محليات

الحكيم يؤكد أهمية التركيز على الجوانب الإقتصادية والاستثمارية بين العراق والكويت

 أكد رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي عمار الحكيم ضرورة التركيز على الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية بين البلدين الشقيقين الكويت والعراق ضمن اطار التعاون القائم بينهما حاليا في مختلف الاصعدة لاسيما سياسيا وأمنيا. 
وقال الحكيم في مؤتمر صحافي نظمته جمعية الصحافيين الكويتية اليوم بمناسبة زيارته الحالية الى البلاد “انها فرصة سعيدة وثمينة أن نلتقيكم من جديد” مستذكرا الزيارات التي كان يقوم بها رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي الاسبق السيد محمد باقر الحكيم الى الكويت في هذا الشهر الفضيل “حيث كان يحرص على قضاء عدة أيام منه مع أهله وأخوانه وأحبته من أبناء الشعب الكويتي ويلتقي بالقيادة الكويتية والمسؤولين الكويتيين”.
 وأضاف الحكيم ان زيارته الى الكويت هذا العام “تقترن مع ذكرى أليمة ليس على الشعب الكويتي وحده وإنما على الشعبين الكويتي والعراقي على حد سواء ألا وهي ذكرى الغزو الصدامي لهذا البلد الكريم والاعتداء على شعبه”.
 وقال إننا نستذكر هذه المناسبة بألم في كل عام “ولكن نوظفها لمزيد من التلاحم والتواصل والمحبة والتسامح والتعايش البناء والمصالح المشتركة الكبيرة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا”.
 وأشار الى “محاولات منذ سنوات مضت قام بها ممن لا يريدون الخير لهذه العلاقة في العراق والكويت لكن ارادة الشعبين والقيادتين والحكومتين كانت أقوى من أن تتأثر بهذه الكلمات أو المحاولات”.
 وأكد الحكيم أهمية العلاقة المشتركة والتعاون القائم بين بلاده والكويت على الاصعدة كافة و في المجالات السياسي والامني والاقتصادي تحديدا مضيفا ان الجانبين السياسي والامني كانا يأخذان حيزا أكبر في السنوات الماضية “وعلينا اليوم حيث يتطور الوضع الامني بشكل سريع وتعالج بعض الاشكاليات السياسية بين البلدين أن نركز على الجانب الاقتصادي والاستثماري والتنموي”.
 وأشار الى السوق العراقية الواعدة “حيث تتوفر البيئة المناسبة لحضور اقتصادي جاد وفعال على المستويين الحكومي وعلى مستوى القطاع الخاص في الكويت وهو ما نتطلع اليه في المرحلة المقبلة”.
 وعن اللقاءات التي عقدها مع القيادة الكويتية العليا أفاد بأنها “هدفت الى تأكيد أهمية العلاقة بين البلدين الجارين الشقيقين وضرورة العمل على تعميقها وكذلك على الجانب الاقتصادي الذي يجب أن يكون مكملا للتطور في العلاقة السياسية”.
 وقال الحكيم ان الجيرة في الاسلام والعروبة “عناوين كبيرة تجمع بين البلدين الشقيقين ولا بد أن تستثمر بشكل بناء في ظل التحولات الكبيرة التي يعيشها الوطن العربي عموما والمنطقة بشكل أعم ولابد لهذه العلاقة أن تترسخ وتتجذر وتجد الفرص والمساحات المناسبة للتعاون ولمزيد من الاستقرار في المنطقة”.
 وذكر ان “المنطقة متداخلة مع بعضها بعضا ولا يمكن التفكيك بين بلد وآخر وساحة وأخرى فالاستقرار في العراق ينعكس ايجابا على دول وشعوب المنطقة والاستقرار في الكويت ينعكس ايجابا على واقعنا العراقي ودول المنطقة الاخرى وهذا يربط مصيرنا ببعضنا بعضا ولمثل هذه الاتصالات والتواصل واللقاءات دور كبير في هذا المجال”.
 وأعاد الحكيم التعبير عن تقدير الشعب العراقي لموقف سمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ومشاركة سموه في القمة العربية الاخيرة في بغداد “والتي كان لها وقع كبير في نفوس العراقيين علاوة على الزيارات التي قام بها الى الكويت رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وغيرهما من كبار المسؤولين العراقيين”.
 ووصف عدد الزيارات التي قام بها مسؤولون عراقيون الى الكويت في غضون السنوات القليلة الماضية بأنه غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين” مشيرا كذلك الى زيارة سمو الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء السابق وزيارة سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الى العراق “اللتين مثلتا خطوات مهمة ونتمنى أن تدفع الزيارة المقبلة لسمو الشيخ جابر المبارك هذه العلاقة خطوة أساسية الى الامام”.
 وأبدى الحكيم تفاؤله في أن تدفع الزيارات المتبادلة والابحاث الجادة والخطوات العملية لحل المسائل والمشكلات العالقة بين البلدين والتي أخذت طريقها للحل الى علاقة رصينة ومتجذرة في قادم الايام تستحضر كل هذه المقومات والمشتركات الكبيرة.
 وعن الساحة السياسية في بلاده أشار الى أن العراق لا يزال يشهد بعض الملاحظات من أطراف سياسية وتعددا في الاراء والقراءات والاجتهادات “وهناك من يسعى الى أن يستثمر الفرص الدستورية للضغط باتجاه تحقيق مطالبه” الا أن العراقيين والقوى السياسية اتفقوا جميعا على أهمية اجراء الاصلاحات الحقيقية التي تطمئن الجميع وتعزز الثقة بين القوى السياسية وتوفر المناخات المناسبة للتنمية الشاملة”.
 وكشف الحكيم عن اعتزام بلاده عقد مؤتمر وطني يجمع تلك القوى لوضع خريطة الطريق وجدول أعمال تتضح من خلاله الخطوات المطلوب اجراؤها في الاصلاحات والمدة الزمنية لذلك “على قاعدة لا غالب ولا مغلوب بل أن الربح يجب أن يكون للكل فيقدم الجميع تنازلات لصالح الشركاء ويفي بالتزاماته تجاه الوطن على أساس الدستور”.
 وعلى المستوى الامني اعتبر الحكيم انه على الرغم من بعض الاختراقات التي تحصل بين فينة وأخرى الا أن المؤشرات الامنية عموما تشير الى تطور محسوس وملموس يستشعره المواطن العراقي وتبقى الاهداف السهلة التي يستهدف فيها مواطن بسيط أو مجموعة من المواطنين في أسواق شعبية وأماكن عامة “هي التي يجب القضاء عليها تدريجيا من خلال المزيد من الجهد الاستخباري واكتشاف المجموعات الارهابية”.
 وأشار الى الواقع الاقليمي وتطوراته “الذي لا يزال يضغط على العراق ودول المنطقة عموما وهناك حالة من الترقب والقلق مما يجري في العديد من الساحات العربية ما يجعل المواطن العربي ونحن معه مراقبين ومتابعين لسير الاحداث ونتمنى أن يعم السلام والوئام في المنطقة برمتها”