كتاب سبر

منى الشمري “تشرق” في كتاب سبر وتكتب: هدنة الأغلبية

انضمت الكاتبة والقاصة الكويتية (منى الشمري) إلى أسرة كتاب سبر، لتبدأ منذ اليوم كتابة أول مقالاتها وهو بعنوان (هدنة الأغلبية) حيث تسلط فيه الضوء على أحداث الأحد الماضي وكيف أن السلطة أخطأت التقدير والتصرف عندما استخفت بالجموع التي زحفت في مسيرة “كرامة وطن”.. ثم تدعو في نهاية المقال الأغلبية البرلمانية إلى التكامل السياسي حتى تضع كل التيارات الاخرى تحت عباءتها.

 

ولا شك أن انضمام منى الشمري سيكون إضافة مميزة لـ سبر الحريصة على احتواء الأقلام الرشيقة.. وستحمل زاويتها اسم (ومضة).

 

والشمري واحدة من الكاتبات اللواتي أنجبتهن الصحافة الكويتية، واستفادت منهن الشيء الكثير، وقد مارست الكتابة منذ وقت مبكر، وعرف عنها أسلوبها النقدي المميز في مجال الأدب والفن والسياسة.. كما صدرت لها أخيراً باكورة أعمالها الأدبية وهي المجموعة القصصية ” يسقط المطر.. تموت الأميرة”.

 

وهنا أول مقالاتها في سبر والرأي لكم:

 

هدنة الأغلبية

 

منى الشمري

 

 

الاستخفاف بالأعداد التي زحفت في مسيرة “كرامة وطن ” لتفرض مطالب الأمة وتسقط مرسوم الصوت الواحد أمر فيه قصر نظر ، والاستهانة بالكتل والتيارات التي تنطوي يوما بعد يوم تحت جناح الأغلبية المعارضة فيه قراءة ساذجة للمشهد السياسي ، بينما السجال الدائر يحسمه الحراك الميداني وصدق نوايا الإصلاح والتنمية والجذوة الشعبية وليس الأمنيات الحكومية ولا مطاعات القوات الخاصة، أما المراهقة السياسية التي تواجهها المعارضة بكل أطيافها فهي تتجلى باتهام الأغلبية (بزعامة التكتل الشعبي)  بالسيطرة على كل التيارات وبأنها تحمل ضمن أجندتها بند الانقلاب على النظام وهو أمر ينافي الحقيقة والموضوعية تماما ، وتخوينها بالإيحاء بأن ثمة تدخلات خارجية في مواقفها وهذا افتراء عاجز أمام مواقفها الوطنية الشريفة ، أوالمزاعم بأن محركهم الأساسي هو الأخوان في مصر رغم أن المعارضين خليط من الأخوان والسلف والديمقراطيين والليبراليين والحقوقيين والتقدميين ومجاميع الشباب ، وكل هؤلاء مختلفين تماما في التوجهات والثقافات والأطروحات والهويات وحتى الوسائل والحدود ، إلا إنهم اتفقوا على  محاربة الفساد والمحافظة على المكتسبات الدستورية والأهم رفض تعديل قانون الانتخاب بعيدا عن قاعة عبدالله السالم وهي رغبة شعبية عارمة ألهبت الشارع ، ولو كانت الحكومة على قدر من الذكاء لكانت فوتت عليهم الوقوف على أرضية واحدة ولدعت لانتخابات وفق النظام القديم وكفاها الله شر ضرب المشاركين في المسيرة أو قيام المسيرة أصلا  .  

ثم إن الأغلبية حتى الآن ينقصها التكامل في الأداء السياسي لتضع كل التيارات والكتل المختلفة تحت عباءتها رغم وجود أسماء كبيرة بينها مثل أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل المسلم وغيرهم وينقصها الكثير لتتعلم من أخطائها وسط إعلام دولة بالكامل يعمل ضدها وهي في مواجهة هذا تحتاج حواسيب إعلامية ذكية على درجة من المهنية والاحتراف حتى تحافظ على شعبيتها التي وصلت إليها، وتعاني من ثغرات عدة أهمها خطابها الإعلامي الذي يحتاج إلى إعادة صياغة وفق متغيرات الأحداث ومجرياتها السريعة وحدة الصراع وإعادة ترتيب أولوياتها وفق الواقع المر وليس الواقع الحلم وتحتاج لالتقاط الأنفاس والهدوء بعد مسيرة كرامة وطن التي سجلت سابقة تاريخية تحسب لها ، والمقال لايتسع لذكر الكثير من الثغرات وقد نعود إليها في مقال لاحق،  لكن حسنا فعلت حين قررت الهدنة وأعلنت الأغلبية في بيانها الأخير عن توقف نشاطها الذي يحتاج أكثر من إجازة العيد في الحقيقة بعد الإرهاق السياسي الذي أصابها من كثرة الاعتصام في ساحة الإرادة ويراه البعض مجرد نزهة حالمين على البحر لا أكثر.



@monaAlshammari 


monaalshammari@live.com