كتاب سبر

ناقة الله وسقياها

تقول القصة .. ان رجلاً ركب منطاداً لاحظ أنه قد ضل الطريق، فهبط قليلاً حتى اقترب من الأرض، فرأى سيدة عجوز تسير في الأسفل، فنادى عليها بصوتٍ عال : (أريد أن أسألك سؤالا) ؟:
لقد قطعت وعداً لأحد زملائي بأني سأقابله، وتأخرت عن موعدي ساعة كاملة، وأنا لا أعلم أين أنا .. يبدو أنني تهت ! فهل يمكنك أن تخبريني أين أنا الآن ؟
رفعت العجوز رأسها وأجابت :
حسناً، أنت الآن فعلياً داخل بالون يعلو عن سطح الأرض 10 أمتار، وجغرافياً أنت بين 40 و 41 درجة شمال عرض، و 59 و 60 درجة غرب طول !
فصاح بها الرجل :
ما هذا؟ الذي تقولينه؟ فأنا لم أفهم شيئاً !
فقالت العجوز : انظر إلى الساعات والمؤشرات الموجودة أمامك في المنطاد وستفهم.
فنظر الرجل، ثم قال لها : حسناً .. هذه الأرقام موجودة بالفعل، هل أنت مهندسة ؟
فأجابته : (نعم كيف عرفت) ؟
فقال : لأن كل المعلومات التي أخبرتني بها صحيحة، ولكنها غير مفيدة، فأنا لا أختبر قدراتك الهندسية، إنما أريد أن أعرف أين أنا أرجوك، ألا تستطيعين الإجابة عن هذا السؤال البسيط، دون استعراض أو تظاهر بالذكاء ؟
نظرت إليه العجوز وقالت : هل أنت رئيس وزراء كويتي ؟
(بالفعل كيف عرفت) ؟
قالت : لأنك لا تعلم أين أنت؟ ولا إلى أين أنت ذاهب؟
ولأنك لم تصل إلى مكانك إلا بفعل قليل من الهواء الساخن !
ولأنك قطعت وعداً على نفسك ولا تعلم كيف ستفي به !
ولأنك تتوقع ممن هم تحتك أن يطيعوك و يحلوا لك مشكلاتك !
                 *****************
انتهت الحكاية وظل الواقع .. فلا غالب إلا الله !