كتاب سبر

وين مكمن العلة؟

يراودني شك بأن السلطة التنفيذية تعتبر مطالب الشعب بالإصلاح مصدر إزعاج لها، و السبب وراء شكي هذا هو أننا إلى الآن لم نر من الحكومة أي خطوه “فعلية”  للحد من استمرار السرقات والتعدي على الحريات وتردي الخدمات وشح الوظائف وتضخم أزمة الإسكان وغيرها من مشاكل، فهل طموح السلطة التنفيذية هو أن تحظى بشعب ساذج كالحملان الوديعة التي تأكل وتنام لتترك لهم دفة القيادة دون شكوى أو تذمر مهما زاد الفساد و تضرر العباد؟ سبب آخر يعزز من شكي وهو أن سيف السلطة التنفيذية يبدو حادا على قيادات المعارضة و بعض من يؤيدونهم، لكنها تبدو رحومة و حنونه على كل مؤيديها مهما أساؤوا لآخرين بشكل مثبت و واضح. و كل خوفي هو أن  يستمر تطبيق القانون وفق هذه المنهجية الإنتقائيه الخاليه من كل مقومات العداله لأمد أطول تجعلنا كالدول الشيوعية التي كل مواطنيها “صم بكم عمي” عن الخطأ و عن التصريح فيه.
 
 بالإضافة لما سبق فإن المنافقين من جلساء البلاط ورغم يقينهم بسلمية الحراك الشعبي إلا أنهم يعلمون بأنهم سيكونون أول الضحايا عند قدوم أي موجة إصلاح، لذا فإن مصلحتهم الدنيويه تحتم عليهم الكذب بخسه و تهويل موضوع المعارضة عبر لي الحقائق ليظهر تحليلهم المرسل “لمن يهمه الأمر” بالشكل الذي يحافظ على وجودهم و المحزن بالموضوع هو إستمرار تمسك السلطة التنفيذية ببعض هؤلاء الوصوليين و تقريبهم منها وهو ما أوصلنا لمرحلة الإفلاس السياسي في الكويت.  فرغم وجود بعض الشخصيات الإجتماعية المعروفه من سياسيين مخضرمين “ضد” قيام المسيرات و “ضد” توجهات المعارضة إلا أن هؤلاء “يخجلون” من الدفاع عن الحكومة علنا  أو حتى إظهار تأييدهم لها بأي شكل من الأشكال، فالساحة الآن قد خلت للمنافقين من أصحاب النفوذ للتخطيط بكيفية طمس رونق و سمو أهداف المعارضة الشعبيه و مسيراتها السلمية، فحاكوا قصصهم الخياليه بأن المسيرة هي إمتداد لحراك خارجي يهدف لإسقاط حكم آل الصباح وهو تحليل شيطاني خبيث و مسموم لا يقبله عقل أو منطق. لكن و على الرغم من كل ما حصل فإنني متفائل بأن الأمور بإذن الله ستسير بالنهاية الى ما هو أفضل.
 
نقطة تبحث عن منطق: مر على الكويت 290 عضو مجلس أمة منذ الاستقلال و 196وزيرا  تم تعيينهم بحكوماتنا المتعاقبه بالإضافة إلى 7 شيوخ تناوبوا على رئاسة مجلس الوزراء منذ الإستقلال، لكن لم تصل شعبية أحدهم بمستوى الشعبية التي حصل عليها عضو مجلس الأمة السابق مسلم البراك والتي زادت بعد أن تيقن الشعب بأن الحكومة ” لم تجد ضده مستمسكا يدينه أو يفضحه أو يخدش مصداقيته ” لذا فهو حتى هذه اللحظة بطل بعيون الناس فاقت شعبيته حدود العرق و القبيله و كثيرون وجدو فيه مالم يجدوه في غيره من أصحاب المناصب الرفيعه.
بقلم: عبدالعزيز محمد العنجري