حوارات

د.فارس الوقيان لـ سبر: الصراع الاجتماعي في الكويت هو السبب في إطالة أمد قضية “البدون”

* البطاقات الملونة وسيلة للمماطلة والتعقيد لقضية البدون و “تطفيش” أبنائها

 

* الكويت تحتاج الى رجال دولة لا إلى رجال مراهقة سياسية

 

* من تجنسوا أخيراً لا يحملون 65 .. إذن المسألة تحكمها الفوضى لا المصلحة الوطنية

* التعامل الأمني والقمعي مع مظاهرات “البدون” سيؤخر حل قضيتهم وسيولد ردود فعل عنيفة


———————————————————————————————
 

وجهتا نظر مرتبطتان بقضية “البدون” لكنهما متناقضتان.. الأولى ترى أن مسألة منح البدون حقوقهم وتجنيسهم سيضر  بالمصلحة الوطنية، ويخرب النسيج الاجتماعي، أما وجهة النظر الأخرى فتجد في حلها صمام الأمان للمجتمع الكويتي الذي نشأ على مبدأ الاندماج والتعايش بين أفراده من كل الطوائف. 

 

في هذه الخانة وضع الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والناشط في حقوق الإنسان الدكتور فارس الوقيان، قضية البدون، وهو أحد أبرز الداعمين لحل هذه القضية ومن أكثر المطالبين بمنح أصحابها حقوقهم التي كفلها الشرع والدستور، حتى أنه قال ذات مرة “إن الكويت تصالحت مع جميع من وقف ضدها خلال الاحتلال العراقي، لكنها لم تتصالح إلى الآن مع فئة البدون، رغم أن هذه الفئة وقفت موقفاً مشرفاً، وشارك الكثير من أفرادها في صد العدوان وفي حرب التحرير واستشهد بعضهم وأسر بعضهم الآخر”.

 

 وأعرب د.الوقيان خلال حواره مع سبر عن أسفه الشديد لكون القضية قد تراجعت خلال السنوات الاخيرة، وتعقدت أكثر، وقال ان السياسات المتبعة في الكويت بما فيها البطاقات ذات الألوان الأربعة هي وسيلة للمماطلة وتعقيد لقضية البدون اكثر واكثر والهدف منها “تطفيش” أبنائها حتى يسأموا ويلجأوا الى بلدان أخرى.

وأكد أن من يجد حل قضية البدون بالوسائل الامنية فهذا صاحب عقل متحجر وصغير ولا يمكن ان يبني دولة ويضع رؤية استراتيجية مرتبطة بالتنمية، مبيناً أن منطق القوة لا يحل أزمة أبداً، بل إن القضايا تحل بالتسامح والتعايش وبالمسارات القانونية والسياسات الانسانية .

وأضاف: لا يهمني المعيار الزمني لحل قضية البدون، بقدر ما يهمني المعيار الكيفي،  فالكفاءات من البدون وان كانوا قادمين منذ فترة بسيطة قأو بل بضع سنوات فإن الدولة بحاجة علمية لهم عولينا ان نجنسهم فورا دون النظر الى المعيار الزمني.

وقال د.الوقيان: “لست من الطامعين في استغلال قضية البدون للتكسب في الانتخابات او حصد الشهرة من خلال البروز الاعلامي”، مدللا على ذلك  بأنه منذ حصوله على شهادة الدكتوراه من فرنسا سنة 2000 وهناك اربع او خمس دورات انتخابية فلم يرشح نفسه فيها بالاضافة الى انقطاعه الاعلامي خلال سنتين وهو خير دليل على تلك الأقاويل.

