كتاب سبر

كفى الملام وعلليني

الراحل أحمد باقر هو الملحن الوحيد الذى لحن قصيدة لشاعر الكويت المجيد الراحل فهد العسكر , هذا الشاعر الفحل الذى طوى نسياننا صفحات إبداعه بدلا من ان تطوي خيل تكريمنا اليه الارض طيا  لتمنحه وسام الابداع الذى يستحقه.
والله الله ما اجمل عسكرنا عندما تدك كتائب ابياته ارض معارك الفكر وهى تدق طبول الافكار وتنفخ فى نواقيس الخواطر وترمى من اقواس قوافيها  بسهام مفردات كيوبيد نحو القلوب مباشرة .
الملحن احمد باقر سئل مرة فى اواخر ايامه عن سر انقطاعه الطويل عن الساحة فأجاب: هذا الزمن ليس زمنى بل زمن المادة والإيقاع السريع ولا انتمى له !..وقد صدق، وقوله ايضا ينطبق على السياسة فى زماننا الحالى التى جعلت وطننا يخاطبنا بلغة غير مفهومة بعد استعجام لسانه بمفردات المادة ورطن شفافه بحروف ايقاع الاحداث السريعة مما جعل فهمنا يلهث وهو يجري محاولا اللحاق بمعانيها !!
ولكن المضطر بجب بوطنه يركب الصعاب خصوصا ان قلوبنا “مليانة” وأمست كفرد حمزة ثاير ثاير والوطن يستحق ان نخاطبه ونلقي بين يديه ورود اعذارنا حتى لو لجأنا الى الدعم ” العسكري” وجعلنا فهد العسكر مترجما بيننا وبين وطننا من خلال قصيدته الرائعة : كفى الملام وعللينى “
 
يا كويتنا …كفي الملامَ وعلليني فالشك أودى باليقينِ….وتناهبت كبدي الشجون فمن مجيري مِن شجوني؟!… من يجيرنا غيرك يا وطن من شجوننا وقد خفر الفاسدون هيبة دستورك الذى اجارنا بخبائه ووقف يصيح بالمعتدين: دخل ” مصدر السلطات” وسلم !! فلم يوقروا له شيبه الخمسينى وساقونا الى حيث ألقت رحلها أمم المفسرين الذى فسروا ماء حقوقنا بعد الجهد بنار هواهم  ثم ألقوا بنا فى بئر مصالح المواد المعطلة لنقبع فيها فى وسط الظلام بعد ان جعلوا على فوهتها صخرة سقف الحريات !!
من يجيرنا ممن جعلونا هدفا لكل ممن لا هدف له فى الحياة إلا اهداف التسلل عبر الطائفة والعائلة والقبيلة , يطعنون بولائنا صباحاً ويستصغرون مواطنتنا مساء, ويرون ابداعنا بدعة ضلالة وهم يرتشفون شاي الضحى ويرون بدعتهم سنة حسنة وهم يشربون من دلالك فنجال الكيف ويكسرون فنجال السيف ويرمون بفنجال الضيف خارج سور مكارمك  .
من يجيرنا يا وطني ممن يرى التطور ورطة ويرى سراب اوهامه فيحسبه ماء اصلاح يصلح ان يكون مشروع واحة تحوم حولها اسراب مطامعه .
يا كويتنا يا ام البيارق ويا ” قران العز والمجد ويا مستودع سلاح الارادة ..هل يرضيك ان الليث يؤسر وابن آوى في العرين ,,, والبلبل الغريد يهوي والغراب على الغصون !!
هل يرضيك ان يقلب الفاسدون هرمك  الشامخ فيصبح الأبي النفس ذو الوجدان والشرف المصون الدال على الدستور متهما, ويصبح الامعة الرويبضة المتدلي كالقرود من على اغصان شجرة مطامعه فارس المنابر وحلال العقد المستعصية.
هل يرضيك ان تدافع الضباع عن وحدتنا وأنيابها تقطر من دماء ” لحمتنا” الوطنية , وتقود الغربان ” اوركسترا” خطابنا الاجتماعى فتنعق حتى تكره نعيقها اذاننا قبل اعيننا احيانا !!
هل يرضيك ان يحلم مشايخنا بحور عين الجنة بينما يحلمون ويصفحون  عن كسر القوارير فى تيماء  هل يرضيك ان تصل الزكوات والصدقات الى الاسود والأبيض والأحمر والأصفر فى اسيا وأفريقيا وتقطع حبال جسورها عن ذاك ” الأسى التى تحمله عين طفل ” بدون ” شاب مفرقه قبل الاوان من هول فراق إنسانيته !!
 هل يرضيك ان يخون شهيد او وطنى حر باع دنياه بآخرة وطنه فمضى شهيدا فى معارك حماك  او شاهد عدل فى قضايا حياتك  مهرقا تحت شجرة عزك كل قطرة من دماء سنينه وكل قطرة من دموع جبينه حتى ارتوت وربت شجرة عزك الشامخ وطرحت ثمار  تاريخ تحكيه شدوا كل يوم من فوق اغصانها عصافير المجد المغردة  !!
هل يرضيك ان يحتكر ثمار تاريخك وكلاء قطع غيار الوطنية ومقاولو صدفة البيولوجيا  بضاعة خالصة لهم من دون المواطنين !! هل يرضيك ان تكون المواطنة هى مجرد ” حصر وراثة ” يحملونها على رماح غرورهم كحجة وحاجه ليداروا بها روائح ” جثة” عنصريتهم النتنة؟.
 فداك نفسى يا وطن، هاك الطفولة ومستوطن هاتيك الروح اقبل عذرنا لا عدمنا شمسك ولا حرمنا قمرك ولا طال بنا الشوق الى وصال سماك ..اقبل عذرنا وان كان الاعتذار منك اولى بغيرنا فنحن براء من دم دمع حلمك المسكوب.
يا كويتنا … أرهقتِ روحي بالعتاب فأمسكيهِ أوذريني ,,,, فالله الله يا أماه فيَّ ترفقي لا تعذليني ..فانا مجرد مواطن يبحث عن وطن وسط اكوام جثث الاحلام والكوابيس والامانى! وأنت خير من يعلم اننى  لو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني … أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني.. ولكن هيهات فما زال فى عمر ” حلمي ” فيك بقية …فكفي الملام وعللينى من فناجيل “دلال ” هواك .
abo.khaled7@hotmail.com
@bin_hegri