كتاب سبر

ولاة الجور شرار الأمة

المتابع  لمسيرة التاريخ الكويتي سيلاحظ بلا شك العملية التي استطاع منها أهل الكويت قديما  أن يخلقوا منظومة حقيقية واحدة، وخليطا اجتماعيا تكاثر من جهات مختلفة، وأن الكثير من الأسر الساكنة في أطراف البلاد آنذاك ومن داخلها يجهلون أهمية الأوراق، والمستندات لبساطة الحياة في ذلك الوقت، والحديث عن الأسر المتجذرة في الكويت ومنهم  «البدون» لا يختلف على وجودهم اثنان، وتداخلهم وانصهارهم مع الكثير من الأسر الكويتية التي ظهر منها على مر التاريخ رجال اختلطت دماؤهم مع تراب الوطن، وساهموا في بناء الدولة الحديثة من جميع النواحي، ولعل من أعظم الصور التي تركت وفاء على تراب الكويت  دماء الشهداء المشاركين في حرب الجولان و67، وأكتوبر 73، وحرب التحرير،وحادث موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح ، كل هذه الحروب وهم على علم أنهم ذاهبون إلى المجهول، ولكن من أجل الكويت، ومن أجل القسم والولاء الساكن في قلوبهم وانتمائهم لهذه الأرض المباركة لم يعرفوا سوى الأمر والطاعة للوطن والأمير .
 أي عشق هذا الذي يحملونه للكويت وترابها، كيف نترجم شكل الحب بعد أن قدموا أجسادهم كفنا وأرواحهم علت في سماء الكويت !
هم أوفوا بولائهم، وأعطوا للكويت حقها الكامل «الدسم»، فلماذا اليوم نهضم حقوقهم ونرده خالي «الدسم»،
ولم استغرب من تجاوز بعض ممثلي الأمة السابقين مستخفاً بهؤلاء الرجال الذين نذروا حياتهم وحملوا السلاح في وجه العدو حينما كان البعض منهم يتنزه في حدائق أوروبا، ويستظل قصورها في حرب التحرير  مطالبا التريث في حل القضية واعطاء الحكومة الوقت الكافي لإثبات ولائهم !
وصدق الشافعي عندما قال :
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..
 ذرعا وعند الله منها المخرج ..
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..
 فرجت وكنت أظنها لا تفرج ..
أيها الفضلاء قسما بمن أحل القسم  إن قلبي يعتصر ألما لما يحدث من سخافات يذكرها البعض، وانا على يقين تام أن الندم يدب في قلب من أساء لأبناء الكويت المخلصين، وأن هناك الكثير من رجال الدولة لا يريدون حل تلك المشكلة، وإن تلك النعرة موجودة في قلوبهم، ولكن تذكروا يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، هؤلاء لهم حقوق وواجبات، فاتقِ دعاء المظلوم، واجعل نفسك في مكانهم ولو يوم واحد عندها ستعلم ما هو الفارق الكبير والشعور العظيم الذي نزل عليهم وهم لايزالون يهتفون باسم الكويت وأميرها، فيا كبار القوم وعقلاءها ماذا تنتظرون لحل تلك المعضلة؟ ماذا يردعكم وأنتم أصحاب القرار .
 
@AlMujanni
almujanni@hotmail.com