كتاب سبر

عنجهية واحتقار وثأر قديم

عندما يهدد النيباري السلطة ويتوعدها، يكون بقدرة قادر سياسيا حرا لا يخاف في الله لومة لائم .. وعندما يتهجم الخطيب على نظام الحكم، يصبح بتصوّر فاجر مناضلا وطنيا غيورا على مصلحة بلاده ومواطنيه .. وعندما يحاول الربعي تفجير مجلس الأمة ووزارة الداخلية، يمسي وفق قناعة عاهر صاحب رأي يحق له التعبير عنه كيفما يشاء .. وعندما يجاهر المُهري بالافتخار والاعتزاز بمحاولة تفجير موكب الأمير، يُتوّج بحصانة تحول بينه وبين ألسنة وأقلام الرعاع والصعاليك، ولكن .. وضع أسفل (ولكن) مائتي خط، وذيلها بثلاثمائة علامة استفهام، ما إن يبدر عن أي شخص قبلي بغض النظر عن وضعه المادي والسياسي والاجتماعي وحصيلته العلمية أو الفكرية أية انتقاد أو تصوّر أو رأي محاولاً من خلاله وضع النقاط على الحروف وملامسة مكامن الخطأ لمعالجتها وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، تجد أن التحالف الأزلي الكويتي بين الطبقيين والعنصريين وكارهي كُل ما يبت للقبلية بِصلة يتفاعل وبصورة غير طبيعية ليتمخض بحقيقة واحدة لا أكثر (تُفرقنا المصالح وتجمعنا كراهيتهم) .. 
فما تفضل به نواب الأغلبية في ندوة النائب السابق سالم النملان أخف وقعاً من الكذب على لسان الأمير، والتهرب من مصافحته والسلام عليه، وأرحم بكثير من زج مقامه في المهاترات الرياضية والخلافات الشخصية، وأكثر واقعية عما بدر من رموز دواوين اثنين ثمانينات القرن الماضي، ومع ذلك لم يعقب هذه الأمور ردود أفعال كالتي نراها ونسمعها في هذه الأثناء .. ما قيل في تلك الندوة -أي ندوة النملان- يمثل رأي غالبية الشعب لا غالبية نوابه بدلالة اقتناع الأقلية بنزاهة الانتخابات الأخيرة، ثم إن ما طُرِح من آراء وقناعات وتصريحات في ندوة الصباحية يفتقر إلى مقومات الخطابات التحريضية كما يزعم أعداء الوطن والمواطن، وللأغبياء الحق في مقارنة الوضع ما بين تصريحات الغالبية الكويتية وتصريحات جمعية الوفاق البحرينية ليفرقوا ما بين ممارسات (الحقوق) و (العقوق) ، أنا على قناعة تامة ويقين راسخ أن قضية الوقت الراهن تمثل مشكلة طبقية-عنصرية أكثر من كونها سياسية، وهذا ما ستؤكده ردود أفعال نازيي الكويت عَقِب ندوة الاثنين القادم .. وحتى ذلك الحين، للحديث بقية!
فيصل عمر الهاجري