قطوف
الديمقراطية الحرة
كتب د. عبدالعزيز يوسف الأحمد
لاشك ان الديمقراطية ترتبط ارتباطا وثيقا بالحرية لأنها هي أساس البناء الديمقراطي ولا يمكن فصل الديمقراطية عن الحرية فهما تركيب واحد يكملان بعضهما البعض.
والجدير بالذكر ان الديمقراطية من أهم أهدافها حماية حقوق الأفراد والجماعات على حد سواء والديمقراطية لها منافذ عديدة، حيث إذا أسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى الانحراف الذي تنجم عنه الصراعات والمناوشات الفكرية الفيروسية لذلك يجب على الشعوب والجماعات المحبة لهذه الديمقراطية ان تتحلى بالصبر وأن تتقبل الروح والتقاليد الاجتماعية والالتزام بها اثناء الممارسات والحوارات والمناقشات والمناظرات الديمقراطية في إطار العلاقات الإنسانية مع اختيار الألفاظ والعبارات المناسبة التي تخلو من التجريح والسب والقذف والتطاول على الآخرين بدون وجه حق فالديمقراطية ليست مجرد فرد العضلات والالتفاف حول الإعلام وأضوائه فهذا كله يضعف اسمى معاني الديمقراطية الحرة ويجرنا إلى ان نسير في نفق مظلم خاطئ يهدم أسس وقواعد الديمقراطية التي ننشدها وننادي بها بالمساواة والحقوق والواجبات لكل أفراد المجتمع ومن المعروف ان الجماعات الديمقراطية والأمم المترابطة لا تبني مجدها عن طريق الأوهام والأحلام الهشة إنما تبنى عن طريق واقعي ملموس يشحذ الهمم والطاقات ويضيء النور في أركان وأساسات هذه الديمقراطية.
وكما ان الابداع هو مشعل من مشاعل الحرية لحل كل المشاكل المتعلقة في إبراز هذه الديمقراطية التي هي في الحقيقة ملك الأجيال فالديمقراطية السليمة الهادفة تبني ولا تهدم فهي عماد التنمية الفكرية التي تقف ضد الطوفان الذي جرنا للمشاكل والمخاصمة ويحجب عنا كذلك نور الحقيقة.
وأخيرا وباختصار من كل هذا نستطيع ان نقول ان الديمقراطية الحرة هي نبراس للشعوب المتطورة والطموحة والتي ترغب باللحاق بقطار الديمقراطية الدولية بشرط ان تبتعد عن التيارات الهوائية والمزايدات والمهاترات ودغدغة مشاعر الشعوب المزيفة فالأفعال غير الصادقة ستكشفها لنا الشعوب المثقفة وتنحدر معها هذه القيادات إلى الهاوية فالشعوب التي تحترم قيادتها وولي أمرها فعلا هي الشعوب المتحضرة التي ترجو الخير لوطنها ومواطنيها وتبذل كل ما في وسعها من أجل اسعاد مواطنيها في يسر ورخاء وسلام.
أضف تعليق