آراؤهم

أبلة ثريا والبحر

عاشت أبله ثريا والتي كان  أهل الحي……  وبنات المدرسة….. ينادوها بهذا الاسم وكنت أناديها معهم……… وان كنت أسميها في قرارة نفسي ….أبلة ثريات……….لتعدد الأودار الإنسانية التي تقوم بها …….لقد عاشت هذه السيدة الجميلة ذات العينان الرماديتين والبشرة السمراء والطول الفارع……حياة حافلة بالمواقف الجادة والكفاح  والحــــب….. وكانت أبلة ثريا  تعيش حياتها محاطة بحلقات من الحب الإنساني الرائع  دائما…….سواء من طالباتها  أو زميلاتها أو جيرانها  أو أقربائها………..أو أولادها وأحفادها ……لأنها انسانة خلوقة…..  متعلمة……تصرفاتها تتسم بالرقي والحضارة…….. محبة لكل البشر….. …لذا أحبها كل البشر …….لقد كانت أبلة ثريا مدرسة للتربية الفنية  في مدرسة أمين سامي الإعدادية للبنات بمنطقة حي السيدة زينب رضي الله عنها  …….وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة حلوان الإعدادية للبنات  والتي اختتمت فيها حياتها العملية والتي استمرت ستة وثلاثون عاما ………لقد كانت ترسم بأناملها الطويلة الجميلة….. المناظر الطبيعية الساحرة  وتطبعها على الملابس تارة وعلى اللوحات النحاسيـــــة أو الخشبية  تارة أخرى …….وكانت تقيم المعارض المدرسية مع بنات المدرسة ….وكانت معظم لوحاتها تعبر عن البحر وعن القوارب والسفن التي تجري فيه ……..وعن الحدائق التي تملأ الشاطئ فهي عاشقة للبحر……. محبة للسباحة …….منذ نعومة أظفارها ……..وكانت تمارس هذه الهواية  في بحر الإسكندرية وعندما تذهب مع عائلتهــــــــــــا كل سنة…وكانت تشــــــــارك في مسابقات السباحة التي يعقدها فندق سان استفانو ….ذلك الفندق الأثري القديم المطل على البحر… والذي كان يرتاده كبار القوم في ذلك الزمان …..وكانت تفوز دائما…….كما وانها وعندما بلغت الرابعة عشر من عمرها سافرت في رحلــــة طويلة بالباخرة مع والدتهــــــــا وصديقاتها…..الى تركيا واليونان وشاركت في الغوص بعمق 30 متـــــــر في البحر المتوسط في تركيا ويطلق عليه هناك “البوسفور” كما وانها …..قد استمتعت بالمناظر الخلابة للحدائق المليئة بالفاكهة الطازجة……وكانت تلك الرحلة لا تذهب من مخيلتها البته….. وكانت تتذكر كل ما شاهدته  وترويه لنا ……بدءا …..من  النزهات  البحرية في أيام العطلات سواء يوم الجمعة أو يوم الأحد …لقد كان أهل تركيا …..يستقلون القوارب وينتشروا في البحر تصاحبهم آلة العود ……والأغاني الحلوة…… وأدوات الصيد وأطباق الفاكهة اللذيذة…….والهواء المنعش كما انها قد استمتعت بالسباحة في البحر…… عشقها…. وحبها الأول والأخير…… وكانت تلهو مع الأمواج وتأتي بحركات بهلوانية وكأنها طفل صغير يلهـــو في حضن أمه………ولكن الحياة لا تستقيم على وتيرة واحدة….بعد أن كانت أبلة ثريا شعلة من النشاط  والحيوية والحركة …وعاشقة للبحر…… أصيبت بحالة  غريبة تجعلها عندما تشاهد البحر….. تصاب بإغماءة قصيرة لا تفيق منها الا بعد أن تغادر البحر  ..وأصبحت لا تذهب اليه ……وكانت لا تملك الا أن تتذكر……وتتأمل صورها من حين لآخر…… وهي بملابس البحر …….وهي مستلقية على الشاطئ……أيام الوئام والسلام مع معشوقها البحر……. ربما تلك الإغماءة كانت تعبير عن حزنها الشديد لفراقه …..أم ماذا…. لا نعلم……  ولكن على أي حال لابد أن نذكر الله…… مغير الأحوال ونحمده على كل حال.