كتاب سبر

نبذ الكراهية

لا احد يجالس سعد في هذه الارض سوى أبوين وقد توفاهما الله في نفس السنة ومن حينها وهو وحيد منبوذ لما عُرف عنه من عنف. وبإمكانك ان تتعرف على خصاله وخلفيته الثقافية من أول نظرة او حين تسمعه يقدم نفسه في اي لقاء تعارف (  سعد سيمة لا يقبل بالهزيمة ) في أي حوار تكون الغلبة له في النهاية كونه يستند على حجج منطقية ( سكين ، ساطور ، دبابة ان وجد ..! ) مستعد لاشعال حرب عالمية لأتفه الاسباب ، وعند تناول كأسين من مشروبه المصنع بطريقة شعبية لا يخشى مواجهة حلف الناتو منفرداً ..
الكل يهابه ويكتفي بابتسامة من بعيد حين يلاقيه لاتقاء شره ، كل مساء يرجع ويرمم نفسه بنفسه  بعد ان يفقد بعض أشلائه  في نقاش عابر .!! دون ان يكلف وزارة الصحة فلسا او هدر وقت.
اما الجانب السياحي من حياة سعد ، بين فترة واخرى يقرر السفر لمدة اربعة ايام او اسبوع وتستمر لشهور او سنين ، وجُل ما يعرفه عن البلدان التي يزورها المطار والليلة الاولى في الحانة وباقي التفاصيل في السجن كنا نأكل كذا ونستيقظ الساعة كذاونتقاتل بطريقة كذا … كل  اسفاره عبارة عن سياحة امنية .!! باختصار هو مصدر تهديد للأمن والسلام العالمي .
ولكن ” ما من وحش إلا وفي قلبه شيء من الرحمة ”  كما قال شيكسبير وبطريقة ما تصادق مع باسم والذي يختلف عنه في الشكل والمضمون والصوت ايضاً فهذا الاخير عكس سعد هو شاب وجل اعتزل المجتمع لأن ضعفه وصوته الشبيه بصوت صيصان الدجاجة يجعله فريسة لأي طامع. ولا اجد مبررا يجمعهم سوى ان الغريب للغريب نسيبُ، كلاهم وحيد ومكمل للنقص في شخصية الاخر ،سعد وجد من يبث له مابصدره من هموم واحاديث وباسم ايضاً وجد له مستشارا عسكريا يحميه عند الحاجة وعلى هذا الاساس تم تشيد الصداقة .
للأسف هناك ما يهدد هذه الصداقة الجديدة وهي والدة باسم والتي ترفض استمرار هذه العلاقة الغير متكافئة اخلاقياً وعضلياً ..!! وكثيراً ما تلومه وتطلب منه الابتعاد عن سعد ولكن الغريزة الاجتماعية تجعل باسم يماطل ويتهرب بين حين واخر فهو غير مستعد للعودة إلى الوحدة وان يتخلى عن مصدر السعادة الوحيد لديه سعد رغم مساوئه  .
وذات مرة بينما كانوا يتسكعون في احدى المناطق الغير خاضعة لنفوذ سعد والتي لدى سكانها ملفات عالقة وحسابات قديمة يجب تصفيتها معه ذهب باسم ضحية وطرف في هذا النزاع دون ذنب المهم انه نجا بأقل الخسائر فقط بعض اللمسات الانسانية في الجبين وقليل من الكدمات الديموقراطية على الاعين والأنف و شج في اعلى الرأس تسبب بطلاء الدشداشة للأحمر بمشهد يذكرك برجال بوذا البورميين .
عاد باسم للمنزل وهو نادم عن هذه التجربة القاسية وليخفف من حدة اللوم المرتقب من والدته بادر امامها بالقاء اللوم على نفسه انه لم يستمع لنصائحها وبالفعل اكتفت والدته بمواساته بشرط ان تحتفظ بالدشداشة بمثابة تعهد وشاهد زمني عليه كل ما حاول الخروج عن طوعها … وورثتها لزوجته لاحقاً وربما يستمر توريثها للاحفاد.
الشعب الكويتي لم يكن بالطائفي قبل ان يتخذ بعض المرشحين من الطائفية برنامجا انتخابيا ،ووجد الشعب ضالته في الطائفية واتخذها متعة ووسيلة لقتل الفراغ ، يقوم بعمل هاش تاق في تويتر ليقذف هذا في جهنم دون حساب ويكفر ذاك ويخون اخر وينتزع منه الوطنية ويطالب بسحب الجنسية بالطالعة والنازلة ويناشد امن الدولة الافراج عن معتقل انطلاقاً من حرية التعبير والقاء القبض على اخر انطلاقاً من حرية ” التكفير ” ولم يكن يذعن لأي نصيحة ولكن بعد التجارب الماضية التي تعرض لها من جراء تفشي الطائفية ذهب اخيراً إلى ساحة الارادة ليوقع بنفسه وبمحض ارادته على تجريم خطاب الكراهية . 
ونحن نكتفي بهذا دون القاء لوم او تذكير في الماضي ولكن بشرط ان نحتفظ بالورقة والاسماء الموقعة ادناه لتكون شاهدا زمنيا وتعهد بعدم العودة مجدداً ..
” شيزوفرينيا “
بعد ان عاد الزميل من ساحة الارادة وأدى ماعليه من واجب وطني من نبذ الطائفية ووقع على تجريم خطاب الكراهية فتح تويتر وقذف نصف المجتمع في جهنم وهو مرتاح الضمير ..
تويتر : @baderFarhaN1