برلمان

في قراءة لـ حسن الأنصاري
“راحة سلبية” تحت مجهر الأنصاري

مراجعة: حسن الأنصاري / @ABO_AFNAN
في يوم الأربعاء الموافق 6/6/2012م توجهت لحفل توقيع كتاب “راحة سلبية” للأخ الكريم عبدالله الشلاحي، في مكتبة آفاق ناشرة الكتاب، حيث تواجد د.أحمد الخطيب، وعضو مجلس الأمة المبطل د.عبيد الوسمي، حصلت على نسختي من الكتاب، مع إهداء الكاتب الذي تمنى فيه عرض ملاحظاتي و تشجيعي أيضا، وها أنا أكتبها.
 الكتاب يوثق حقبة الحراك الشبابي ضد حكومة الشيخ ناصر المحمد كما أشار إلى ذلك د.أحمد الخطيب في تقديمه للكتاب، بدأه الكاتب في طريقة دخوله لمعترك السياسة، وهكذا إلى قصة شيك بنك برقان و أحداث ديوانية الحربش، و ظهور التجمعات الشبابية بداية من “السور الخامس” ثم “كافي”، “نريد”، “التغيير”، “الحرية” وغيرها، ثم ذكر أحداث جمعات الغضب والدستور والعودة، وساحات الصفاة و الإرادة والتحرير، ودخول مجلس الأمة، واعتقال الشباب وحتى استِقالة الحكومة والإفراج عنهم .. فعلاً تبدو حقبة مهمة ومثيرة لتوثيقها ورصدها وتحليلها، وتوضيح دور الشباب البارز في هذا الحراك السياسي الذي جمع أطياف الشعب الكويتي.
لكنني لا أريد نقاش الكاتب في الحقائق التي ذكرها، فهو أحد الشباب الذين ضحوا بحريتهم من أجل قضيّته فكان أحد الشهود الثقات على الأحداث -كما نحسبه- ولكن كونها ليست مذكرات شخصية بل توثيقاً تاريخياً لحراك شعبي يشترك فيه الجميع، فإن الكتاب –للأسف- لا يرقى إلى أن يُسمى توثيقًا، نعم الأحداث أغلبها ذُكرت، لكن ليست بطريقة التوثيق الصحيحة التي تتيح لأي قارئ مهما كان اهتمامه أو موطنه، اليوم أو غداً، أن يرى الأحداث بوضوح، فهناك العديد من الفراغات التي لم تُملأ بالشكل المطلوب.
فلو افترضنا أن قارئاً في عام 2030 – أو غير كويتي- أراد ليقرأ عن هذه الحقبة ولم يجد إلا هذا الكتاب فسيواجه غموضاً في كثير من الأحداث والأماكن و الأسماء، لأن الكاتب كان يتحدث دون ملء الفراغات في السطور، فمثلا القضية الأساس هي : أسباب هذا الحراك السياسي ، وستبدو الأسباب غامضة لأن الكاتب لم يمهّد بها كتابه، بل كان يتحدث عن نفسه وكيف دخل هذا المعترك بسبب وفاة ابنه -رحمه الله- بعد الولادة بخطأ وإهمال طبي حمّلهُما رئيس مجلس الوزراء! قد نتفهم أن هذه المشكلة الشخصية قد تدفع الإنسان كي يناضل لتعويض مُصابه الأليم، لكنها لا تفسّر ملحمة شعب بأكمله لتغيير وضع سياسي فاسد! 
قد تجد في ثنايا الكتاب بعض الإشارات لمواطِن الفساد كقضية التحويلات، لكن هذه الإشارات غير مرتبة و مضيئة، وهناك أحداثٌ برأيي لم تأخذ حقها الكافي منَ التوثيق والتحقيق، لعلِّ من أهمها أحداث ديوانية الحربش التي كانت نقطة تحوّل في حراك الشعب، فبسببها أُنشئت مجاميع الشباب، ثم كيف بررت الداخلية ضربها النواب و المواطنين، و تعاملها مع بلاغاتهم و غيرها من الأمور، وكذلك أحداث تجمع ساحة العدل التي كادت أن تجمع أهل الكويت على صوت واحد، فضلا عن ذلك، الكتابُ مليئٌ بأخطاء نحوية و مطبعية لا تتسع المقالات لعرضها، كان ينبغي لمكتبة آفاق أن تهتم أكثر لهذه الناحية، وكذا تصميم الغلاف الذي لم يكن موفقًا، كما أن العنوان لا يشي بسر الكتاب.
  إني هنا أُشيد بهذا العمل فلا أهدمه و لا أنقضه، لذا أشجع الكاتب أن يعيد النظر في طريقة توثيقه و ربما استعان بمن شهد تلك الأحداث كي يكون عمله أكثر إحاطة وإحكاماً و يفيد الجميع حاضرًا و مستقبلا.