أقلامهم

تركي العازمي: الوزير الذي لا يقرأ، ننصحه بترك «مغارة علي بابا» وترك المجال لمن يجيد القراءة.

وجع الحروف / وزراء لا يقرأون ولا يقررون…!
 
د. تركي العازمي
عندما أقرأ عن «الكلمات المتقاطعة» في طبيعة إدارة شؤون وزارات الدولة خصوصا وزارات كالصحة، المواصلات، الأشغال، البلدية، الكهرباء أشعر بأن الوزير المعني عن تلك الوزارة، أي واحدة منها، إما إنه لا يقرأ ما ينشر أو إنه يقرأ ولا يملك القرار في التغيير!
وعندما سألني زميل عن رأيه في مواعيد وزارة الصحة وانتقال عقد جامعة ماكغيل إلى العدان…. أجبته على الفور: «عقد مين يا صاحبي.. لقد تحدثنا عن عقد ماكغيل وما شابه من شوائب لكن لا حياة لمن تنادي»، أما المواعيد فبعضها يصل إلى عام وأكثر وبعض الحالات تلفظ أنفاسها قبل معاينة الطبيب المختص… والكهرباء تدخلنا في عدادات ذكية وتتركنا لعدة أعوام من دون فواتير والأشغال «أم الكوارث»!
الوزير الذي لا يقرأ، ننصحه بترك «مغارة علي بابا» وترك المجال لمن يجيد القراءة، فمحاولة كسب الولاء سياسة غير نافعة يا معالي الوزير!
قناعتي الشخصية ترسم خيوطا أشبه بخيوط العنكبوت حول الوزير الذي لا يقرأ، وتظل الخيوط لغزا لأن الوزير الذي لا يقرأ يجب أن تتوقع منه الكثير، خصوصا إذا كثر المطبلون حوله وسلم من الرقابة والمحاسبة… فالكثير منه فيه ما سيعجبك وكثير جدا يغضبك… يغضبك على المستوى المهني لأنه لا يوجد دافع شخصي خلف انتقادنا لأداء بعض الوزراء…. ما هي إضافات بعض الوزراء.. لا شيء يستحق الإشادة؟
إنني أحترم الوزير الذي يعلن ومن دون تردد أو خوف ان مشكلة الوزارة في الوكيل أو الوكلاء المساعدين ويضع الأدلة ويطلب إحالتهم للتقاعد ومحاسبتهم أيضا… فغياب المحاسبة كرس حب الظهور الإعلامي الذي يخفي ملامح صفة اللا قرار التي وضعها الوزير أو القيادي نصب عينيه… يخاف يأخذ قرارا «يُزعل» المجموعة التي ينتمي لها القيادي أو يترك «القرعة ترعى!» لضمان بقائه على الكرسي الجميل والاستمتاع بجاه ورونق المنصب الوزاري!
إننا في رمضان… فيا خلق الله: خافوا الله… خافوه فإنكم في آخر العمر لن تجدونا حولكم.. فابن آدم يذهب وليس معه سوى قطعة قماش بيضاء فحاول أن تترك أعمالك بيضاء كلون تلك القطعة… فخافوا الله فإن دعوة المظلوم شأنها عظيم. والله المستعان!