كتاب سبر

قووووول

لا أفشى سراً ان قلت إن التصريحات الحكومية لا تساوي عندي رأس فجل, مع الاعتذار طبعاً للفجل فهو كما يقول أهل الأعشاب يغسل الكبد أما التصريحات الحكومية فتمرد أكبادنا مرداً !

وشعوري اللامبالي هذا لم يولد معي ولم يشاركني رحم ” اُمتي” العربية التي ترى مكارم أخلاقها الكذب عيبا لا يسلم شرف المكارم الرفيع من اذاه حتى تراق على جوانبه المصداقية، بل هو مجرد  مشاعر رضعتها كبيراً من صدر كل مرضعات التصاريح وبكيتها بحرقة في كل عزاء للبن المسكوب من جرة مصداقية التصاريح الحكومية .

وليتك كنت يا أيها القارئ الكريم شهريار وليت حروفي كانت شهرزاد لتحكي لك من حكايات التصاريح لألف ليلة وليلة حتى يصيح الديك وتسكت الحروف عن الكلام المباح, ولكنني موقن أن حالك كحالي قد حضرت حتما جنازة التصاريح مراراً وشبعت فيها لطماً حتى صاح ” قولونك” وتوقف ضغط دمك عند أعلى نقطة من الزئبق المتاح في جهاز الضغط !!

الحكومة يا فرج الله عادت لها الذاكرة وتذكرت العدالة الاجتماعية اخيراً وتريد تحقيقها عبر تعديل الدوائر بمرسوم ضرورة او بقانون تستعين فيه بحلاوة روح الرمق الأخير لمجلس 2009 ,هذا المجلس المنحل الذى أخرجت جثته المتحللة من لحدها لنكبر عليها أربعا ونحوقل ونسترجع بعدها أربعا وأربعين الفاً !!

العدالة الاجتماعية مطلب دستوري ولا شك ولكن الحكومة  تقدمه لنا اليوم على طبق من ” تفاؤل”  فى منطقه الجزاء الدستورية , ورغم ان هذا “التفاؤل” قد سددناه ” بلنتي ” ولا أروع فى 2/2 وأحرزناه هدفاً حملنا  بعده الأغلبية على أكتافنا  لنحلق وإياها فوق ملعب الإرادة الشعبية.

ولكن الحكومة وكالعادة اتجاه روحها الرياضية ما عاد ” شمالي”  احتجت على الهدف المحرز وطالبت بإعادته بالحركة البطيئة لعل وعسى يطلع ” اوت” ..وانتبه رعاك الله، هذه ليست بنكته وان حدث وراودت ضحكة لعوب ” حجاجك ” فأنت تضحك هنا على مسؤوليتك الشخصية فربما تموت من الضحك او تتقطع بطنك “شذر مذر” لا سمح الله !!

وفعلا أعيد شريط الذكريات الدستورية لأن طلبات الحكومة أوامر واكتشفت الحكومة يا سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه لراجعون وهى تأكل الفشار وتغالب دموعها  ان دوائرنا الانتخابية غير دستورية ولا تحقق العدالة المنشودة ” شوف حكمة ربنا” !! وان قسمة الأصوات الانتخابية هي قسمة ضيزى تحرض الطائفية والفئوية والقبلية على الفسق والفجور والعياذ بالله  !! …

الحكومة نسيت او تناست ان مبارياتنا الانتخابية لم تكن فى كل مراحل دوري دوائرها منقولة دستوريا لأن كاميرا ديمقراطيتنا للأسف كانت ” خربانة” والأمل الوحيد فى إصلاحها كان على يد التعديلات الدستورية فى ورشة الأغلبية ولكن يا فرحة ما تمت خذها الغراب وطار !!.

ولكن حصل خير ان شاء الله وفى حديد الصناديق الانتخابية ولا في إرادة عبيد الله الناخبين ولتحاول الحكومة إعادة البلنتي مرة بعد أخرى ولتجهد نفسها ومستشاريها فى محاولة إيقاظ حارس مرماها الميت ” شعبيا ” او محاولة تصغير المرمى وقفل زواياه بوضع لافتات عمال قانونيين يشتغلون عليها  فلن تنفع  هذه المحاولات او تلك, فالشعب الواعي سيحرز أهدافه حتى لو كان المرمى خرم ابرة وذاكرته لن تنسى دستوره  حتى يلج الجمل فى سم الخياط .

فلتصرح الحكومة كما تشاء ولتقل عبر بياناتها  كما تشاء اما الشعب فلن يهلل إلا لقول واحد هو ” قووول” الإرادة المحرز ضمن خشبات الدستور الثلاث …حرية .عدالة. …مساواة.

ومن يراهن على ضعف الإرادة الشعبية مستقبلا وإخلاصها لدستورها  فستحمل له أصوات الصناديق هما أكثر من الهم الذي على قلب إبليس في يوم عرفة.

 
abo.khaled7@hotmail.com
 
@bin_hegri