وهنا تفاصيل الحوار …


* ناديت مرارا من خلال كتاباتك ولقاءاتك الصحفية بالاسراع في حل قضية البدون، فإلى أي مدى وصلت هذه القضية باعتقادك؟

موضوع البدون او عديمو الجنسية (كما تسميها المعاهدات الدولية) قضية أوزلية، استغرقت زمناً طويلاً وهي من أهم القضايا ذات البعد الوطني والانساني في الكويت..  لا نريد ان نفكك قضية البدون لنرجع الى التاريخ بأثر رجعي ونقول من هم البدون وكيف اتوا وما هي القوانين واللوائح وايضا الحقبة الزمنية التي انبثقت منها قضية البدون وتشكلت مثل كرة الثلج، وقد كتبنا في هذا المجال الكثير وألفنا الابحاث واشتركنا في لجان برلمانية وتحدثنا مع المسؤولين بخصوص قضية البدون، الآن أصبحت قضية البدون واضحة وساطعة وضوح الشمس في رابعة النهار.

تسألني إلى أي حد وصلت قضية البدون؟..  أقول لك لأسف الشديد وهذه الطامة الكبرى والشيء المحزن ان قضية البدون قد تراجعت خلال السنوات الاخيرة الى المرحلة التي اصبحت فيها قضية البدون قضية وطنية انسانية وايضا قضية كونية عالمية مرتبطة بالمؤسسات الدولية، فقضية البدون هي قضية حق وعدالة ومساواة وهي قضية دستورية وانسانية ومرتبطة بالمعاهدات الدولية ومرتبطة ايضا بالشرائع السماوية فكل هذه المنظومات والمرجعيات القانونية والدينية والدستورية تنص على انه لابد من منح البدون حقوقهم كافة حقوقهم المدنية وايضا حق المواطنة بمعنى منح الجنسية الكويتية لمن يستحق.

اما النقطة الأخرى التي لابد من التركيز عليها ان قضية البدون وهذا المؤسف في الكويت هي قضية استقرار وطن واستقرار مجتمع في الكويت وحماية الامن الكويتي، فهناك وجهتا نظر مرتبطان بقضية البدون، وجهة نظر تجد في مسألة منح البدون حقوقهم وتجنيسهم اساءة واضرارا في المصلحة الوطنية، ووجهة النظر الأخرى الانسانية والقانونية والدينية تجد في حل قضية البدون هي صمام أمان للمجتمع الكويتي بحيث ان نخفف من حدة هذا الصراع الاجتماعي ونخفف من معدلات الجريمة في الكويت، وأيضا يتحقق في الكويت أشبه بالاندماج والتعايش الاجتماعي ما بين الكويتيين والبدون.

ومن هذا المنطلق علينا التأكيد على ان ما يحدث الآن من تنكيل بالاخوة البدون الذين يتظاهرون من اجل اسماع صوتهم للمسؤولين في الكويت وهذا يتعارض جملة وتفصيلا مع المواثيق الدولية ومع الحس الانساني ومع شريعتنا الدينية، ومن هذا المنطق علينا ان نؤكد ان ما يحدث الآن لا يمكن باي حال من الاحوال ان يحل قضية البدون يحل ازمة بل بالعكس سيعقدها، وان انتظرنا كثيرا تعقدت قضية البدون وان انتظرنا أيضا قليلا بعد الوعود من المؤسسات الرسمية وتعقدت قضية البدون.

الآن صورة الكويت مشوهة في الخارج، وما يحدث في الكويت من صراعات اجتماعية وصراع ما بين رجال الأمن والبدون محل سخرية.



* الجهاز المركزي يتجه لتقسيم البدون إلى شرائح ومنح كل شريحة بطاقة خاصة وبلون معين..  هل الآلية مجدية؟


بالنسبة لي أجد ان كل السياسات المتبعة في الكويت بما فيها البطاقات الحمراء والصفراء والخضراء والزرقاء هي وسيلة للمماطلة وتعقيد قضية البدون اكثر واكثر حتى يطفش البدون وحتى يملون ويلجأوا الى بلدان أخرى او يحصلون على جنسيات من بلدان مجاورة او بلدان عالمية وربما تكون من افريقيا وامريكا الجنوبية وغيرها من البلدان، فهذه وسيلة او خدعة لا يمكن ان تنطلي على عاقل في الكويت، نحن حينما نطالب في حل قضية البدون ونقول ان هذه الاساليب لا تنفع ولا يمكن ان تحل قضية البدون فنحن احرص من غيرنا على الدولة وعلى المجتمع ونحن اكثر وطنية من غيرنا لماذا لان علينا اتباع اساليب تتسم بالصدق والامانة في حل القضية والتعامل مع المعنيين في هذه القضية.

