النظام السوري خاصة مع تنامي الشحن الاعلامي ضد جرائم النظام السوري في الدول الغربية، إضافة الى الضغط العربي والذي لا يشكل ضوءا أخضر لتحرك عسكري فقط بل بشكل موافقة ضمنية واضحة وجلية لمثل هذا النوع من التحرك.
***
النظام السوري يوما بعد يوم يحرج حلفاءه الروس والصينيين، بجرائمه التي تشكل بالنسبة لهم معضلة أخلاقية، فلم تعد هناك ورقة توت واحدة أمام الساسة الروسيين أو الصينيين ليستروا بها عورة جرائم النظام، فأصبحوا معه بين مطرقة الأخلاق وسندان المصالح، وهي مطرقة لن تتوقف عن الدق فوق رؤوسهم ورؤوس كل من يوالي النظام، ما لم تتوقف المجازر أو يرحل النظام، بأي شكل كان.
الآن وكما هو واضح أن الجميع استنفد جميع الوسائل الديبلوماسية الممكنة للتعامل مع النظام السوري ولم يعد هناك سوى خيار واحد، وهو التدخل العسكري، الذي سيأتي بقرار مفاجئ كما أتصور.
***
أعلم أن للغرب مصلحة في إسقاط النظام السوري، وأعلم أن لدول عربية حليفة للغرب ومن بينها الكويت مصلحة أيضا، كما أعلم أن لروسيا والصين مصلحة في بقاء النظام، ولكن كل هذه المصالح اليوم لم تعد مجال نقاش، فما يحدث في سورية اليوم تعدى حدود نقاش المصالح.. ودخل في حكم الأخلاق، فلا يجوز السكوت أو التأخر عن إنقاذ الشعب السوري.
***
لابد كذلك أن نعترف بأن موازين القوى ستتغير وإلى الأبد في المنطقة بسقوط النظام السوري، للأسوأ أم للأفضل، فذلك مبحث آخر، الآن أمامنا وأمام العالم أجمع استحقاق أخلاقي لابد من الإقدام عليه وفورا بوقف آلة القتل الوحشية التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الأعزل.
***
الحديث عن جماعات «إرهابية» مسلحة في سورية، ولابد أن نضع «إرهابية» بين تنصيص فالتسمية لا تأتي إلا من جهة إعلام النظام، ولكن لنفرض جدلا وجود تلك الجماعات فهل وجودها مبرر للذبح الوحشي الذي يمارسه النظام، والقصف العشوائي الذي يدك فيه مدنه.
توضيح الواضح: اقصفوه أولاً.. ثم بعدها.. لكل حادثة حديث.
توضيح الأوضح: نسأل الله الرحمة لأهل سورية.. الشهداء والأحياء فليس لديكم يا أهلنا سوى الدعاء.