آراؤهم

“الفاروق” في “ساهر الليل” و “البدون”

في شهر الرحمة تتدافق القلوب تعلقًا بالرحمن تسأل عفوه وتطلب رضاه، ولعلنا نستغل هذا الأمر لنرشد الخليقة عن حقائق مهمة، لا أخفي أن شريحة كبيرة من المجتمع تتابع المسلسلات التي تعرض خلال هذا الشهر الفضيل.. ورغم أني قطعت علاقتي بالقنوات الفضائية إلا المحدود منها كـ National Geographic والجزيرة الوثائقية والبوادي وغيرها مما تعرض المواد الوثائقية والعلمية، إلا أن موضوع ساهر الليل هذه السنة يختلف.. حيث يتناول موضوع الغزو وهو أمر مهم بالنسبة لي لاستعراض معلومات صادقة عن قضية الكويتيين البدون بلا رتوش ولا “سلفرادو” في 1990!! ولا ايفون وتلفزيون بلازما في تلك الحقبة !! سأنقل حقائق ترسخها الوثائق ولا أخفي بأن مرجعي في الكثير من هذه المعلومات من الاخوة في تجمع الكويتيين البدون (تكون) وعلى رأسهم الأخ الكبير مساعد الشمري أبو أنس.
فبناء على المعلومات التي يقدمها مكتب الشهيد وهو المكتب المعتمد من الدولة لشئون الشهداء أن اجمالي عدد الشهداء من 2 أغسطس 1990م إلى يوم التحرير 26 فبراير 1991م هو 409 شهيد من جميع الجنسيات، وعدد الكويتيين البدون فيهم 40 شهيد أي ما نسبته 9.7% من اجمالي الشهداء، ولعلنا تكلمنا في البداية عن الشهداء، لأنها التضحية الكبرى.. فالمرئ في حياته لا يملك أغلى من روحه، وعندما يقدمها للوطن، فهذا أكبر ما يمكن له أن يقدمه، والكثير من هؤلاء الشهداء استشهدوا في ميدان المعركة أو تم اعدامه وتصفيته من قبل القوات العراقية جراء التحاقه في صفوف المقاومة الكويتية، ونذكر على سبيل المثال من هذه الكوكبة العطر الشهداء كل من: مصحب مروي الشمري – بادي ميس الحسيني – عيسى محمد فايز علي – أحمد ساكت العنزي – عباس سوعان العنزي – جاسم ندا الفضلي – أحمد خلف العنزي.
أما في المقاومة.. فعلى  الرغم من مرور 4 سنين عجاف منذ 1986 في مسلسل التضييقات على البدون، لكن حسهم الوطني لم يخذل وطنهم، وحملوا السلاح ليصدوا جيشًا مدربًا خاض حروبًا كثيرة، وكان مصنفًا على أنه من أعتى الجيوش دوليًا، فقاوموا العدو بشتى الوسائل الممكنة وخدموا وطنهم لا لمال ولا لغيره، ولكن لأن هذه أرضهم وهذا وطنهم، وقد شهد بذلك العديد من رؤوس المقاومة الكويتية، ولعل من أبرزهم الشيخ عذبي الفهد الصباح، وأكد ذلك تقرير أمن الدولة الذي أوردته جريدة الطليعة في العدد 1595 بتاريخ 20 سبتمبر 2003م وأكدت على دورهم وولاءهم.
انتهى ساهر الليل المعروض في رمضان أما ساهر الليل الحقيقي وهو الكويتي البدون الذي حرم من مواطنته وحقوقه، ولم يتوقف عند هذا الحد.. بل حتى عندما خرج ليطالب بحقوقه ضرب واعتقل وسحل، وكأنه لم يخلقه كبشر له الحق في ان يمتعض من تهميش امتد لأكثر من خمسين سنة، أين المدافعين عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن رفضوا تجسيده في مسلسلات من مقولته الخالدة “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا” أما أن انتفاضتهم شكلية لا عن المبادئ التي آمن بها الفاروق رضي الله عنه ولكن لـــ ” حاجة في نفس يعقوب ” والسلام مسك الختام.