* ما رأيك بالتعامل الأمني واستخدام القوة المفرطة من قبل رجال الداخلية القوة ضد تظاهرات البدون في تيماء؟

 

ان الفعل سيوازيه ردة فعل، وذلك الفعل الذي بادرت فيه الحكومة باستخدام العنف دون شك، سيؤدي الى استخدام ردود فعل عنيفة ايضا ضد رجال الامن وضد المؤسسات الرسمية، ومن هذا المنطلق بان القوة لا تحل أزمة نهائيا، بل بالتسامح والتعايش والحلول القانونية والسياسات المتسامحة والانسانية هي التي تحل قضية البدون.

وبالنسبة لي اتوقع اذا ما واصلت الحكومة في استخدام العنف هذا الاسلوب سيطيل قضية البدون وبالتالي سنتوقع تدهور هذه القضية بما يؤدي الى عنف مضاعف وبالتالي من المتضرر من ذلك المجتمع والدولة في الكويت، فان ذلك العقل الذي يجد في حل قضية البدون بالوسائل الامنية هو عقل ضحل وصغير ولا يمكن ان يبني دولة ولا يمكن ان يضع رؤية استراتيجية مرتبطة بالتنمية وتفكر في مستقبل الكويت السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وان عدم حل قضية البدون هي هدر واضرار كبير وعميق لمستقبل الكويت وللتنمية وايضا لكل المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

* بعض الناشطين السياسيين والحقوقيين ومجموعة من النواب السابقين شاركوا بالتظاهرات، فلماذا لم تشهد ساحة الحرية حضورك في التظاهرات السلمية؟

هناك من ركب قطار البدون من اجل تحقيق مصالح خاصة وتتنوع هذه المصالح من مصالح مالية وانتخابية صرفة في النجاح في الانتخابات، او تحقيق مصالح اعلامية لكسب الشهرة بالنسبة لي انا خارج اطار هذه المنظومة حين بدأت في الحديث عن قضية البدون الكتابة عنها وبالتالي التصدي لهذا الحق الانساني الكبير والتصدي لؤلئك الذين يقفون ضد البدون كان الهدف من وراء ذلك هدف انساني بالدرجة الاولى ومن ثم وطني.

ومن هذا المنطلق استطيع ان اقول بان معياري في الحديث عن قضية البدون ومعياري في المشاركة بكل الفعاليات هو معيار شخصي ذاتي مرتبط بقناعات فكرية وانسانية ومن هذا المنطلق التواصل الاعلامي في الحديث عن قضية البدون سيفهمها الشارع “البدوني” والكويتي بانه لي مصالح خاصة حين اتحدث عن قضية البدون ولقد سمعت هذا الكلام مرارا وتكرارا بأن الدكتور فارس في دفاعه عن قضية البدون الى اين يريد ان يصل هل يريد ان يرشح نفسه في الانتخابات.

فهذه الانتخابات الكويتية منذ أن أتيت من فرنسا حين حصلت على شهادة دكتوراه في سنة 2000 مرت على الكويت ما يقارب اربعة او خمسة انتخابات ولم اطرح نفسي لهذه الانتخابات ومن يريد ان يفتش ايضا في المصالح الاخرى سيجد انه لم يتغير في وضعي المادي قيد أنملة ولم يتغير حتى الشهرة التي قال العديد انه يريد الشهرة الاعلامية حين تبددت وتلاشت المصالح الأخرى المالية والانتخابية قالوا انه يريد الشهرة الاعلامية وقد غبت عن هذه الشهرة الاعلامية ما يقارب السنتين ولم اظهر كثيرا لا في الفضائيات ولا في الصحف الكويتية وغيابي هو استراتيجي مرتبط بطرح السؤال الآتي هل وجودي في هذه التظاهرة او الفعالية سيؤدي الى حل ما ام لا؟ فحين اجد ان هذا التواجد لا يمكن ان يؤدي الى تقدم في قضية البدون اتراجع ولا احضر.

