مجتمع

ضمن ملتقى "القرآن منهاجنا" الذي تنظمه "مبرة صناع الخير"
العامر: فهم القرآن يتطلب التلقي الجيد والقراءة الحسنة

أكد الشيخ طلال العامر على ان شهر رمضان كان التماس الأول لنزول القرآن الكريم على رسولنا الكريم الى يومنا هذا.

وقال العامر خلال المحاضرة الثانية والتي جاءت تحت عنوان “لطائف قرآنية” ضمن ملتقى “القرآن منهاجنا” الذي تنظمه “مبرة صناع الخير” بالتعاون مع إدارة الدراسات الاسلامية وادارة مساجد حولي في وزارة الاوقاف ان بداية نزول كتاب الله على الرسول في شهر رمضان المبارك كانت من المعاني التاريخية.

وأضاف العامر في محاضرته التي اقيمت  بمسجد لولوة الزبن في منطقة بيان ان شهر رمضان الكريم ورد ذكره في القرآن الكريم لأنه كان مختلفا عن باقي الشهور، معتبرا اياه بالمعنى التاريخي الثاني.

وأوضح العامر ان الصحابة الاولين تلقوا القرآن الكريم بطريقة خاصة لأنهم يمثلون جيل الهداية والقدوة الحسنة بعد ان استشعروا قداسة كتاب الله، لافتا الى ان ايات القرآن الكريم نزلت على النبي محمد لاسباب واحداث فكانت الاية تنزل لتجيب اجابة شافية على مسألة ما وما زالت الى الوقت الراهن وستظل تجيب عن هذه المواقف.

واعتبر العامر ان الصحابة هم جيل القرآن الفريد الذي تلقى كتاب الله من الله وسوله بمنهجية خاصة، لافتا الى انهم اي الصحابة كانوا جيل عربي اصيل لم تدخل عليهم اية شوائب.

وأشار الى انه لم يوجد كتاب لقي ما لقي من عناية واهتمام بليغين مثلما لقي القرآن الكريم وان العرب لم يعرفوا في تاريخهم اي كتاب نال عناية فائقة من الجلدة الى الجلدة مثلما عرفوا القرآن الكريم الذي كان يشرف على جمعه نبينا الكريم من صدور الحفاظ والقراء برغم قلتهم وندرتهم، معتبرا ذلك بالمعني التاريخي الذي يضاف الى المعاني التاريخية التي جاءت مع نزول كتاب الله سبحانه وتعالى.

وقال العامر ان القرآن هو النص الوحيد الذي مر على البشرية ونال ما نال من عناية من الصحابة ليس فقط في ناحية التلاوة والتجويد انما في العديد من الامور التي هي ابعد من ذلك.

وأكد انه لكي نفهم القرآن الكريم فان ذلك يتطلب عددا من المراحل تبدأ بالتلقي الجيد والقراءة الحسنة للقرآن الكريم ثم حسن الفهم والتفهم وفق قواعد اللغة العربية الصحيحة والاستنباط واخذ الفوائد والعبر والتفسير، لافتا الى ان افضل تفسير لكتاب الله من خلال ايات الله ثم بالحديث الشريف ثم بأقوال الصحابة.

وأوضح ان الإمام حسن البنا أكد ان تفسير الإنسان نفسه للقرآن الكريم أفضل أنواع التفسير لأنه يقضي بإسقاط الإنسان للقرآن على واقعه لكن ليس معنى ذلك ان يفسره حسبما يشاء.

وشرح العامر معنى الاية 17 من سورة الرعد((أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ))، وقال انها تأتي بمثلين الاول مائي يساق لأهل البادية والرحل والاخر ناري يساق لأهل الحضر والمدنية والصناعة.

واختتم العامر حديثه بالتأكيد على انه لو تأملنا اية واحدة من كتاب الله في كتاب التفسير لوجدنا عشرات الصفحات التي تحاول شرحها مثل كتاب القرطبي، ما يعني انه من الضروري لكل مسلم من تبين معاني القرآن الكريم واكتشاف طرق الخلاص من خلال كتاب الله الذي اتى شافيا وحلا لكل قضية.