كتاب سبر

رأي ((سبر))
.. قبل أن تتجرعوا مرارة ما زرعتم

لاشك ان الكل يعلن رفضه لأي ممارسة يمكن وصفها بالتطرف أو الإقصاء أو الإساءة لأي فئة من فئات المجتمع. لكن ذلك إعلان زائف تعودنا عليه في الكويت، وأوضح البراهين على زيف هذا الإعلان هو وجود أشخاص من أمثال جويهل في قائمة المشاهير بل وفي دائرة صناع القرار وكل مايمتلكونه هو لسان بذيء عرف بسبه وشتمه أبناء القبائل. 
 لقد بات من الواضح أن ماتضمنته الخطابات والتصريحات الرسمية من دعوة للحفاظ على الوحدة الوطنية ماهي إلا استغفال ومحاولة لصناعة هيبة زائفة وصورة وهمية تخفي وراءها وجها قبيحاً يحمل حقداً على الكويت وأهلها ويستمتع بمايقذف لسان الجاهل من بذاءات معتقداً أن الناس لاتعرف ذلك وسرعان ما تتجه السلطة لحماية الجاهل بالقبض عليه حتى تهدأ الناس ثم يعود مجددا.
هذه المرة الوضع مختلف حيث إن الشارع لم يعد يثق في السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية بعدما قامت الأخيرة بنقض حكم السجن في حق الجاهل ومنحته البراءة، وعجزت السلطة التنفيذية عن ردعه مما يمكن تفسيره بأن من يقف خلف هذا الجاهل هي جهات لا تقدر السلطة التنفيذية على مواجهتها، لذا فلاثقة لدى الناس إلا بأسلوب واحد جربوه سابقاً ولن يتورعوا عن تجربته مرة أخرى وهو اسلوب الخروج إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لمن يقف خلف الاسوار ويقذف اعراضهم بلسان الجاهل.
ليعلم الجميع الآن أن الفرصة لن تدوم طويلا لإعادة الثقة ولو بشكل بسيط بالسلطة وصناع القرار، وليعلم الجميع ويحسن تقدير الأمور قبل أن تصل إلى مرحلة لن يكون ممكنا بعدها استعادة ما بدده سوء الإدارة وعدم احترام الناس وانعدام الحكمة.
إن هذه السنوات التي نمر بها ليست من سنوات الاستقرار، بل هي مرحلة انتقالية تقودها الشعوب ضد كل من تسلط عليها بالقوة الامنية او العسكرية، وهي مرحلة يجب أن يدركها السياسي وألا يكون ضحية مخططات لاصحاب نفوذ من التجار او الطامحين إلى الاستبداد بالقرار من أجل أطماع ومصالح شخصية وإن تحذلقوا بالكلام وادعوا الالتزام بالدستور بينما هم من يتلاعب به ويتدخل في مختلف السلطات ليضع المعوقات أمام أي عملية إصلاحية خوفا من نتائجها.
ليس من المقبول أن تتعامل السلطة مع الواقع السياسي وكأن الأمور شخصية وكأننا لسنا في بلد مؤسسات، لن تعود الثقة بين الشعب والسلطة إلا بالالتزام التام والاحترام الكامل للقانون واختيارات الشعب من ممثليه وحماية فئات المجتمع من أي إساءة.
إن الخطر الكبير والإثم الذي ستدفع السلطة ثمنه هو حالة الكراهية ونبذ الآخر التي زرعتها السلطة في نفوس الناشئة والأطفال وهم يسمعون ويرون مايتعرض له كبارهم من إساءة وتجريح، لقد نشأ هذا الجيل منذ سنوات على كره وتطرف سينتج عنه الكثير الكثير.
ولايعتقد اي شخص أن ذلك الأمر يمكن مسحه من الذاكرة، لقد ترسخ الكره وهو نبات له ثمر شديد المرارة وأول من سيتجرعه هو من زرعه.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.