أقلامهم

محمد الدوسري: الحكماء يتراجعون في إبداء النصيحة عندما يؤتمن الخائن ويتم تقديم الفاسد.

غربال
الحكمة في زمن الساقطين
كتب محمد مساعد الدوسري
 
في خضم هذه الأحداث الكبيرة التي يمر بها وطني، يسأل الجميع عن الحكمة والحكماء وما يمكن أن يقدموه في هذه الأيام العصيبة، ورغم إيماني المطلق بوجود حكماء كثر في بلادي إلا أنهم يتوارون لأسباب كثيرة لعل ما سأذكره جزءا منها، بينما هناك أجزاء أخرى لا يعلمها إلا الله ثم هؤلاء الحكماء.
الحكماء يتراجعون في إبداء النصيحة عندما يؤتمن الخائن ويتم تقديم الفاسد، فهل يرجى خيرا من اقتصادية أفلست شركتها وتوجهت للسياسة، هل يعتقدون أن مثل هذه هي القادرة على نصحهم أو الدفاع عنهم في هذا الوضع، هل يفيد أحد أن يُقرب اللص الذي استولى على المال العام ، هل هناك حكمة في تقريب البذيء والشتام والعاق لوالديه؟، هل يمكن الاستفادة من المنحرفين أخلاقيا وفكريا ؟.
قالت العرب قديما “خذوا الحكمة من أفواه المجانين” إلا أنهم لم يقولوا أن الحكمة تؤخذ من اللص أو الفاسد أو المنحرف أو الفاشل، بل قصرتها على بعض المجانين الذين قد يدلون بدلوهم في أمر بطريقة عقلانية لا يمكن لفاسد أو لص أن يأتي بمثلها.
تقريب الفاسدين وإبعاد الصالحين بل ومحاربتهم، هي ما أدت لهذه الأوضاع التي وقعنا فيها، وغاب العقلاء بعد تقريب السفهاء والعنصريين، وبعد أن وُسدت الأمور إلى غير أهلها، وتم الطعن في ولاء وانتماء أغلبية الشعب الكويتي، الذي لم يقدم طوال مسيرته غير الولاء والحب الصادق البعيد عن النفاق والتزلف الذي أطرب آذان بعض المخدوعين بسقط القوم.