أما النقطة الاخيرة في بعض الاحيان حين احضر بعض الفعاليات وارى كيف يستغل البعض المشاعر المظلومية البدونية بطريقة بشعة لا تنم عن فكر انساني ولا احاسيس انسانية في الخطابات الجماهيرية وكيف يتحدثون في خطاباتهم عن دفاعهم عن قضية البدون ونرى مواقف مزدوجة على المستوى الشخصي وهذه المواقف المزدوجة هي تضر بمصلحة البدون اجد ان هناك نوع من انواع النفاق في المجتمع الكويتي وخصوصا بعض افراد الصفوة السياسية كيف يستغلون قضية البدون من اجل الحصول على مآرب شخصية، فأنأى بنفسي حتى لا أشارك في جريمة تنتهك حق البدون.

* ترى الدولة أن الكثيرين من «البدون» أخفوا جنسياتهم الحقيقية أملاً في الحصول على الجنسية الكويتية، وبالتالي لا مبرر لمنحها إياهم، أليس هذا العذر مقبولاً؟

دعنا نتحدث بكل صراحة وهذا التحليل تحليل علمي وموضوعي وعقلاني يتناول قضية البدون بغض النظر عن آراء وخطابات الفرق الموجودة التي مع او ضد، وهذا التحليل محايد ومستقل، بالنسبة لي أرى ان من أهم الاسباب التي ادت الى تعطيل حل قضية البدون مرتبطة بذلك الصراع الاجتماعي الموجود في الكويت وهذا الصراع الاجتماعي الاطراف فيه ورؤوس الحربة فيه تجد في حل قضية البدون ان يصب في مصلحة هذه الكتلة الاجتماعية على حساب الأخرى.

وفيما لو حلت قضية البدون ماذا سيكون… ستتغير تركيبة او ميزان القوى الاجتماعية في الكويت لان هذه الكتلة “البدونية” التي ستحصل على الجنسية ستكون متحالفة او قريبة من ناحية اجتماعية او قبلية او دينية لكتلة لا يود البعض ان تقوى وتتنامى وتكبر ومن هذا المنطق يجد البعض وخصوصا الفاعلين في الدولة بان في حل للبدون سيؤدي الى ضخامة وارتفاع وكثرت الاصوات الانتخابية لكتلة اجتماعية معينة على حساب أخرى وبالتالي يجد في حل قضية البدون اضرار بمصلحة الطائفية او الفئة التي ينتمي لها ونحن قد كررنا مرارا وتكرارا على ان هذه الرؤية هي رؤية ضحلة وسخيفة ولا تفكر في مستقبل الدولة والمجتمع ولا تفكر بحاجة الامن والامان والاستقرار للدولة وبالتالي هذا السبب الرئيسي والكبير في عدم حل قضية البدون حتى هذا الوقت، الكويت تحتاج الى رجال دولة ورجال دولة بمعنى اؤلئك الذين ينظرون لقضية البدون عليهم ان ينظرون للقضية بمنظور رجال دولة وليس رجال مراهقة السياسية ورجال مصالح وفئات وطوائف.

وهنا علينا القول بان مواقفهم هذه تعد من أهم الاسباب التي أدت الى انحدار وانحدار الاوضاع العامة في الكويت، لان صار الكويتيين في الفترة الاخيرة يعانون من “فوبيا” وهواجس نفسية يعني اصبحت الشخصية الكويتية شخصية مرتعدة مصابة بهزال نفسي ومصابة بخوف من الآخر سواء بدون او وافد او غيره، لاحظ الكثير من التحليلات والخطابات التي تتناول بعض اشكالياتنا وازماتنا ودائما ما نرد اسباب هذه الازمات الى الحلقة الاضعف في المجتمع والدولة، لاحظ حين نتناول قضية على سبيل المثال الازدحام المروري اضحك كثيرا حين ارى التحليل الآتي يقول بان أحد أهم أسباب الازدحام المروري هو كثرت حصول الوافدين على رخص القيادة.

