كتاب سبر

القهوة.. ألسنة الحياة!

القهوة إبداع نباتى . أكتشفها أهل أثيوبيا اثابهم الله وجزاهم عنا وعن جميع أصحاب ” المزاج” كل خير . فلولا ذات الوش “البرونزاج” لهلكت مداركنا ووقعنا في خطيئة مداعبة الصفر المطلق للغباء والعياذ بالله .


والقهوة رعى الله بنها يمنيه ونيباريه وكولومبيه ما ان شدت رحالها وفارقت أفريقيا حتى استرضعتها أمم الارض فدر صدرها الحنون لله دره عليهم .


أصبحت ماركة مسجلة للفخر عند ال يعرب وعند فوحة الدلال  المبهرة بالهيل الخبر اليقين .و امست قصتها مع علوج الروم قصة عاشق ومعشوق فهى عشيقة فجر العلوج ولا تتفرق غيوم ” تثاؤبهم ” الا بانبلاج ضياء شعاع  “كافيينها” .


 اما فى بلاد التنين الصين واخواتها من ربات “النمور” الاسيويه ,الهند العجوز ,واليابان المعجزة, وكوريا سيئول وبنغال السيول فما زال الشاى ملك “مزاجهم ” المتوج فالشاى قدس الله سره ذا شان عظيم فى طقوس ثقافتهم الاجتماعيه والدينية ولكن ربما بعد ان تضع حرب ” الأيفون” العولميه الدائرة حاليا اوزارها سيسود ” الكافيين” العالمى جميع ارجاء اسيا ويقبل أهلها رايات القهوة السوداء القادمة اليهم من قبل الغرب لتزيح شايهم عن عرشه وتتربع عليه وتتحمص وتفوح وتعيش معهم فى “جولد” و”مولد” ويخلفون “موكا” وكابتشينو” .


القهوة قابلت تاريخنا صدفه ولكن ” مش” اى صدفه . راعى أغنام من مدينة “كافا” فى اثيوبيا لاحظ ان اغنامه كلما مضغت حبات البن حتى تفيض قريحتها بانشاد اوبريت الثغاء وهى ترقص السامبا والرومبا من خلاف !! فانتزع الراعي حبة بن من شجرتها ومضغها ثم إبتلعها حتى توارت فى نطاق تغطية معدته وقد قيل من تمنطق بالبن فقد تزندقت احلامه وتفرق دمها بين القبل الساخنة للمزاج وهكذا كان فقد قتل الراعى همه وفنى كسل  الغنم وعم الفرح والسرور فى “كافا” وضواحيها


وابتدى مشوار”الكوفى ” بنت الكافا بعد طفولتها الاثيوبيه القصيرة حين التقطها الشيخ اليمنى العيدروسى وانكحها دلال العرب على “ألسنة” نيران الكرام   فتوالدت دلالها فناجيلاً شقراء وسمراء تخاطبتها ايادى العربان من عمان الى تطوان وتكاثر نسلها حتى ضاق عنها بر العرب  فملئت بحور العالمين سفينا وضربت فى اطناب الارض فاستعجمت على يد الاتراك الذين تبنوها وسموها باسمهم وعبر بعض احفادها الى الملايو واوربا وبعضهم تغرب ليكون نفسه فى بلاد كولومبس الجديده فاستوطن مروج  الامريكيتين فى البرازيل وكولومبيا وضارب في بورصاتها حتي علا سهم اسمه وصار لا يسلم شرف دماغ عشاقه الرفيع من أذى الصداع حتى يراق على جوانب شفاههم ” دمع” اكوابه.


كلما قال لى اهل الطب ان القهوة تؤثر فى شرايين القلب جاعلة الكوليسترول يغلقها بنقاط تفتيشه حتى تهز مشاعرى الرافضة  فنجالها فى وجوههم قائلة  وكذلك العشق فكلاهما من حبهما ما قتل ووالله يا أهل الطب ان عشقى للقهوة ما فيه “طب” …ويا نعيش سوا …يا نموت سوا …فالقهوة ألسنة الحياة التي تنطق حروف مزاجها .


@bin_hegri