وحين تناول على سبيل المثال تردي الوضع الصحي في الكويت نقول علينا ان نفصل في مستشفياتنا ومؤسساتنا الصحية ما بين الوافدين وما بين الكويتيين وان السبب هم الوافدين وحين نتناول قضايا السرقة والعنف وغيرها ونقول ان هذه ثقافة طارئة وقادمة من الخارج والكويتيون جبلوا على التسامح في حين نرى الكثير من الاشكاليات والازمات الموجودة في الكويت نجد ان غالبية المتسببين فيها هم من الكويتيين انفسهم ولاحظ من يتجاوز الاشارات المرورية ليس الوافد بل الكويتي ومن يتعدى ويتجاوز الدور او طابور السيارات هو الكويتي وغالبية السيارات هي السيارات الفارهة للكويتيين ومن يضرب الاطباء ومن يستخدم العنف، فعلينا ان نكون صريحين مع انفسنا والاعتراف بالحق فضيلة ولابد من مواجهة الحقائق ونقول ان التركيبة الشخصية الكويتية في انحدار بل بالعكس تماما نحن أثرنا على الوافدين ونحن افسدنا اخلاقهم ونحن الذين تسببنا في أذيتهم والاضرار بمصالحهم وثقافتهم وأمنهم.

وعندما نقرأ العديد من الصحف الكويتية بالصفحات الاخيرة ستجد ان غالبية من يتسبب في العنف ويؤذي الوافدين هم من الكويتيين وغيرهم.





* الدولة اعتمدت إحصاء 1965 أساساً لمنح الجنسية، لماذا هذا الإحصاء على وجه التحديد؟

قضية البدون اصبحت بالآونة الأخيرة هي وظيفة من لا وظيفة له وكل واحد من المواطنين في الكويت ومن المسؤولين ليس له وظيفة في الكويت اصبح يتحدث في قضية البدون ويضع المعايير مثلما يريد.

بالنسبة لي اجد من الكفاءات من البدون حتى وان كانوا قادمين لفترة بسيطة قبل بضع سنوات وتكون الدولة بحاجة علمية له علينا ان نجنسه علميا او مصلحيا او ادى للبلاد خدمات جليلة وعلينا ان نجنسه فورا دون النظر الى المعيار الزمني في قدومه للكويت، عنده احصاء 65 او 75 احصاءات في السبعينيات وغيرها فهذا لا يهمني المعيار الزمني بقدر ما يهمني المعيار الكيفي ان من هو الشخص وما هو عقله وما هو تفكيره هل خدم الكويت هل هو انسان صادق هل انسان يحب الكويت هل قدم للكويت خدمات جليلة هذه الاسئلة التي علينا ان نطرحها.

وبالتالي قصة 1965 على اعتبار ان هذا التاريخ هو الاقرب لتاريخ نشأت لجان الجنسية وقانون الجنسية وايضا هذا التاريخ يعتبر نسبيا طويل من الناحية الزمنية وتم اعتماده بهذه الصورة، وعلى فكرة ترى الكثير ممن تجنسوا في الكويت بالآونة الاخيرة ليس لديهم احصاءات 65 مما يعني ان المسألة تحكمها الفوضى ولا تحكمها المصلحة الوطنية.

* في احدى دراساتك طالبت بضرورة تصحيح مفهوم المواطنة في الكويت، فأين توصلت بتلك الدراسة؟

بان في السابق حين تحدثت طويلا عن قضية البدون وحاولت ان افكك وانقط في هذه القضية من الناحية التاريخية والوقت الراهن، وما هي اسباب نشأت البدون ومن هم البدون ولماذا يعانون الامرين في بلدنا وغيرها، وجدت ان ازمة البدون هي وجه من وجوه ازمة المواطنة في الكويت ووجدت ان البدون معنيون بصفتهم الاجتماعية والدينية والمدنية وانما قضيتهم هي اكبر من قضية صفتهم البدونية بل هي قضية مجتمع ودولة تعاني هي الاخرى من ازمات كثيرة على مستوى مفهوم المواطنة والتعايش والاندماج وعلاقات الاخوة والعدالة والمساواة ما بين المواطنين في الكويت.

ومن هذا المنطلق بت في الفترة الاخيرة ان انظر الى قضية البدون من منظور شامل وكبير وعميق الا وهو مرتبط بمفهوم المواطنة ولذلك بادرنا بتأسيس المركز الكويتي للمواطنة الفاعلة الذي يرأسه حاليا محمد الوهيب وفيه اعضاءا فاعلين مثل الدكتور عبدالحميد الصراف وافراح الهندال وحنان الخلف وناجي الملا.

وقد كان لهذا المركز السبق في ان يوسع مفهوم المواطنة بحيث ان كان معانا احد الاخوان الأساتذة المصريين واللبنانيين وقلنا ان مفهوم المواطنة هو مفهوم انساني، علينا ان نوسع دائرة الاهتمام فيه بحيث انه يضمن كافة الناس المتعلقين والمقتنعين بهذا المفهوم، من هذا المنطلق حاولنا نجهز او نعد مؤتمر وهو مؤتمر استثنائي ومهم جدا في المنطقة العربية ولم يقام في المنطقة العربية مؤتمرات عن المواطنة كونه ان مفهوم المواطنة مفهوم حديث وهو قديم جدا وانما كمفهوم وككلمة ومفردة ليس متجذرا ولا مطبقا لا بالكويت ولا بالعديد من البلدان العربية، فكان مهمتنا ان يتداول الناس مفهوم المواطنة وان يتحدث عنها ويفهمها رجل الشارع العادي ويتناولها الباحثين والاكاديميين في رسالة الدكتوراه وفي أبحاثهم حتى تكون محل حديث يومي ومتواصل في الاعلام وقد نجحنا في ذلك وحتى قبل ما يقارب ستة سنوات كان الحديث يدور حول الوحدة الوطنية والتربية الوطنية وهي معاني ومفردات معانيها مرتبطة بالبعد الوجداني والشعوري اكثر ما هي مرتبطة بالبعد القانوني للمسألة.

والآن نجد في مفهوم المواطنة هو المفتاح السحري لحل الكثير من ازماتنا، ازماتنا ككويتيين في علاقة الطوائف والفئات على الصعيد المذهبي في علاقة السنة بالشيعة وعلى الصعيد العرقي والمدني ما بين الحضر والبدو وعلى الصعيد كويتيون وبدون وايضا كويتيون بين هؤلاء جميعهم وايضا ووافدون، فنحن نعيش ازمة كبرى الكويتيون ليس لهم علاقة انسانية مباشرة مع الوافدون، أسئل الكثير من الكويتيون هل لديكم علاقات مع وافدون من لبنان وسوريا ومصر والمغرب والجزائري والسودان فلماذا لا ينفتح المجتمع الكويتي على بقية الجنسيات لماذا لا يتعلق المواطن الكويتي بمفاهيم كونية مرتبطة بالعدالة والمساواة والمعاهدات الدولية.

الآن الكويت تعاني من رجعية كبرى متعلقة بمفهوم المواطنة، مفهوم المواطنة بالكويت يداس تحت الاقدام فنحن بالكويت هنا والكثير سواء في مركز المواطنة وغيرننا الكثيرون يحاولون اعادة الوجه المشرق والوجه الجميل للكويت بحيث ان يتعايش الكويتيين مع الآخرين بوئام وسلام واستقرار.